علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

بعدسة علم النفس - الذنب

يُعرّف الذنب بأنه شعورٌ ناجمٌ عن فعلِ الشخص لتجاوزاتٍ أخلاقيّةٍ بحقِّ نفسه أو بحقِّ الآخرين، أو الظنّ في نفسه بأنَّه ارتكب عملاً سيئاً في غياب واقعيّة ذلك الفعل.

ويُعدُّ هذا المفهوم الموضوعيُّ ثابتاً في كلِّ مراحل نموّ الإنسان وتطوّره، مع وجود اختلافاتٍ في تحديد ماهيّة التجاوزات الأخلاقية، بحسب المرحلة العمرية التي يمرُّ بها الشخص.

إذ يُحدد معيار الصواب والخطأ في عمر الثلاث سنوات من قِبل الأهل وعلى الأطفال الالتزام به فقط. أمّا عند بلوغهم سنَّ المراهقة يبدأ الأبناء بتحدي المعايير الموضوعة وتكوين نظرتهم الخاصّة بعيداً عن الأهل. وعلى الرغم من وضوح هذه الاختلافات؛ فإنَّ الباحثين يتفقون على مركزيةٍ وجوهريةٍ واحدة لهذه المعايير الأخلاقية.

لكنَّ النقطة المثيرة للاهتمام تكمن في تقبّل الخطأ ومحاولة إصلاحه نتيجةً للإحساس بالذنب، والتي تَظهر عند الأطفال أكثر بكثير مما لدى البالغين.

ويكون هذا التباين واضحًا في الدراسات التي تتناول الطرفين، والتي غالباً ما ترتبط عند الأطفال بنتائج إيجابية من التأقلم والتحفيز، أمّا عند البالغين فتصل النتائج إلى حدٍ يتضمن الاكتئابَ والقلق وغيرهما من الأمراض النفسيّة. (2)

ما هو الفرق بين الذنب والعار؟

في علم النفس، غالباً ما يُطرَح كلٌّ من شعور الذنب والعار في قالبٍ واحدٍ لتحليل تشابهاتهما واختلافاتهما معاً ودراسة ارتباطهما ضمن سياقاتٍ متعددة، لكن بالنظر إليهما عن قرب بوصفهما مفاهيمَ منفصلة؛ يمكننا القول أنَّ الذنب هو شعورٌ يَرتبط بأفعالٍ مارسها الشخصُ مثل تجاوزاتٍ أخلاقيّة أو مخالفتِه قوانينَ موضوعةً ومحددة. أمّا العار فيتضمّن تقييماً سلبيّاً شديداً للذات، أكبر من الذنب بكثير. (1)

في النهاية، يُعدّ الذنب ردّاً شعوريّاً طبيعيّاً لدى الشخص عند إيذائه شخصٍ ما، ويجب التعامل معه بوصفه محفزاً قوياً للاعتذار وإصلاح الخطأ الحادث، ويمكن أن يكون بدايةً للتصرّف بمسؤوليةٍ أكبر في المستقبل، فالشعور المُعتدل به يُعدُّ ضرورةً للتأقلم والمحافظة على الروابط الاجتماعية. (3)

 المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا