الفنون البصرية > فن الشارع

الألوان الزيتية منذ البداية

تتكون الألوان الزيتية (Oil painting) من صبغات مستخرجة من زيوت مجففة، أمّا عملية إظهار التفاصيل الرائعة يأتي من خلال دمج الفنان لدرجات الألوان مما يجعل كل مزيج لوني فريد عن الآخر يخص الفنان وأسلوبه.

تُصنع ألوانُ الزيتِ من خلال مزج أصباغ مسحوق جاف مع زيت بذور رقيقة مختارة لتحقيق تماسك العجينة الصلبة، ويُستخرج هذا الخليط من المصانع باستخدام أسطوانات فولاذية لضمان تناسق اللون.

يُعدّ المعجون جيدًا بكونه ناعمًا وليس خشنًا أو رديءَ الصنعِ، كما تُمزج الألوانُ لتصبح سائلة بصمغ نقي مصنوع من مادة التربنتين (Turpentine) ولتسريع عملية جفاف اللون يمكن استخدام مجفف الشعر أو مجفف سائل في بعض الأحيان، عادة ما يُوضع طبقة من الطلاء إلى اللوحة الزيتية النهائية؛ لحمايتها من العوامل الجوية، والتآكل البسيط، والتراكم الضار للأتربة.

أمّا فرشاة الرسم فتُصنع من نوعين: الفرو الأحمر(المستخرج من حيوان ابن عرس)،أو شعيرات الخنزير المصبوغة والمعالجة؛ كلاهما يأتي بمقاسات مرقّمة وبأربع أشكالٍ: المستديرة (round)، المسطّحة (flat)، السّاطعة (bright) (ذات شكل مسطّح ولكن أقصر وأقل مرونة)، وبيضويّة الشكل (oval).

تُستخدم الفراشي على نطاقٍ واسع للوحات ناعمة الملمس، أمّا سكين الرسم (Painting knife) فهي عبارةٌ عن طبقةٍ رقيقةٍ من الطّلاء وتُعَدّ أداةً مناسبةً لتطبيق ألوان الزيت بأسلوبٍ قويٍّ وضربات حادّة

تلعب نوعية القماش المستخدم دورًا كبيرًا في جودة اللوحة؛ إذ أن انتقاء النوع الجيد من القماش يمكن أن يكون داعم كبير في الرسم مثل القماش الأوروبي المصنوع من نسيج قوي؛ حيث يقطّع القماش بالحجم المطلوب ويُمدد فوق الإطار الذي غالبًا يكون مصنوعًا من الخشب، ويثبّت بالدبابيس.

ومن أجل تقليل امتصاص القماش ولتحقيق سطح أملسٍ، تُستخدم بطانة أو أرضية تسمح بتجفيف القماشة قبل بدء الطلاء. كانوا يستخدمون في القديم الـGesso؛ وهو طلاءٌ سائلٌ أبيضُ اللونِ، وغراء جلد الأرانب، والرصاص الأبيض.

قبل القرن التاسع عشر كانت تصنع معظم اللوحات الزيتية على شكل طبقات؛ إذ كانت الطبقة الأولى عبارة عن طبقة موحدة-تحوي على طلاء خفيف- تسمى الأرضية. وللتقليل من اللون الأبيض الصارخ للبطانة على الأرضية يمكن وضع قاعدة من الألوان الرقيقة  لبدء الرسم عليها، اُستخدمت في مرحلة متقدمة طبقات من اللون الصافي تُدعى (بطبقات زجاجية) والتي تُعطي للأشكال العمق والبريق.

اُكتشف في عام 2008 أنَّ أصولَ الرسم الزيتي يَرجع إلى القرن السابع قبل الميلاد، عندما استخدم فنانون مجهولون الزيت الذي ربما اُستخرج من الجوز أو الخشخاش لتزيين مجمع الكهوف القديم في باميان-أفغانستان .

في القرن السادس عشر، ظهر اللون الزيتي كمادة رسم أساسية في البندقية، وبحلول نهاية القرن، أصبح الفنانون في البندقية بارعين في استغلال الخصائص الأساسية للرسم الزيتي، ولا سيما في استخدام الطبقات المتتالية من الزجاج.

اُستبدلت الألواح الخشبية مع أنّها شعبية أكثر.

كان دييغو فيلاسكيزDiego Velázquez-وهو فنان إسباني- يُعَدّ  واحدًا من البارعين في تقنية الرسم الزيتي في القرن السابع عشر، كانت طريقته بالرسم غنيّة بالتفاصيل وخاصةً في الصور الشخصية.

وقد أثّر الرّسامُ الفلمندي بيتر بول روبنز (Peter Paul Rubens) واضح على الكثير من الرسامين في طريقة رسمه بالألوان الفاتحة؛ حيث استخدم الألوان غير المائية والتي تظهر اللوحة بألوانٍ شفافة.

كما يُعَدّ الرّسام الهولندي رامبرانت فان رين (Rembrandt van Rijn) واحدًا من أعظم الرسامين في القرن السابع عشر في الرسم الزيتي. (1)

والآن عزيزي القارئ دعنا نُجرّب متعة التلوين بالألوان الزيتية! فكلُّ ما نحتاج إليه هو:(الأدوات المستعملة للتلوين الزيتي)

- دفتر رسم (Sketch book) غير مُسطر أو لوحة مصنوعة من القماش (Canvas).

- ورق مخصص للمزج للتدريب ودراسات الألوان.

- فراشي مصنوعة  من الشعر الخشن أو سكّينة رسم.

- صمغ مصنوع من مادة التربنتين.

- ودعنا لا ننسى الألوان بالدرجات التي تفضلها! (2)

كما يجب التنويه إلى فكرة السلامة؛ فتُعد مواد الطلاء من المواد الكيميائية فلا بدّ من أخذ بعض الحيطة من بعض المواد التي ينتج عنها أضرارًا مؤذية؛ إذ بإمكاننا تغطية بعض من المواد خوفًا من التبخّر والاحتراق،

كما يفضّل وضع المواد في علبة محكمة الإغلاق وتسميتها؛ خوفًا من المخاطر المرتبطة بها. (3)

المصادر: 

1- oil painting | Description, History, & Facts [Internet]. Encyclopedia Britannica. 2020 [cited 10 February 2020]. Available from: هنا

2- هنا

3- [Internet]. Library.whatcom.edu. 2020 [cited 10 February 2020]. Available from: هنا

4- هنا

5- Art Safety [Internet]. Ehs.princeton.edu. 2020 [cited 10 February 2020]. Available from: هنا