الطب > ‏معلومة سريعة‬

فيتامين د؛ هل سيكون له دورٌ في الوقاية من سرطان الكولون؟

يُعرف الفيتامين د من خلال وظيفته الرئيسيّة وهي الحفاظ على استتباب الكالسيوم واستقلاب العظام (1)، وإنّ المستقلَب الأكثر فعّاليّة لفيتامين د هو 1α,25-dihydroxyvitamin D3 (1,25(OH)2D3) وهو هرمون متعدد النمط الظاهري ذو وظائف تنظيمية واسعة في الجسم؛ وقد بيّنت دراسات مخبرية أنّه يستطيع من خلال تنظيم التّعبير عن عدة جينات حثّ الخلايا على التمايز والحث على إزالة السمّيّة، وكذلك يحرّض الموت الخلوي المبرمج للخلايا ويمنع تكاثر خلايا كارسنوما الكولون المزروعة ضمن المخبر(2)

يترافق نقص فيتامين د مع تبدّلات في الكالسيوم والفوسفات وبنية العظام، ولكن تبيّن حالياً أن نقص مستويات هذا الفيتامين تترافق مع مجموعة متنوّعة من الأمراض منها ارتفاع خطورة الإصابة بسرطان الكولون (2).

وعلى الرغم من أنّ الدراسات المخبرية تقترح دوراً واقياً لفيتامين د من سرطان الكولون، إلا أنّ الأدلّة الجينيّة والسريريّة لا تزال قليلة (2)، وقد أظهرت جرعات عالية من مكمّلات فيتامين د بعض الفائدة لدى مرضى يعانون سرطان الكولون والمستقيم النّقيلي وذلك في أوّل تجربة سريريّة معشّاة عُرفت باسم SUNSHINE، ولكن تجربة أخرى تناولت مرضى يعانون من سرطان معدي معوي سُميّت بـ AMATERASU لم تجد تأثيراً كبيراً لديهم، ونُشرت كلتا الدراستين في مجلة JAMA في 9 نيسان 2019 (3).

أُجريت تجربة SUNSHINE في معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن Dana-Farber Cancer Institute، وشملت 139 مريضاً يعانون من مراحل متقدّمة من سرطان الكولون والمستقيم النقيلي ويتلقون العلاج الكيماوي، وتلقّى نصف المرضى جرعة قياسية من فيتامين د (400 وحدة دولية/اليوم) فيما تلقى النصف الآخر من المرضى جرعة عالية من الفيتامين (8000 وحدة دولية / يوم لمدة أسبوعين ثم 4000 وحدة دولية / يوم بعد ذلك)، ووجد الباحثون أنّ المرضى الذين حصلوا على جرعات عالية من فيتامين د كانوا أقل عرضة للموت بنسبة 36% من المرضى الآخرين وتحسّنت البُقيا لديهم قرابة 13 شهراً(3).

ولكنّ الجرعة كانت أقل فاعلية لدى المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة (4)، ولم تختلف النتائج بين الجنسين (1)

تحمل هذه التجارب -من جهة أخرى- العديد من السلبيات، ففي تجربة SUNSHINE كانت فترة المتابعة قصيرة نسبياً وحجم العيّنة قليلاً، إضافة إلى أنّه لم تراقب تراكيز المستقلَب 25-hydroxyvitamin D في البلازما لدى المشاركين في التجربة (4)، فعلى الرغم من الآثار النافعة للفيتامين إلا أنه ما يزال هناك حاجة لدعم النتائج بتجارب ودراسات أكثر تفصيلاّ.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا