الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

اقتصاديات السعادة Happiness Economics

لم تحظَ السعادة بالاهتمام الكافي من قبل الحكومات ولا الأبحاث الاقتصادية سابقًا، إلا أنَّه من الوارد جدًّا أن تسمع اليوم عن أنَّ إحدى الدول وضعت إستراتيجية وطنية للسعادة، وذلك بناءً على نتائج دراسات وأبحاث اقتصاديات السعادة.

ما هي اقتصاديات السعادة؟ تابعوا معنا المقال الآتي...

تشيرُ اقتصاديات السعادة إلى الدراسة الأكاديمية للعلاقة بين الرضا الفردي والقضايا الاقتصادية مثل التوظيف والثروة، وتهدفُ إلى اكتشاف العوامل والمحددات التي قد تزيد أو تقلل من رفاهية الإنسان ونوعية حياته.

تعتمد هذه الدراسات على تحليلات الاقتصاد القياسي والدراسات الميدانية والاستقصاءات، وذلك بما يتجاوز دراسة مستويات السعادة وعلاقتها بِالدخل والثروة.

عمليًّا؛ ليس بالأمر السهل تحديد مستوى رفاهية الأفراد وسعادتهم في مجتمع ما، لأنَّ السعادة مقياسٌ ذاتيّ يرجع إلى شخصية الفرد، لذا فقد لجأ الباحثون إلى تطوير مؤشرات متعددة لنوعية الحياة، ومن أهمها مؤشر السعادة الإجمالية المحلية (GDH).

عند وضع المؤشرات يُعتمَدُ على عوامل مثل الرعاية الصحية، ومتوسط ​​العمر المتوقع، والإلمام بالقراءة والكتابة، والحرية السياسية، والناتج المحلي الإجمالي للفرد، وتكاليف المعيشة، والدعم المجتمعي، والتلوث.

تجمَع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) دوريًّا بياناتٍ عن اقتصاديات السعادة للدول الأعضاء فيها؛ البالغ عددها 35 دولة، وتصنفها بناءً على عوامل مثل الإسكان والدخل وفرص العمل والتعليم والبيئة وإشراك المجتمعات المدنية والصحة.

إن أكثر الدول سعادةً -وفقًا لتقرير السعادة العالمي عام 2019- هي:1. فنلندا 2. الدنمارك 3. النرويج 4. إيسلندا 5. هولندا 6. سويسرا 7. السويد 8. نيوزيلندا 9. كندا 10. النمسا.

ماذا عن المال؟! تبين أن زيادة المال تزيد من سعادة محدودي الدخل عمومًا نظرًا لتوفير أساسيات الحياة مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم. وبالمقابل يوجد حد معين عند 75000 دولار، وأيُّ زيادة بالمال تتجاوزه لا يقابلها أي زيادة تذكر بمستوى السعادة.

وكشفت الدراسات عن عوامل أخرى تؤثر كثيرًا بمستويات السعادة، ومنها: جودة العمل ونوعيته، وعدد ساعات العمل، والرضا الوظيفي كونه حتى أكثر أهمية من مستويات الدخل، وكذلك الحرية والسلطة، والتنمية الاقتصادية.

أمّا عن العوامل التي تقلل السعادة فمنها: أوقات الفراغ، والبطالة، والحسد، وسوء الصحة، والديون الاستهلاكية العاليةُ الفائدة، وبُعد مكان العمل عن المنزل أكثر من 20 دقيقة، فهذه جميعها تزيد من تعاسة الأفراد.

إن أبرز المستفيدين من دراسات اقتصاديات السعادة هي الحكومات، إذ إضافة إلى تمكنها من وضع سياسة عامة أفضل، فهذا يساعدها أيضًا في وضع إستراتيجيات لتحقيق رفاه المواطنين ورفع مستوى رضاهم.

 

المصادر

1- هنا

2- World Happiness Report 2019، available at: هنا