التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

الانزعاج من النوع الاجتماعي (Gender Dysphoria)

يُعرَّف الانزعاج من النوع الاجتماعي (Gender dysphoria) بأنَّه اختلاف ما بين الجنس الظاهر الذي وُلِدَ عليه الفرد والهوية الجنسية الخاصة به. يكون هؤلاء الأفراد غير مسرورين بالشكل الذي يأخذه جسدهم وفقًا لجنسهم (ولا سيما عند حدوث تبدلات البلوغ) ومنزعجين من الأدوار التي يشعرون بأنَّها فُرِضت عليهم نتيجةَ ولادتهم بجنس معين (١).

فعلى سبيل المثال، قد يشعر الفرد الذي يمتلك أعضاءً جنسية وصفاتٍ جسدية ذكرية بأنَّه في الواقع أنثى (تطورت لديه هويةٌ جنسية أنثوية) وليس ذكر؛ هنا سيشعر بالرغبة الملحة في أن يكون جسده جسدًا أنثويًّا ومقبولًا في المجتمع بوصفه أنثى. أو مثال آخر لفرد بصفات جسدية أنثوية لكن يشعر بأنَّ هويته الحقيقية هي هوية ذكر. في مثل هذه الحالات تبدأ أعراض اضطرابات الانزعاج من النوع الاجتماعي بالظهور (٢).

إنَّ عدد المراهقين الذين يلجؤون إلى الاتصال بالخدمات المختصة بالهوية الجنسية في أمريكا الشمالية وأوروبا قد تزايد في خلال العقد الماضي؛ إذ وضح استبيان أن ١.٣٪‏ من الأفراد بأعمار بين ١٦-١٩ سنة لديهم درجات مهمة -سريريًّا- من الانزعاج من النوع الاجتماعي (Gender dysphoria) (٣).

وقد يسمح الأفراد -الذين يعانون الانزعاجَ من النوع الاجتماعي- لأنفسهم بالتعبير عن هوياتهم التي يشعرون بأنَّهم ينتمون إليها؛ من خلال ارتداء ثياب معينة أو انتقاء أسماء تناسب النوعَ الجنسي الذي يرغبونه.

كذلك، فإنَّ الأطفال الذين يعانون ذلك قد يصرون على أنهم سيكبرون بوصفهم أفرادًا من الجنس الآخر ويطالبون بأسماء وثياب تناسب ذلك الجنس، والجدير ذكره في هذا السياق بأنَّه لا يمكن التفكير بإجراء أيِّ تحول جنسي طبي (دوائي أو جراحي) حتى فترة ما بعد البلوغ (١).

لتشخيص حالة الانزعاج من النوع الاجتماعي؛ لابد من وجود أعراض تستمر مدةَ ٦ أشهر على الأقل، وأهمها عند الأطفال: الإصرار على أنهم من الجنس الآخر - انتقاء أصدقاء من الجنس الذي يرغبونه - رفض الثياب والألعاب التي يلعبها عادةً الأطفال من الجنس المُوافق لجنسهم الفيزيولوجي الذي وُلِدوا عليه - رفض التبول بالطريقة التي يتبول بها الأفرادُ من الجنس الفيزيولوجي نفسه - تعبيرهم عن رغبتهم في التخلص من أعضائهم التناسلية والحصول على الأعضاء التناسلية الخاصة بالجنس الآخر - إيمانهم بأنهم عندما يكبرون سيتحولون إلى أفراد من الجنس الآخر على الرغم من امتلاكهم صفاتٍ جسدية فيزيولوجية مختلفة - الانزعاج الشديد من التغيرات الجسدية الحادثة عند البلوغ (٢).

أما عند المراهقين والبالغين، فالأعراض قد تتضمن: الإصرارَ على أن جنسهم الحقيقي لا يتوافق مع صفاتهم الجسدية - الشعورَ بالاشمئزاز من أعضائهم التناسلية؛ فقد يبتعدون عن الاستحمام أو تغيير الثياب أو ممارسة الجنس بهدف تجنُّب رؤية أعضائهم التناسلية أو ملامستها - الرغبةَ الملحَّة في التخلص من أعضائهم التناسلية وصفاتهم الجنسية الأخرى (٢).

وهناك عديدٌ من الوسائل العلاجية لهذه الحالة (وهو ما سنتكلم عنه في مقال منفصل)؛ مثل الاستشارة النفسية، وتناول الهرمونات، ووسائل كبح البلوغ وتثبيطه، وعمليات التغيير/ التحويل الجنسي.

يرغب بعض الأشخاص أن يكونوا من الجنس الآخر وأن يعاملهم الآخرون بناءً على ذلك دون الإقدام على أي إجراء طبي أو تغيير لجسدهم، في حين يميل بعضهم الآخر إلى اعتماد إجراءات كالعلاج الهرموني أو العمليات الجراحية التي تنتهي بتغيير جنسهم، وقد يختار البعض العلاجَ الهرموني لوحده أو الجراحة لوحدها (١).

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا