علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

بعدسة علم النفس - الغضب

أدرك الناس منذ العصور القديمة وجودَ صلةٍ ضارةٍ بين الغضب والصّحة، فقد عدّته البوذية واحداً من مضار العقل الثلاث، إلى جانب الطمع والطيش. فضلاً عن أنه يشكّل اليوم أحدَ أسباب زيادة الحوادث المرورية. فما هو السرُّ وراء ذلك؟

يُعرف الغضب على أنّه حالةٌ عاطفيةٌ تختلج فيها المشاعر. وهو يتدرج في الشدّة، أي أنّه يبدأ من الشعور بالإزعاج وصولاً إلى الغضب الشديد المصحوب بالعدوانية، سواء كانت سلوكاً لفظيّاً أو سلوكاً جسدياً.

وهو إشارةٌ موجهة من شخصٍ إلى آخر، نتيجة تعارضٍ في العلاقات الشخصية أو العاطفية، ومن ثمَّ التعبير عن التغيير والاختلاف بينهما.

إذ قد نعبّر عن الغضب من أجل حل مشكلاتنا أو حتى لتبرير مواقفنا ومشاعرنا، بالغين كنا أو حتى مراهقين. كذلك قد يكون اللجوء إلى الغضب بمثابة خطوةٍ أساسيّة لتأكيد الاستقلال الذاتي للشخص وإحساسه بالذات وتجاوز الضعف.

ما الذي يقود إلى الشعور بالغضب؟

حسب العديد من الدراسات فإن الشعور بالتوتر أو حتى الضغوط بمختلف المواقف، يجعل الشعور بالغضب أمراً سهلاً، لكن إن لم يُتعامَل معه جيداً فذلك سيولد شعوراً بعدم الارتياح، بل وقد يكون ضاراً بصحتنا وحياتنا.

 من المخاطر التي يسببها الغضب:

أمراض القلب وتصلّب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والسكّري، واتّباع سلوكٍ غير صحيٍّ مثل التدخين أو الإسراف في تناول الكحول والكافيين، والشرَه، وحوادث الطرق، والتأثير على العلاقات الشخصية.

وتشير بعض الأبحاث إلى أنَّ الأشخاص الذين لا يعبّرون عن غضبهم هم أكثر عرضةً للإصابة بالمخاطر الصحيّة مثل تصلب الشرايين.

لذلك من الأفضل معرفة إدارة هذا الشعور بدلاً من كبته وتجاهله، مثل معرفة السبب الذي قاد إلى الشعور بالغضب، وخاصةً في حالات الغضب البسيطة. إضافةً إلى تهدئة الجسم والعقل تجنباً لردود أفعالٍ لفظيّةٍ سيئة أو حتى الشروع بإجراءاتٍ متهورة، ومن هنا تأتي السيطرة عليه.

 كذلك يمكن لبعض تمارين التنفس أن تساعدك، إضافة إلى تحويل تركيزك إلى أمرٍ آخر بضعةَ دقائق.

إذاً لا بد من أن تبدأ العدَّ بسرعةٍ إلى عشرة، تجنباً للمشكلات التي قد يُخلفها شعور الغضب مع من حولك في حياتك اليومية.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا