علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

العلاج النفسي (Psychotherapy)

العلاج النفسي هو شكلٌ من أشكال العلاج، يهدف إلى مساعدة الأفراد على التخلّص من الضيق العاطفيّ ومشكلات الصحة العقلية، يمارسه عددٌ من الأشخاص المُدرَّبين اختصاصيّاً مثل (الطبيب النفسي، والاختصاصي النفسي، والاختصاصيين الاجتماعيين، والمستشارين المدربين). إذ يتضمن التحدثَ وفحص المشكلات التي يتعرّض لها الأفراد والأزواج والعائلات، والحصول على بصيرةٍ مختلفةٍ عنها (1).

سوف تتعرّف -في أثناء العلاج النفسي- إلى حالتك ومزاجك ومشاعرك وأفكارك وسلوكياتك، وسيساعدك أيضاً على تعلّم كيفية التحكم في حياتك والاستجابة للمواقف الصعبة من خلال مهارات المواجهة الصحيّة (2).

يُستخدم العلاج النفسي في التعامل مع مشكلات الصحة العقلية مثل: اضطرابات القلق، واضطرابات المزاج ومنها الاكتئاب، واضطرابات الشخصية، إضافةً إلى اضطرابات تناول الطعام، والإدمان، والفُصام وغيرها، إلّا أنَّ العلاج النفسي لا يُعنى بمشكلات الصحة العقلية فقط بل بالعديد من مشكلات الحياة المسبِبة للتوتر أيضاً، والتي تسبب الصراع وتؤثر في أداء الأفراد مثل: حلِّ النزاعات مع الآخرين، والتعافي من إساءاتٍ نفسيّة وجسدية وجنسية، وتعلم إستراتيجيات للتعامل مع الضغوط، مع تعلّم كيفية إدارة ردود الأفعال مثل الغضب الشديد، والنوم الصحيّ، وتخفيف القلق والتوتر، والتعامل مع المشكلات الجنسية، والتعامل مع تغيّرات الحياة الكبيرة مثل الطلاق أو وفاة شخصٍ عزيز، والتعامل مع مشكلات الصحة البدنية المستمرة مثل السكري والسرطان وغيرها (2).

قد يُجرى العلاج مع فردٍ بمفرده أو مع أسرةٍ بأكملها، أو مع أزواجٍ أو مجموعات. يتعامل فيه العلاج مع البالغين والأطفال على حدٍ سواء. ويكون العلاج مدةً قصيرة (عدداً قليلاً من الجلسات) أو مدةً طويلة، يُحدد ذلك بناءً على الحاجة بالاتفاق بين العميل والمعالج (3).

للعلاج النفسي طرائقُ متعددة في العلاج حسب الحاجة، يمكن أن يستخدم الاختصاصي مجموعةً من هذه الطرائق معاً حسب ما تقتضي إليه الحاجة، والهدف هو الحصول على الراحة وتحقيق الأداء الصحيّ في الحاضر والمستقبل (1).

 ويمكن للعلاج النفسي أن يترافق مع العلاج الدوائي (الذي يُوصف من قبل طبيب فقط) وأحياناً يكون العلاج بمفرده دون أيّ دواء (3).

 ومن طرائق العلاج نذكر:

1 - العلاج السلوكيّ المعرفي: يُساعد على تحديد أنماط التفكير الضارة وتغييرها وملاحظة السلوكيات غير المفيدة والعمل على استبدالها بأخرى مفيد وصحية، للتعامل مع المواقف والمشكلات وتعلّم مهاراتٍ جديدة. هنا)

2 - العلاج الشخصي: يساعد الأفراد على فهم القضايا الشخصية الداخلية العميقة مثل (الحزن، والصراعات مع الآخرين، وتغيّر الأدوار أو الأعمال، …إلخ)، ويساعد على تعليم الأساليب الصحية للتعبير عن المشاعر وتحسين التواصل أيضًا.

3 - العلاج السلوكي الجدلي: وهو نوعٌ من أنواع العلاج السلوكي المعرفي، يساعد على تنظيم العواطف وتعليم المهارات، لمساعدة الأفراد على تحمل المسؤولية الشخصية لتغيير السلوك غير الصحي.

4 - العلاج النفسي الديناميكي: يعتمد على أساس أنَّ السلوك والصحة العقلية مرتبطان بتجارب الطفولة وخبراتها والأفكار أو المشاعر اللاواعية لدى الفرد، ويهدف إلى تحسين الوعي الذاتي وتغيير الأنماط القديمة.

5 - التحليل النفسي: يشابه الديناميكي ولكنه أكثر تعقيداً وكثافة.

6 - العلاج الداعم: يستخدم الإرشاد والتشجيع للأفراد من أجل تطوير مواردهم الخاصة هادفاً إلى تخفيف القلق وبناء احترام الذات وتقوية آلات المواجهة وتحسين الأداء الاجتماعي والمجتمعي (3).

 ويقول أحد العلماء أنه -بسبب وجود عددٍ كبير لأنواع العلاج النفسي- لم تُتح الفرصة بعد لاختبارها جميعها وفائدتها، لذلك يعتمد معظمُ المعالجين على أكثر الأنواع شيوعاً (4).

فوائد العلاج النفسي: 

سوف يحصل كلّ فردٍ على فوائد مختلفة عن غيره وفقاً للتشخيص والمشكلات وخطة العلاج:

- يوّفر العلاج النفسي شخصاً للتحدث معه بسريّة تامة.

- يمكن أن يساعد في الحصول على رؤيةٍ جديدة للمشكلات والمواقف.

- المساعدة على إيجاد الحلول.

- يكتسب الفرد فهماً أفضل لنفسه وأهدافه وقيمه.

- تطوير المهارات لتحسين العلاقات.

- العلاج من مشكلات الصحة العقلية والنفسية (الإدمان، والاكتئاب، واضطرابات الأكل والنوم وغيرها).

- التعامل مع العواطف والمشكلات (4).

وقد ثَبتَ أنَّ العلاج النفسي يُحسن العواطفَ والسلوكيات ويرتبط بالتغيّرات الإيجابية في الدماغ والجسم. وشملت النتائج أيضاً عدداً أقل من الأيام المرضية، ومشكلاتٍ طبية أقل، مع زيادةٍ في الرضا عن العمل.. كذلك ذكرت بعض الدراسات حدوثَ تغييرات في الدماغ بعد الحصول على العلاج النفسي وكانت في معظم الحالات مشابهةً للتغيرات التي تحدث بسبب الدواء وخاصةً لمن لديهم اضطرابات عقلية (3).

كيف تختار المُعالج؟

تشير الدراسات إلى أن العلاقة الجيدة بين العميل والمعالج مهمةٌ جداً من أجل فعالية العلاج بحدِّ ذاته، إذ توجد بعض الصفات التي يجب أن يتمتع بها المعالج مثل: (التعاطف، والقدرة على وضع حدودٍ سليمة للعلاقة المهنية والحفاظ عليها، والاحترام)، وفي بعض الأحيان يكون لطريقة المعالج في العلاج دورٌ في اختياره (1). وتعدُّ الثقة والسرية من أهم العلامات لنجاح عملية العلاج (3).

يتساءل البعض، هل سيكون العلاج فعالاً؟

يمكن أن يشعر الفرد في الجلسات الأولى من العلاج بمشاعر سيئة، أو حتى أسوأ من ذي قبل، إلّا أنَّ هذا الأمر شائعٌ وطبيعي. ولكن عندما يستمر يكون دلالةً على عدم فعالية هذا العلاج.

وفي كلِّ الأحوال، فإن من حقّ العميل أن يشعر بالراحة إزاء طرح أيّ تساؤلاتٍ تخطر في باله على المعالج، وأن يكون على علم واطلاع، ومشاركاً في خطوات العلاج معه، وعلى المعالج قبول هذه التساؤلات وتوضيحها للفرد والعمل معاً على حلها (1).

 لتحقيق الفائدة من العلاج النفسي:

- تأكد من أنك تشعر بالراحة مع معالجك.

- عُدَّ العلاج عمليةَ شراكةٍ بين طرفين (المعالج والعميل) بما يساعد على أن يكون ذا فائدة وفعالية؛ وذلك عندما تشارك في هذه العملية وتكون طرفاً فعالاً وليس متلقياً فقط.

- كن منفتحاً وصادقاً.

- لا تتوقع نتائجَ سريعة، وذلك بسبب حساسية بعض الموضوعات وصعوبة التعامل معها وتغييرها.

- التزم بخطة علاجك.

- أدِّ وظائفَك التي تتفق عليها مع معالجك بين الجلسات.

- إذا لم يكن العلاج فعالاً، تحدث مع معالجك عن ذلك (2).

ما الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي؟

الطبيب النفسي: هو طبيبٌ يعمل في التشخيص والمعالجة والتعامل مع الاضطرابات العقلية والنفسية وخاصةً المرتبطة بالدماغ وعمله. ويصف الأدوية ويُحيل العملاء إلى المشافي والعيادات الخارجية، وهو في الأصل طالبٌ في كلية الطب ويكمل دراسته في المجال النفسي.

المعالج النفسي: يساعد المعالج النفسي العملاءَ الذين يعانون مشكلاتٍ أو اضطرابات عقلية وعاطفية باستخدام طرائق مختلفة من العلاج النفسي (دون وصف أدوية)، ويلزمه الحصولُ على درجة الماجستير في علم النفس أو في الاستشارات الإكلينيكية للصحة العقلية أو ما شابه، وترخيصاً لمزاولة المهنة (5).

لا يجب على الفرد أن ينتظر حتى يحدث شيءٌ ما في حياته كي يستطيع الاستفادة من العلاج، فالمعالج يساعد الأفراد على فهم المشكلات والظروف بطرائق مختلفة وأكثر فعالية (4).

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا