البحث العلمي والمنهجية العلمية > البحث العلمي

الوصول المفتوح Open Access

عُرفَ سابقًا توفيرُ بعض الحكومات معظمَ التمويل اللازم لإجراء الأبحاث في مؤسّساتٍ عامّةٍ من قِبَل الباحثين فيها، لينشروا نتائجَهم دون توقُّع تعويضٍ مادّي، لتُسلَّمَ أعمالُهم للناشرين دونَ مقابل، من أجل تعزيز المعرفة الإنسانية، ويُراجِع الباحثون عملَ بعضِهم بعضًا مجّانًا (غالبًا) من خلال عمليّة مراجعة الأقران (Peer review)، وعندَ نشرِ هذه الأبحاث يتعيّن على الجهات المساهمةِ في البحث -من دافعي الضرائب إلى المؤسسات الداعمةِ للبحث نفسه- الدفعُ مرّةً أخرى للوصول إلى النتائج؛ إلا بوجود اتفاقات أخرى. فعلى الرغم من إنتاجِ البحث بوصفه مُنتَجًا عامًّا، فإنّه غير متاح للقرّاء الذين دفعوا ثمنه، فتبقى نتائجُ الأبحاثِ مخفيّةً وراء الحواجز التقنيّة والقانونيّة والماليّة؛ يحافظُ عليها بعض الناشرين بتقييدِ وصولها إلى جزءٍ من المستخدِمين، ومنع غير المشتركين -الذين يشكلون الأغلبية- من استخدام تقنيّات البحث الجديدة، وقد أدّى هذا الأمر إلى طرح نظام الوصول المفتوح (Open Access). 

يشيرُ الوصول المفتوح أو الحرّ (Open Access) إلى التوافر الفوريّ والمجانيّ (2) غير المقيّد -وغالبًا- للمعلومات الأكاديميّة المنشورة عبر شبكة الإنترنت لمخرَجات معينة من الأبحاث كمقالاتِ المجلّات المحكَّمة والكتب للحصول على محتواها مجانًا (1)، ويعدّ أنموذجَ نشرٍ للتواصل العلميّ يجعل معلومات البحث متاحةً للقرّاء دون تكلفة، وغالبًا ما يحمل قيودًا أقلّ لحقوق النشر والترخيص مقارنةً بالأعمال المنشورة التي تتطلّب الاشتراك التقليديّ (عن طريق المكتبات عادةً)(5) لكلٍّ من المستخدمِين والمؤلِّفين (3)،  للاستفادة من نتائج الأبحاث في إيجادِ حلولٍ لتحدِّياتٍ مختلفةٍ، واستخدامها لتحقيق حياةٍ أفضل(2).

ويُعرَّف المنشور بأنّه مفتوحُ الوصول عند عدمِ وجود حواجز ماليّة أو قانونيّة أو تقنيّة تحول دون الوصول إليه؛ أيْ حواجز تحدّدُ للقارئ متى يمكنه قراءة المعلومات أو تحميلها أو نسخها أو توزيعها أو طباعتها أو البحث عنها أو استخدامها في التعليم وماشابه وفق الاتفاقيّات القانونيٍة والحقوق التي يخضع لها كل مقال(5).

وهناك عدة طرائق رئيسة لبقاءِ نتائج الأبحاث في مُتناول الجميع منها على الرغم من الاختلاف في بعض التسميات:

1- المسار الذهبيّ Gold route: 

يتيحُ الوصول مجّاناً إلى المنصّات البحثيّة فور نشر منشوراتها (1) على موقع المجلّة أو موقع الناشر -كالمكتبة العامّة للعلوم (PLOS) Public Library of Science وBioMed Central (3)- بكلفةٍ تتعلّقُ عادةً برسوم معالجة المقالة (APC) أو رسوم معالجة الكتاب (BPC) تُدفع من قبل المؤلِّفين أو المؤسّسة البحثيّة، وهي إمّا مجلّاتٌ مفتوحة الوصول بالكامل وإمّا مجلّاتٌ مختلَطة تتطلّب الاشتراك ودفع رسومٍ لنشر المقالات الفرديّة (5)، وبترخيصٍ(CC By) يسمحُ بإعادةِ الاستخدام للمقالة التي ذكرَت أسماء (المؤلِّف/المؤلِّفين) والمصدر الأصليّ ذكرًا صحيحًا وفق الشروط المحددة(1). 

(يُمكن الاطلاع على قائمة المجلات المفتوحة بالكامل، التي يمكن الوصول إليها في جميع أنحاء العالم على موقع DOAJ الإلكتروني) (5).

2-المسار الأخضر Green route: 

يُتيحُ الوصول إلى المنشورات البحثيّة مجانًا بعد فترةِ أرشفة ذاتيّة يحدّدها الناشر (4) للمصنّفات المنشورة سابقاً (3) في مكانٍ آخر غير موقع الناشر، ضمن قاعدة بياناتٍ متاحةٍ للقرّاء تديرها مؤسّسة بحثيّة، كأرشيف الجامعة أو  Cornell أو arXiv.org مثلًا، أو الموقع الإلكترونيّ الشخصيّ للمؤلِّف (1) وذلك بعد إذنٍ من الناشر (3)، ودون دفع رسومٍ من المؤلِّفين مع إمكانيّةٍ محدودة لإعادة استخدام المنشورات (1)

3-المسار الماسي Diamond route:

يمكنِّ من النشر عبر المجلّات أو المنصّات التي لا تتقاضى رسوم النشر السابقة الذِّكر التي يواجهها المؤلِّف، وتُموَّلُ هذه المجلّاتُ عادةً بدعم المكتبات أو المؤسّسات أو المجتمعات (5).

ميّزات نظام الوصول المفتوح Open Access:

- يُعدُّ تحديثًا مطلوبًا لإجراء الأبحاث التي تستخدم الشبكة الإلكترونيّة استخدامًا كاملًا(2)، إضافةً إلى إتاحته فرصةَ الوصول إلى الأبحاث بشفافيّةٍ وقراءتها واختبار قابليّة تكرارها، ممّا يُحسِّن جودتها(4).

- تُسهمُ في زيادة العائد من استثمار المموّلين في الأبحاث لتطوير المعرفة الإنسانيّة(2) وفقاً لمبادئ إعلان برلين عام 2003 (5)، وذلك من خلال ضمان إمكانيّة قراءة نتائج الأبحاث التي يموّلونها وتطويرها من قِبَل أيّ شخص من المدارس حتى المؤسّسات البحثيّة.

- توسيع عدد المساهمِين المحتمَلين في مجال الأبحاث من الأشخاص المُشتركين بالمجلّات والقادرين على دفع رسوم اشتراكها إلى أيّ شخصٍ لديه اتصال بالشبكة الإلكترونيّة.

- يستفيدُ الباحثون من إيصالِ أبحاثهم إلى أوسع جمهورٍ ممكن، وعلى الرغم من تقديمِهِم لمقالاتهم إلى الناشرين مجانًا، فإنَّ تعويضَهُم يأتي بتقديرٍ لنتائجِهم(2) وتطوير سُمعتهم العلمية (4)، فيُحقِّقُ الوصول المفتوح للمقالات مزيدًا من القُرّاء والمُتعاونِين المحتمَلِين ومزيدًا من الاستشهادات بأعمالِهم، ومن ثمَّ مزيدًا من الاعترافِ بهم.

- تستفيد المؤسّسة البحثيّة نفسها عندما يُمكن بسهولةٍ استخدامُ الأدوات لاستخراجِ النصوص والبياناتِ والتحليل البحثيّ، وكشف الروابط التي لا يستطيع القارئ كشفها ما لم يستخدِم هذه الأدوات. 

إضافةً إلى مساهمتهِ في مشاركةِ الأفكار مع القراء ممّا يُمكّنهم من استخدامها، فكلّما زاد عددُ الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إلى أحدث الأبحاث وتطويرها زادت قيمةُ البحث وأصبح من المرجّح أن نستفيد منه في المجتمع (2). 

يبقى أن نشير إلى خوف بعض الباحثين من إمكانيّةِ وقوف رسوم هذا النظام حجرَ عثرة تحول دون  نشرِ مقالاتهم، وخاصّةً في ظلّ تشجيع العديد من دور النشر وتبنّيها له مؤخّرًا، ممّا قد يكون البدايةَ لاحتكار النشر وبقائِه رهن توفُّر التمويل. 

المصادر:

1- Springernature.com. (2020). What is open access? | Open research | Springer Nature. [online] Available at: هنا [Accessed 25 Jan. 2020].
2- هنا
3- SPARC. (2020). Open Access - SPARC. [online] Available at: هنا [Accessed 25 Jan. 2020].
4- هنا
5- Guides.library.cornell.edu. (2020). LibGuides: Open Access Publishing : What is Open Access?. [online] Available at:هنا [Accessed 25 Jan. 2020].
6- هنا
7- Clare, H. (2020). An introduction to open access. [online] Jisc. Available at: هنا [Accessed 25 Jan. 2020].
8- هنا
9- What is open access? [Internet]. Openaccess.nl. 2020 [cited 25 January 2020]. Available from: هنا