الطب > أمراض نسائية وتوليد

الإنتانات المهبلية لدى الحوامل

مقارنةً بغير الحوامل، تتأثر النساء الحوامل بالإنتانات على نحوٍ أكبر، إلا أنَّ العتبة المحدِّدة لمعايير تشخيص الإنتان ومدة الإقامة في المشفى والعلاج، قد تكون أخفض لدى الحوامل مما هي عليه لدى بقية المريضات، مما قد يؤدي إلى تأثُّر النتائج المتعلقة بزيادة شدة المرض عند الحوامل في العديد من التقارير. (1)

ويستدعي ذلك أن نتحدث عن بعض هذه الإنتانات، وسنخصّ في حديثنا الإنتانات المهبلية التي قد تزيد نسبة حدوثها في الحمل أو قد يكون لها بعض التأثيرات في الحمل: 

التهاب المهبل بالمبيضات: هو التهاب يُسببه نوع من الفطور تسمى المبيضات Candida؛ إذ تبين أنَّ التغيرات التي تطرأ على الجهاز المناعي في خلال الحمل، والزيادة في إنتاج الجليكوجين في المهبل، وارتفاع مستويات الأستروجين، قد تؤدي دوراً في ظهور إصابته.

أظهرت دراسة أجريت عام 2015 أنّ قرابة 20% من كل النساء مصابات بالمبيضات، وقد ترتفع النسبة إلى 30% في خلال الحمل، إذ تتركز أعراض الإصابة بالمبيضات الفرجية المهبلية في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، ومن الجدير بالذكر أنَّ أكثر هذه الأعراض شيوعاً هي: حكة حول مدخل المهبل، وخروج مفرزات مهبلية سميكة بيضاء، وقد تحمل رائحةً تشبه رائحة الخبز، وألم أو حرقة في أثناء التبول أو ممارسة الجنس. (3) (5)

وذُكِر أيضاً في هذه الدراسة أنه على الرغم من عدم كفاية الأدلة؛ فإنه يوجد توجه نحو ترافُق وجود إصابة بالمبيضات في الحمل مع زيادة خطر حدوث الاختلاطات كتمزق الأغشية الباكر، والمخاض المبكر، والتهاب المشيمة والسلى، وداء المبيضات الجلدي الخلقي. (3)

التهاب المهبل الجرثومي (Bacterial Vaginosis (BV: ينتج ذلك عن نمو زائد للجراثيم اللاهوائية المستوطنة في المهبل نتيجة حدوث تغيرات أهمها انخفاض حموضة المهبل (أي زيادة قلويته). 

وتتضمن أعراضه الشعور بالحكة أو الألم في المنطقة التناسلية، و بالحرقة في أثناء التبول، إضافة إلى خروج مفرزات مهبلية رمادية فاتحة قليلة اللزوجة ذات رائحة كرائحة السمك، ولا سيما بعد ممارسة الجنس. إذا لم يُعالج التهاب المهبل الجرثومي في خلال الحمل؛ فإنّه قد يصعد مسبباً تمزق الأغشية الباكر، كذلك قد يسبب مخاضاً باكراً.  (2)

وأيضاً لا بد من أن نذكر تأثير جراثيم المكورات العقدية المجموعة B Group B Streptococcus (GBS) التي قد توجد فى المهبل والمستقيم، فهي لا تسبب أعراضاً وغالباً ما تُكشَف صدفةً، لكنها قد تنتقل إلى الطفل في أثناء المخاض والولادة في ١-٢٪‏ من الحالات، وذلك عند عدم تلقي الأم للعلاج بالصادات في أثناء المخاض، مؤديةً إلى عدد من الإصابات، وفي حالات قليلة إلى موت حديثي الولادة. وكُشفت الإصابة بالمكورات في مراحل متأخرة من الحمل (بين الأسبوعين ٣٦-٣٨)، وهذا يُعد متضمَّناً في الرعاية الروتينية المقَدَّمة للحامل قبل الولادة. (6)

المعالجة:

-تتوافر العديد من الأدوية لعلاج الإنتان بالمبيضات دون وصفة طبية Over The Counter (OTC) على شكل كريمات أو مراهم أو تحاميل، وتتضمن الكلوتريمازول Clotrimazole، والميكونازول Miconazole والتيركونازول Terconazole.  

ويمكن تناول هذه الأدوية في أية مرحلة من الحمل، فهي لا تشكل خطورة على الجنين وتطوره، لكن يجب الابتعاد عن المعالجة الفموية في أثناء الحمل، ويجب تجنب بعض أنواع مضادات الفطور الشائعة (كالفلوكونازول Fluconazole) وخاصةً في خلال الثلث الأول؛ ففي حال مراجعة الطبيب باكراً بشأن الإصابة بفطور المبيضات؛ لا بدَّ من إخباره عن احتمال وجود حمل. (4)

-أما التهاب المهبل الجرثومي؛ فإنّ المعالجة تكون فموياً، وهي مشابهة للعلاج عند غير الحوامل. (2)

الوقاية:

يُنصح بارتداء ثياب مريحة فضفاضة وملابس داخلية قطنية، و الابتعاد عن استخدام الفوط أو المناديل الحاوية على معطرات أو استخدام المواد المهبلية المطهرة، وتجفيف المنطقة التناسلية بعد الغسل (يمكن التجفيف عن طريق مجفف شعر بدرجة حرارة منخفضة)، والحرص على مسح المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف بعد استخدام المرحاض، وغسل المنطقة وتجفيفها بعد ممارسة التمارين الرياضية أو السباحة مع تغيير الملابس الرطبة بأسرع وقت ممكن، إضافة إلى التخفيف من تناول السكر (إذ يساعد على نمو المبيضات) والحصول على قدر كافٍ من الراحة. (5)

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا