الكيمياء والصيدلة > مخابر وتشخيص مخبري

التشخيص في موقع العناية وتفعيل دور الصيدلاني في تشخيص الأمراض

بعيداً عن الأساليب التقليدية لتشخيص الأمراض التي تعتمد اعتماداً أساسياً على تحليل العينات الحيوية (كالدم والبول) في المختبر، فقد شهدت السنوات القليلة الماضية تقدُّماً هائلاً تجلَّى بتطوير عديدٍ من الطرائق التشخيصية الحديثة المسماة بـ"التشخيص في موقع العناية" (Point-of-Care diagnostics) (2). 

تعتمد هذه الطرائق على تشخيص تحليل معين أو إعطاء نتيجته إلى جانب المريض، وهذا يعني أنَّه يحدث بسرعة، ودون الحاجة إلى إرسال العينة إلى المختبر لتحليلها وانتظار عودة النتائج، حتى إنَّه يمكن إجراء بعض هذه الاختبارات في المنزل دون الحاجة إلى طبيب أو مخبري.

وقد أدت هذه الطرائق إلى تسريع اتخاذ القرار الطبي ووصف الأدوية المناسبة؛ ممَّا أدى إلى تحسن كبير في العناية الصحية خاصة أنَّ الوقت يكون عاملاً حساساً في إنقاذ صحة المرضى في أغلب الأحيان (2).

وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الأسلوب التشخيصي السابق الذكر يساعد عديداً من البلدان النامية على تحمل نفقات التشخيص المرضي، ولا سيما أنَّ عديداً من هذه البلدان يفتقر إلى الموارد الاقتصادية اللازمة لإنشاء المخابر التقليدية واليد العاملة الخبيرة لتسيير هذه المخابر. 

ومن أشهر الأمثلة وأقدمها على هذا النوع من التحاليل هو اختبار الحمل الحديث الذي يمكن إجراؤه في المنزل بسهولة ودون الحاجة لمخبري أو طبيب (3).

وقد سمحت الجهات المختصة في الولايات المتحدة بتفعيل دور جديد للصيدلاني؛ نتيجة الضغط الكبير على الكادر الصحي وتطور الأساليب التشخيصية في موقع العناية، ويتمثل هذا الدور بالتشخيص السريع لبعض الحالات الطبية باستخدام الأساليب الحديثة واقتراح الأدوية المناسبة لعلاج الحالة بالتشاور مع الطبيب (1)، ومن أهم الأمثلة  التي يمكن ذكرها استخدامُ فحصٍ سريع قادر على تفريق الإنتان التنفسي إن كان ذا منشأ فيروسي أو جرثومي (4)، وقد أظهرت الإحصاءات أنَّ توفر هذا الفحص في الصيدليات في أميركا خفَّف نسب الوصف العشوائي للصادات الحيوية تخفيفاً ملحوظاً، الأمر الذي عكس نتائج إيجابية على المجتمع. 

ومن الأمثلة الأخرى على الفحوصات الحديثة التي تجرى في الصيدليات في الولايات المتحدة حالياً نذكر اختبار التهاب الكبد C واختبار الإيدز. (1)

وتواجه أساليب التشخيص في موقع العناية عديداً من التحديات، وأهمها قلة ثقة المرضى بقرار الصيدلاني وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح الذي يلي التشخيص، ولكن؛ من المتوقع أنَّ هذا النوع من التحديات سيزول مع الوقت بعد إثبات الصيادلة قدرتهم على اتخاذ قرارات كهذه وتعوُّد الناس على النظام الجديد.

يُظهر الجدول الآتي بعض الأمثلة عن المنتجات المتوفرة من الفحوص التشخيصية في موقع العناية (Point-of-Care) (مرجع 3):

 اسم الفحص  غرض الفحص  الشخص الذي يجب   أن يجريه
 غلوكوز الدم   مراقبة وتشخيص الداء السكري المريض أو الأخصائي
 اختبار الإيدز السريع Rapid HIV الكشف السريع عن فيروس الإيدز المريض أو الأخصائي
 اختبار زمن البروترومبين  مراقبة العلاج   بالوارفارين المريض أو الأخصائي

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا