علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

تربية الحيوانات والصحة النفسية

تطوّرت الحيوانات الأليفة لتصبح متناغمةً مع سلوك البشر وعواطفهم -على سبيل المثال، تستطيع الكلاب فهمَ العديد من الكلمات- إضافةً إلى أنها أكثر قدرةً على تفسير نغمات الصوت ولغة الجسد والإيماءات. ومثل أيّ صديقٍ جيد، فهي تحاول فهم ما يُفكر به الشخص أو يشعر به (1).

إضافةً إلى ذلك، يمكن للحيوانات الأليفة -خاصّةً القطط والكلاب- أن تقلّل من التوتر والقلق والاكتئاب، وأن تُخفف من الشعور بالوحدة، وأن تُشجّع على ممارسة الرياضة واللعب، كذلك تحسن الصحةَ القلبية.

تساعد رعاية الحيوانات الأليفة الأطفالَ على النمو في بيئةٍ أكثر أماناً ونشاطاً، كذلك يوفرون رفقةً قيّمةً لكبار السن (1).

كيف يمكن لرعاية حيوانٍ أليفٍ أن تحسّن من نمط الحياة؟

ممارسة التمرينات الرياضيّة: وأهمها المشي والركض والتنزه مع الحيوانات الأليفة. إذ وجدت الدراسات أنَّ مالكي الكلاب يحققون الحدَّ الأدنى لممارسة الرياضة في حياتهم، الأمر الذي يقوّي العلاقة مع الحيوان الأليف ويحافظ على صحته.

توفير الصحبة: التي بإمكانها أن تساعد على تخفيف الوحدة والعزلة، الذين يعدان عاملين مهمين للإصابة بالاكتئاب. وإنَّ الاعتناء بحيوانٍ أليف سوف يبعد تركيزك عن مشكلاتك، ويقّدم لك الشعور بأنَّ هناك من يحتاجك، وخاصةً إن كنت تعيش بمفردك. إذ يتكلم معظم مالكي الكلاب والقطط مع حيوانهم الأليف.

لقاء أشخاصٍ جدد: وهو أمرٌ مفيدٌ للشخص لاحتياجه إلى العلاقات الاجتماعية، إذ يتعرف مالكو الحيوانات الأليفة إلى بعضهم بعضاً، لأنَّ لديهم ما يجمعهم.

تخفيف القلق: تعيش الحيوانات الأليفة اللحظةَ الراهنة، دون القلق بشأن ما حدث البارحة أو ما سوف يحدث غداً، الأمر الذي يُساعد الشخص على التمتع، وتقدير اللحظة، والحصول على بعض الصفاء.

إضافة النظام والروتين إلى حياتك: تحتاج الحيوانات الأليفة إلى نظامٍ معينٍ من أجل الطعام والنظافة والرياضة، وهذا ما سوف يقود مالكها إلى جدولٍ منظمٍ لممارسة هذه المهمات.

تخفيف التوتر وزيادة الشعور بالهدوء (1).

الحيوانات الأليفة وكبار السن: 

بالنسبة إلى كبار السن؛ فإنَّ تربية الحيوانات الأليفة تساعد على تحسين المزاج، وتزيد من نشاطهم، كذلك تساعد على تكوين علاقاتٍ جديدة وإعطائهم معنى للحياة (1).

الحيوانات الأليفة والأطفال:

 يمكن للأطفال -الذين يعانون اضطرابَ فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)- الاستفادة من تربية الحيوانات الأليفة والعمل معها، فقد يساعد تولي المهام (مثل تقديم الطعام، والمشي، والاستحمام) على تعلّم التخطيط والمسؤولية، وتساعده على تفريغ طاقته أيضاً (2).

 ويمكن للحيوانات الأليفة أن تخفف من السلوكيات النمطية لدى الأطفال المصابين بالتوحد (Autism)، وكذلك من الحساسية الحسيّة، وتزيد من الرغبة والقدرة على التواصل اجتماعياً مع الآخرين. وفيما يتعلق بذلك، لا تزال الأبحاث بحاجةٍ إلى مزيدٍ من العمل (2).

الحيوانات الأليفة وصحة أفضل:

وجدت الدراسات ما يأتي:

الحيوانات الأليفة والاكتئاب: تعد الحيوانات حافزاً كبيراً لمالكيها، تشجع صاحبها على ممارسة الرياضة -خاصة الكلاب- الأمر المفيد بحدّ ذاته لمن يعانون الاكتئاب.

 إضافةً إلى أنها مهدئة للعقل وتساعد على الاسترخاء، إذ يشعر الشخص لدى الاعتناء بها بالإنجاز والرضا وهو ما يعد مفيداً لمن يعاني الاكتئاب أيضاً.

الحيوانات الأليفة والوحدة: تعد رفقة الحيواناتٍ ومشاركة الأحداث والروتين معهم في خلال النهار عاملاً مهماً لتخفيف الشعور بالوحدة (2).

الحيوانات الأليفة والصحة العقلية: هناك اعترافٌ متزايد بقدرة الحيوانات الأليفة العلاجية، التي يمكن أن تؤديها فيما يتعلق بالصحة العقلية، ومع ذلك لم يكن هناك تأكيد لهذه الأدلة المتعلقة بدورها، وإمكانية مساهمتها في العمل المرتبط بإدارة حالة الصحة العقلية طويلة الأجل (4).

مخاطر محتملة: يمكن أن تسبب تربية حيوانٍ أليف بعضَ المخاطر، مثل خطر الحركة الكثيرة للحيوان على كبار السن، والتي قد تؤدي إلى تعثرهم وإصابتهم. إضافةً إلى أن بعض الحيوانات تسبب الحساسية، أو قد تحمل طفيلياتٍ تسبب بعض الأمراض، لذلك يجب الانتباه لهذه التفاصيل قبل إحضار حيوان أليف إلى المنزل (3).

قبل البدء بالاعتناء بحيوانٍ أليف: تأكد من أنك مستعدٌ عقلياً وجسدياً للاعتناء به، وإطعامه، وتنظيفه، وغير ذلك من المهمات.

ومن أنك تمتلك الطاقة الجسدية للعب معه وأخذه إلى التنزه، إضافةً إلى القدرة المالية لدفع ثمن الطعام ومواد التنظيف والأغراض الشخصية الأخرى، وغيرها من المهام المطلوبة، مثل إيصاله إلى الطبيب البيطري عند الحاجة (3).

المصادر: 

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا