الفيزياء والفلك > علم الفلك

اكتشاف كوكب عني بالماء حول نجم في نهاية حياتة تشير لاحتمال وجود حياة سابقة في ذلك النظام الشمسي

وجدت مجموعة من علماء الفلك بقايا متحطمة لكويكب غني الماء يدور حول نجم في المراحل الأخيرة من حياته تعرف باسم القزم الأبيض. مما يقترح بأن النجم GD 61 ونظامه الكوكبي الذي يقع على بعد 150 سنة ضوئية عن كوكبنا كانت من المحتمل أن تحوي كواكبا شبيهة بكوكب الأرض. وهذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها هذان العنصران الأساسيان للكواكب المأهولة خارج نظامنا الشمسي: الماء والسطح الصخري الخارجي.

تعتبر الأرض كوكباً "جافاً " بشكل أساسي فالماء يؤلف 0،02% فقط من كتلتها وهي مياه سطحية. أي أن المحيطات قد تشكلت - على الأغلب – عند تحطم كويكب غني بالماء على كوكبنا.

و أظهرت الدراسات الحديثة أن نفس نظام إيصال المياه اللذي حصل في كوكب الارض ممكن أن يكون قد حدث في هذا النظام النجمي البعيد . حيث تشير الدلائل الأخيرة على وجود نوع مشابه من الكويكبات الغنية بالمياه والتي من الممكن أنها أول ما أحضر المياه الى الأرض.

تحليل الكويكب يدل على أن 24% من كتلته مكونة من الماء ، بشكل مشابه للكويكب سيريس أكبر الكويكبات الموجودة في الحزام الرئيسي لنظامنا الشمسي. وكلاهما غني جدا بالمياه مقارنة مع كوكب الأرض. ويقول علماء الفلك في جامعتي كامبريدج و ارويك أن هذا أول دليل موثوق لمادة كوكبية غنية بالمياه في أي نظام للكواكب خارج نظامنا الشمسي.استخدمت اكتشافات الابحاث الجديدة تلسكوب مركبة ناسا الفضائية هابل وتقوم اليوم بنشر التقارير في مجلة Science.

جميع الكواكب الصخرية تشكلت من تراكم الكويكبات ونمت حتى أخذت الحجم الكامل. أي أن الكويكبات هي لبنات البناء للكواكب. ويقول الكاتب الرئيسي للبحث جاي فاريهي من معهد كامبريدج للفلك "إن وجود الماء على كويكب ضخم تعني وجود لبنات البناء للكواكب المأهولة في نظام الكواكب المحيط بالنجم GD 61 وأيضا بنفس الطريقة حول العديد من النجوم المشابهة".ويقول علماء الفلك أن مصدر المياه هو كوكب صغير لا يقل قطره عن 90 كم ومن الأرجح أن يكون أكبر من ذلك والذي ربما كان يدور يوما ما حول النجم GD 61 قبل أن يصبح قزما أبيضا قبل 200 مليون سنة.

الملاحظات الفلكية السابقة والحالية قد قاست الحجم والمسافة ولكن ليس المكونات. ذلك لأن العمل التقليدي قد تم على كواكب تدور حول نجوم نشطة . لكن الطريقة الوحيدة لمعرفة مكونات كوكب بعيد هي بتفتيته، ويقول الباحثون أن الطبيعة تساعدنا في ذلك في حالة الأقزام البيضاء من خلال جاذبيتها الشديدة التي تشد وتفتت كل المواد المحيطة.هذا الحطام الذي "يلوث" الغلاف الجوي للقزم الأبيض، من الممكن أن يحلل كيميائياً باستخدام تقنيات الطيف القوية.

اكتشف الفريق في محيط القزم الأبيض وفرة من عناصر المغنيزيوم والسيليكون والحديد والتي تؤلف مجتمعة مع الأوكسجين المركب الأساسي للصخور. وقد تبين وجود كميات فائضة من الأوكسجين أكثر من نسبة وجودها في الصخور لوحدها، وهذا الفائض يمكن أن يتواجد اما ضمن الماء او مترافقا مع الكربون.ولكن القياسات أظهرت أن الكربون شبه منعدم مما رجح الاحتمال الأول.

المراقبة عبر الأشعة فوق البنفسجية هي الطريقة الوحيدة للحصول على مثل هذا القياس الدقيق لنسبة الأوكسجين في الحطام المحيط بالقزم الأبيض، والتي يمكن أن تنفذ من خلال الغلاف الجوي الأرضي فقط.

كما من المحتمل وجود عدة كواكب ثانية في هذه المنظومة لأن اضطراب حركة الكويكب وبالتالي اقترابه من القزم الأبيض الذي مزقه بفعل الجاذبية يستلزم وجود كوكب قدم "دفعة مبدئية" للكويكب نحو القزم الأبيض. مما قد يشير لأن هذا النجم في الماضي ربما كان لديه نظاما متعدد الكواكب ولعل بعضها كانت كواكب عملاقة غازية على شاكلة المشتري و زحل مثلا.

برغم انو هالنظام المكتشف يمكن يكون موجود بالحاضر أو الماضي لكن كتير محتمل يشكل صورة مستقبلية لنظامنا الشمسي بعد كم مليار سنة مثلا ... وانتو شو رأيكون.

حقوق الصورة : Mark A. Garlick، space-art.co.uk، University of Warwick ، University of Cambridge

المصدر: هنا

البحث المنشور: Evidence for Water in the Rocky Debris of a Disrupted Extrasolar Minor Planet،" by J. Farihi et al. Science، 2013