الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

حلول تغذوية تتفوق على الابتسامة الهوليودية

تتعلق صحة الفم والأسنان بعوامل عدة؛ منها ما يصعب التَّحكم به مثل الوراثة، ومنها ما يتوافر بين أيدينا مثل النظام الغذائي. 

فقد أثبتت الدِّراسات أنَّ اتباع حمية تُراعي التنوع وتشمل المجموعات الغذائيَّة كافةً يدعم صحة الأسنان واللثة، فضلًا عن حماية بقية أعضاء الجسم (1،4). 

ومن أهم الأغذية الضرورية لصحةٍ فموية مثاليَّة: 

1- الكالسيوم: لا يمكن الحديث عن صحة الأسنان دون التطرُّق لمعدن الكالسيوم وبالطبع مرافقه الدائم فيتامين D؛ إذ يؤدي أي نقص فيهما إلى ضعف تمعدُن الأسنان (7)، وتُعدّ أغذية مثل: الحليب منخفض أو خالي الدسم، والألبان والأجبان، ومشروبات الصويا المدعم، والسلمون المعلب، واللوز والبروكلي (2)، والخضار الورقية الخضراء الداكنة صديقةً تقليديّةً للعظام والأسنان (1). 

2- الفوسفور: يوجد هذا المعدن في البيض والسمك والدجاج (6)، وفي اللحم الصافي الخالي من الدهون (الهبرة)، ومنتجات الألبان والمكسرات  والفاصولياء (1). 

3- فيتامين C: احرص على تناول الحمضيات، والبندورة والفليفلة والبروكلي والبطاطا والسبانخ، فهي غنية بفيتامين C الضروري لصحة اللثة (1) بوصفِه مضادًا للأكسدة (3)، إضافةً إلى ذلك يترتب على نقصه تأخُّر التئام الجروح، وتغييرات في لب الأسنان وتشوهات في الأسنان وتشكُّل الكولاجين، إضافةً إلى نزف اللثة (7).

4- الأوميغا-3: تتميز أحماض أوميغا-3 الدهنية بقدرتها على محاربة الالتهابات، وهكذا فإنَّ تناول أغذية مثل: السمك وزيت السمك وبذور الكتان من شأنه أن يقي نسيج اللثة الذي يؤمِّن ارتكاز الأسنان على العظم من الأذيات الناجمة عن التهاب الجيوب (8). 

5- الألياف: يقلل تناول الألياف في الوجبة من امتصاص السكريات الموجودة في الأغذية الأخرى (3).

6- الحليب: يثبط كلّ من بروتين الكازئين والكالسيوم والفوسفور الموجودين في حليب البقر تسوس الأسنان، إضافةً إلى ذلك فإنَّ سكر اللاكتوز الموجود فيه يُنتِج أقل نسبة حموضة مقارنًة بأنواع السكر الأخرى (3).

7- الشاي الأسود: يزيد مُستخلَص الشاي الأسود تركيز الفلور في طبقة البلاك، إضافةً إلى أنَّه يقلل نسبة التسوس الناتج من اتباع حمية غنية بالسكريات (3).

8- الكاكاو: تبدو الشوكولا الداكنة والحليب المنكه بالكاكاو خيارات جيدة لصحة الأسنان؛ فحسب الأبحاث قد تثبط بعض مركبات الكاكاو الالتهاب، وتحمي من التآكُل والنخر (8).

9- الأغذية الصلبة: تمتلك بعض الأغذية الصلبة مثل الفستق والأجبان القاسية ومنتجات الدقيق الأسمر والعلكة خصائص وقائيَّة؛ إذ تتطلب المضغ الجيد عند تناولها مما يحرض إفراز اللعاب (3)، الذي يغسل الأسنان ويعاكس عملية سحب المعادن منها (5)، عدا عن امتلاكه خصائص مضادة للبكتيريا (7).

من جهةٍ أخرى قد يتسبب قضم مواد أكثر صلابةً مثل: مكعبات الثلج ونوى الفواكه أو ذرة البوشار غير الناضجة إضعاف الأسنان أو تكسرها، وخصوصًا التي تحتوي منها على حشوات (8). 

10- الحميات الفقيرة بالسكر: يقلّ معدل الإصابة بتسوس الأسنان لدى اتباع حمية قليلة المحتوى من السكريات (3)؛ لأنّها تُشكِّل غذاءً مثاليًا للبكتيريا الفموية الضارة، التي تُنتِج بدورها أحماضًا تسحب المعادن من طبقة الميناء الخارجية المسؤولة عن حماية ولمعان الأسنان معرضةً إياها للفجوات والنخر (6).

11- الرضاعة الطبيعية: يمكننا البدء بالعناية بصحة أطفالنا الفموية منذ الصغر؛ إذ تؤثر الرضاعة الطبيعية في عملية البلع، ونمو الفك العلوي، وانتظام ترتيب الأسنان عند بزوغها، فضلًا عن التشكيل الصحيح  للجزء الصلب من الحنك، وذلك بحسب كلّ من منظمة الصحة العالمية، والمؤسسة الأمريكية لطب الأطفال (3). ولا يسبب حليب الثدي التسوس المبكر للأسنان كما هو الحال مع الحليب الصناعي (7)؛ بل إنَّه ينقل الفلورايد للرضيع عبر حليب أمّه (7). 

التغذية والأمراض الفموية:

تؤدي مجموعة متنوعة من المغذيات الصغرى دورًا أساسيًا في علاج بعض الأمراض الفموية والوقاية منها: 

1- تدهور بنية الأسنان: يرتبط عوز فيتامينَيْ A وD، إضافةً إلى البروتينات بعدّة اضطرابات منها نقص تكوّن ميناء الأسنان enamel hypoplasia، وضمور الغدد اللعابية، وضعف نمو النسيج الظهاري، وتأخر بزوغ الأسنان (7) وهو ما يزيد قابلية التعرض للتسوس، وتدمير بنية الأسنان (3).

ولتعرف المصادر الغذائية لفيتامينَيْ A وD يمكنكم الاطلاع على مقالاتنا السابقة: 

هنا

هنا

2- الجروح الفمويّة والتشوهات الخَلقيّة: يسبب نقص حمض الفوليك (أو فيتامين B9) الإصابة بأمراض اللثة، وتوصَف مكملاته للمصابين بجروح فموية مُشتبَه بأنها خبيثة، خصوصًا من لديهم عوامل خطورة مثل العمر، وسوء التغذية، والأمراض الجهازية ()، إضافةً إلى ما ينتُج عن نقصه في دم الأم الحامل تبدلات وراثية يعرّضها لولادة طفل مُصاب بتشقق الشفة والحنك (3). وللمزيد عن حمض الفوليك ومصادره الغذائية:هنا

3- الفطور الفموية: تشير الدراسات إلى وجود علاقة وطيدة بين عوز الحديد والإصابة بفطريات الفم؛ إضافة إلى ذلك لوحِظَت نتائج مشابهة عند وجود نقص في فيتامينات (A، C، B1، B2، B9، K)، ومعدن الزنك، إضافة إلى اعتماد حميّة غنية بالكربوهيدرات (3).

4- الطَلَوان (Leukoplakia): تربط الدراسات بين نقص مستويات فيتامينات (A، C، B12، B9) في المصل والإصابة بمرض الطَلَوان؛ وتؤكد أن الحميات الغنية بالخضار والفاكهة، وعلى رأسها البندورة والمنتجات المُشتَقّة منها تقلل خطر هذا المرض (3). ولمعرفة المزيد عن مرض الطَلَوان (الطلاوة): 

هنا

5- اضطرابات مخاطية الفم: قد يتسبب عوز كل من الحديد والفولات وفيتامين B12 بتضخم اللسان، والضمور الحُلَيْمي papillary atrophy، وتقرحات سطح الفم. ويتظاهر أيضًا نقص فيتامين B12 بعدّة أشكال منها: التهابات اللسان والشفة، وتقرحات فموية متكررة، وفطور فموية، والتهاب الغشاء المخاطي الحمامي erythematous mucositis (3). 

نصائح للحفاظ على صحة الفم والأسنان: 

1- اختر وجباتك الخفيفة بذكاء: إنّ تناول العديد من الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسة يعرّض الأسنان لمزيدٍ من الأحماض المسببة لتآكُلِها (1)، إضافة إلى ذلك يهيئ جوًا ملائمًا لنمو البكتيريا المسببة للتسوس (2). قاوم الرغبة الملحّة لتناول النقرشات باستمرار (1)، واستبدل السكاكر الصلبة واللزجة الكراميل والعسل، والمصاص (5،4،2)، بخياراتٍ صحيةٍ أكثر مثل: اللبن الرائب والبوشار (1) والمكسرات وبذور دوار الشمس أو اليقطين والسلطات والجبن والبيض المسلوق والفاكهة والخضار النيئة (4)، وخصوصًا الغنية منها بالماء مثل الإجاص والبطيخ والكرفس والخيار، إضافةً إلى ذلك يُفضَّل التقليل من الفاكهة الحاوية كميات مركّزة من السكر مثل: الزبيب والموز، أو تنظيف الأسنان بعد تناولها مباشرةً (2). 

2- إن كان ولا بدّ من تناول الحلويات اجعلها جزءًا من الوجبة الرئيسة: ترتفع نسبة اللعاب المُفرَز في الفم في أثناء تناول الطعام مما يساعد على غسله من البقايا، لذلك من الجيد تناول التحلية مع وجبة الغداء مثلًا أو فور الانتهاء منها (6،5،2).

أمّا عند إضافتها إلى قائمة الوجبات الخفيفة، فيُفضَّل تنظيف الأسنان بالفرشاة، أو على الأقل تناول إحدى أنواع الخضار النيئة أو الفاكهة الغنية بالألياف أو مضغ علكة خالية من السكر (5،4).

3- اعتمِد الأغذية غير المحلاة: لا شك أنّ السكر بكافة أشكاله من أهم العوامل المسببة لنخر الأسنان؛ لذا يُفضَّل التقليل من النشويات المكررة مثل: المعجنات والخبز (8)، وانتبه لقراءة محتويات الأغذية المعلبة، فقد يختبئ السكر تحت مسميات متعددة مثل: الغلوكوز والفركتوز والمولاس وشراب الشعير أو الأرز وغيرها… (4).

4- راقِب محتوى مشروباتك من السكر: قد نستهلك كميات كبيرة من السكريات عن طريق مشروباتنا دون أن نشعر، وهو ما يهدد صحة أسناننا (4)، فحَسَب إحدى الدراسات التي شملت أكثر من 20،000 شخصًا بالغًا، تبيَّن أنّ تناول مشروب سكّري واحد باليوم يزيد خطر فقدان من واحد إلى خمس أسنان بنسبة 44٪ مقارنةً بالذين لا يتناولون أي نوع مشروب سكري (5)، تلحق بها المشروبات المُكربَنة لما تفرزه من أحماض (8).

ويمكننا ضبط ذلك عبر تقليل السكر المُضاف إلى القهوة والشاي أو استخدام المحليات الصناعية بدلًا منه، واستبدال المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة (5) بالعصائر الطبيعية (4)، إضافةً إلى ذلك يقلل تناول المشروبات الحمضية والسكرية بواسطة القشّة من تعرُّض الأسنان لمكوناتها الضارة (5).

5- قلل من تناول المنبهات: قد يُعدِّل احتساء فنجانٍ من القهوة أو الشاي على مهلٍ مزاجنا، ويمنحنا الشعور بالسعادة، لكنّ للأسف فإنَّ بقاءه لفترةٍ طويلةٍ على الأسنان يسبب لها التسوس والتصبُّغ، وينطبق ذلك أيضًا على النبيذ الأحمر (8). 

6- الأغذية الحمضية سلاح ذو حدين: على الرغم من الفوائد العظيمة التي تحملها الأغذية الحامضة مثل: البندورة والليمون والفاكهة الحمضية، فإنَّ تأثيرها في الأسنان قد يكون كارثيًا. 

لا يعني ذلك بالطبع التوقف عن تناولها؛ لكن يجب مزجها مع مكونات غذائية أخرى تجنبًا لتأثيرها المباشر (6).

7- انتبه لصحة أطفالك: يلجأ معظمنا إلى تقديم زجاجة حليب أو عصير لرضيعه بمجرد أن يبدأ بالبكاء خصوصًا عند النوم (2). من الآن فصاعدًا جرّب تغيير تلك العادة أو استبدال محتوى الزجاجة بالماء (2)؛ إذ يسبب مصّ حلمة الزجاجة انتشار السائل في أرجاء الفم كافة مما يسهم في تسوس الأسنان (5،1).

أمّا إن كان طفلك في سن المدرسة فاحرص ألّا تقدم له أكياس الشيبس والبسكويت؛ إذ بيَّنَ بحثٌ جديدٌ أنّ الأطفال الذين يتناولون هذه الأغذية معرّضون للنخر أكثر بأربعة أضعاف ممن لا يأكلونها (5). والأهم البدء باصطحابه لزيارة طبيب الأسنان في سن مبكرة؛ إذ يجب أنّ تكون الزيارة الأولى خلال ستة أشهر من بزوغ السنّ الأول (2).

8- احذر بعض الأدوية: تحتوي بعض أدوية الأطفال مثل: شراب السعال كميةً من السكر، لذا من المهم غسل الفم بعد تناولها (1). 

9- تجنب التدخين والكحول: عندما يتعلق الأمر بالسرطان لا يبدو الاهتمام بالصحة مجرد رفاهية؛ إذ تُشخَّص 300،000 حالة سرطان بالفم سنويًّا حول العالم، معظمهم من المدخنين ومُتعاطي الكحول (3).

10- اعتنِ بنظافة أسنانك: إلى جانب التغذية السليمة؛ تفيد بعض الممارسات البسيطة مثل: تنظيف الأسنان بمعجون مدعم بالفلورايد مرتين يوميًا خلال نصف ساعة إلى ساعة بعد الوجبة (6)، وشطف الفم بالماء للتخلص من بقايا الطعام بعد كلّ وجبة خفيفة، واستخدام خيط الأسنان مرة واحدة باليوم، والزيارة المنتظمة لطبيب الأسنان  مرةً كلّ ستة أشهر (5) في الوقاية من الآفات الصحية الفموية (2).

وبالنسبة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 6 سنوات يمكن استخدام غسول الفلورايد الفموي؛ إذ يتغلغل إلى داخل الأسنان محاربًا النخور المبكرة لديهم بنسبة 20 - 40٪ (3،2). 

المصادر:

1-  هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا

7- هنا

8- هنا