التاريخ وعلم الآثار > مقولات واقتباسات

مقولة: "الفرق بين المادة التاريخية والفكر التاريخي" (خليل سارة)

ثمة فارقٌ بين المادة التاريخية والفكر التاريخي؛ فالتاريخ في أبسط معانيه: يعني التقليدَ الإنساني الذي يدفع بالإنسان لمعرفة ماضيه وتذكُّره، ويمكننا أن نقولَ إنَّ الإنسان عرف (التاريخَ) بهذا المعنى منذ عرف الكتابة، وراح يسجل أحداث حاضره وأخباره ليقرأها في المستقبل أناسٌ لا يعرفهم (تسجيل الأخبار بنظرة مستقبلية)، ولكن هذه السجلات وأمثالها كثير، لا تمثل في الواقع سوى مادة تاريخية، ولكنها ليست تاريخاً أو فكراً تاريخيّاً؛ لأن المقصود بالفكر التاريخي يتمثل في الموقف العقلي الذي يتخذه أو يلتزم به المؤرخ في تعامله في المادة التاريخية بين يديه، وفي تناوله موضوعَه التاريخي، وكلما ازداد المؤرخ نقداً في موقفه العقلي للمادة التاريخية، ازداد فكره التاريخي وضوحاً واستقلالاً، وأعانه ذلك أن ينفُذَ إلى جوهر الحقيقة التاريخية، وهي منزلة رفيعة يصعب الوصول إليها. (من المؤرخين أصحاب الفكر التاريخي مثلا: هيرودوت المؤرخ الإغريقي الشهير). 

د.خليل سارة

أستاذ تاريخ الإغريق في جامعة دمشق

مصدر المقولة:

ساره، خليل: تاريخ الإغريق، منشورات جامعة دمشق 2011. ص 75.