الطب > ‏معلومة سريعة‬

الهيكيكوموري: ثقافة يابانية أم اضطراب نفسي؟

إن الهيكيكوموري "Hikikomori" (أو كما يُطلق عليها متلازمة الانسحاب الاجتماعي الطويل الأمد) هي كلمة يابانية تصف الحالة الاجتماعية، أو تصف الأشخاص الذين يتجنبون إقامة العلاقات مع أشخاص آخرين أو حتى مع عائلاتهم أحياناً، من خلال حصر أنفسهم في غرفة أو منزل مدةً لا تقل عن 6 أشهر، وقد وصفت هذه الحالة أول مرة في اليابان، ولكن بعدها وصفت هذه الحالة في العديد من بلدان العالم.

يتميّز الهيكيكوموري بأنهم يعيشون حياة ليس فيها اهتمامات ولا رغبة في الذهاب إلى المدرسة أو العمل، ونحو الـ 1-2% من بين المراهقين والشباب في البلدان الآسيوية -وأغلبهم ذكور- هم من الهيكيكوموري، وقد أُبلِغ عن العديد من الحالات في عدد من البلدان الأخرى مثل عمان وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا.

يوصف الهيكيكوموري بأنهم يفتقرون إلى الدافع من أجل الانخراط في العالم؛ إذ يعانون صعوبة في وصف هويتهم عندما يُسألون عن مشاعرهم أو أفكارهم أو طموحاتهم أو اهتماماتهم، وعادة تكون الإجابة المعتادة لهم "لا أعرف".

بالطبع فإن للعوامل النفسية دوراً في تطور هذه الحالة، مثل القلق، والرغبة في الانتحار؛ إذ أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يملكون واحدة أو أكثر من عوامل الخطر المؤهبة للانتحار لديهم فرص أعلى بـ 2.8 مرة ليصبحوا هيكيكوموري. 

لم يُتَوصَّل إلى أي شيء مؤكد عن مسببات الهيكيكوموري، فهناك العديد من التفسيرات الممكنة، مثل التنمر في أثناء مرحلة الطفولة، وطبيعة الشخص الانطوائية، والخجل. أما على المستوى البيئي والعائلي فمن المحتمل أن يكون لرفض الوالدين والحماية المفرطة، والأمراض النفسية للوالدين، والتحصيل الأكاديمي الضعيف المترافق مع التوقعات العالية، دور مهم للغاية في حدوث هذه الحالات. 

بالطبع يعد ظهور الإنترنت عاملاً مساهماً رئيساً في الهيكيكوموري، فمن الممكن أن يكون لتفضيل الأشخاص التواصل عبر الانترنت عن الالتقاء على أرض الواقع، دور في تطور الانسحاب الاجتماعي لدى بعض الأفراد. 

إن التمييز بين الهيكيكوموري والمراحل المبكرة من بعض الاضطرابات النفسية هو أمر بالغ الصعوبة؛ وذلك لأن العديد من الأعراض في الهيكيكوموري غير محددة، ويمكن العثور عليها في كثير من الحالات الأخرى، وحتى الآن فإنه يوجد جدل حول ما إذا كان الهيكيكوموري يجب أن يخضع للتشخيص النفسي أم لا، فإنه عامة يُعدُّ اضطراباً من قبل الأطباء في اليابان.

يشتمل نهج العلاج على العلاج النفسي والدوائي، إضافة إلى حثّ الشخص على زيادة التواصل الاجتماعي تدريجياً؛ إذ إن الهدف الأساس هو كسر زلّتهم الجسدية والاجتماعية، ودفعهم لتأدية دور نشط في المجتمع، سواء أكان ذلك بالعودة إلى المدرسة أم الاندماج بسوق العمل.  

المصادر:

هنا (1)

هنا (2)

هنا (3)