الكيمياء والصيدلة > صيدلة سريرية

فيروس كورونا 2019; إلى أين وصلنا في محاربته؟

أبلغت السلطات الصينية في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2019 عن مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي في مدينة (ووهان) في الصين، وقد بدأ الشك بظهور فيروس HCoV حيواني المنشأ حين أشار معظم المرضى إلى زيارتهم سوقَ مأكولات بحرية يبيع عديدًا من أنواع الحيوانات الحية.

وبحلول 10 كانون الثاني (يناير) 2020، أصدر باحثون من مركز شنغهاي للصحة العامة السريرية ومدرسة الصحة العامة والمتعاونون معهم تسلسلًا جينوميًّا كاملًا لفيروس الكورونا الجديد (2019-nCoV) إلى قواعد البيانات العامة.

وبالاعتماد على الخبرة المكتسبة من تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ السابقة، بدأت سلطات الصحة العامة بالاستجابة؛ فقد أغلق مسؤولو ووهان السوقَ الأولى وطهّروها، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أخرى بإجراء فحوصاتٍ للمسافرين القادمين من (ووهان) عند بوابات الدخول الرئيسة. وعلى الفور؛ حدد ممارسو الصحة في المدن الصينية الأخرى، وتايلاند، واليابان، وكوريا الجنوبية الإصاباتِ المرتبطة بالسفر، وعزلوا الأفراد للحصول على الرعاية الصحية المطلوبة.

تشير التحليلات الأولية إلى أنّ (2019-nCoV) يملك أحماضًا أمينية مماثلة جزئيًّا لفيروس الكورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة (SARS-CoV)، وقد تكون قادرة على استخدام ACE2 مستقبلًا لها، ويؤدي ذلك دورًا مهمًّا في التنبؤ بإمكانية تطور هذا الوباء (1).

شرع الباحثون في تطوير إجراءات مضادة للكورونا (2019-nCoV) باستخدام فيروسات الكورونا المسببة لمتلازمة الجهاز التنفسي الحاد (SARA-CoV) والمسببة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) بوصفها نماذج أولية لأنها نماذج وثيقة الصلة، فقد عُدِّلت أنظمة التشخيص لتشمل 2019-nCoV؛ مما يسمح بالتعرّف المبكر إلى الحالات وعزلها (2). 

وحتى الآن؛ لا يوجد علاج محدد مضاد للفيروسات موصى به لعدوى 2019-nCoV، ويجب أن يتلقى المصابون بـ2019-nCoV رعايةً داعمة للمساعدة على تخفيف الأعراض. أما الحالات الشديدة، فيجب أن يشمل العلاج الرعايةَ لدعم وظائف الأعضاء الحيوية (3).

وتُقيَّم حاليًّا فعاليةُ المضادات الفيروسية الواسعة الطيف التي أظهرت نتائج واعدة ضد MERS-CoV في نماذج الحيوانات؛ مثل الريمديسيفير الذي يُعدّ من مثبطات RNA بوليميراز، إضافة إلى لوبينافير، وريتونافير، وبيتا إنترفيرون.

فضلًا عن عدم وجود مضاد فيروسي للعلاج؛ فلا يوجد لقاح للوقاية، ولكن تعمل عديدٌ من المنظمات الصحية على تخليق لقاح مضاد له (3)، وتُتابَع اللقاحات التي استُخدِمت لـSARS-CoV أو MERS-CoV.

وتجدر الإشارة إلى أنه في وقت انتشار الـSARS انتقل الباحثون من الحصول على التسلسل الجيني لفيروس SARS-CoV إلى المرحلة الأولى من التجارب السريرية للقاح الدنا خلال 20 شهرًا. ومنذ ذلك الحين، ضغطوا هذا الجدول الزمني إلى ثلاثة أشهر وربع للأمراض الفيروسية الأخرى.

أما فيما يخص فيروس (2019-nCoV)، فإنهم يأملون في التحرك على نحو أسرع باستخدام تقنية لقاح الرنا المرسال mRNA، ولكن بسبب المراحل العديدة والمتطلبات الكثيرة لتصميم لقاح ما؛ فقد يستمر العمل عدةَ أشهر من الآن قبل الوصول إلى اللقاح المناسب. إضافة إلى أنّه يستعدّ باحثون آخرون بالمثل لتطوير نواقل فيروسية ولقاحات فرعية (1,4). 

كذلك طور مركز السيطرة على الأمراض (CDC) تفاعل البوليميراز المتسلسل ذي النسخ العكسي في الزمن الحقيقي (rRT-PCR) الذي يمكن أن يشخص 2019-nCoV في عينات المصل والقشع. وفي 24 كانون الثاني (يناير) 2019، نشر بروتوكول المعايرة علانيةً، ويقتصر إجراء الاختبارات -في الوقت الحالي- على الفيروس من قبل مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Prevention (CDC)؛ لكنها ستشارك لاحقًا اختباراتها مع الشركاء المحليين والعالميين.

وأخيرًا، من المستحيل التنبؤ بمسار هذا الوباء؛ لكنّ الاستجابة الفعالة تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة حسب إستراتيجيات الصحة العامة الكلاسيكية، إضافة إلى وضع تدابير وقائية فعالة وتنفيذها في الوقت المناسب (1).

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا