الطب > مقالات طبية

الربو والحمل

يعد الربو القصبي أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في الحمل، إذ يُصعّب من 4٪ إلى 8٪ من حالات الحمل. وتعد هجمات الربو القصبي في أثناء الحمل مشكلة سريرية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى المرض و وفاة الأم والجنين. ويتراوح معدل انتشار الربو القصبي في أثناء الحمل في الولايات المتحدة بين 8.4٪ و8.8٪ (1).

وقد عدّت بعض الدراسات أنّ عدم الالتزام بالأدوية المسؤولة عن ضبط الربو القصبي -بسبب قلق الأم بشأن تأثيره المشوه في خلال فترة الحمل- هو عامل خطر مهم لتفاقم الربو في أثناء الحمل، وتُعد الإنتانات الفيروسية التنفسية عامل خطر أيضًا يؤدي إلى تفاقم الربو القصبي في أثناء الحمل (1).

آثار الربو في الحمل:

لا يوجد خطر كبير على الأم أو الجنين إذا كان الربو مُسيطرًا عليه جيدًا، لكن الربو غير المضبوط يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة للأم، وتشمل هذه المضاعفات ارتفاع ضغط الدم، والانسمام toxemia (أو ما قبل الإرجاج preeclampsia)، والولادة المبكرة، ونادرًا ما تحدث الوفاة، أما بالنسبة إلى الطفل، فتشمل المضاعفات زيادة خطر الإملاص (ولادة طفل ميت).

آثار الحمل في الربو: 

تختبر قرابة ثلث النساء المصابات بالربو في أثناء الحمل تحسّنًا في الأعراض، في حين يعاني ثلثهنّ  الثاني من أعراض أسوأ، أما الثلث الأخير فتبقى الأعراض لديهنّ نفسها دون تغيير.

وتكون النساء المصابات بالربو الشديد قبل الحمل أكثر عُرضة لتطوير أعراض أسوأ في خلال الحمل، في حين أن النساء المصابات بالربو الخفيف أكثر عُرضة لتحسن الأعراض أو بقائها نفسها في خلال الحمل.

 ويكون لدى قرابة 10% من النساء المصابات بالربو أعراضًا في أثناء المخاض والولادة.

وإذا تغيرت أعراض الربو في أثناء الحمل، فإنها عادةً ما تعود إلى حالتها السابقة للحمل في غضون ثلاثة أشهر من الولادة.

قد يؤثر الحمل في النساء المصابات بالربو بعدة طرائق أهمها التغيرات الهرمونية التي تحدث في أثناء الحمل على كل من الأنف والجيوب، وكذلك على الرئتين، فارتفاع هرمون الإستروجين يسهم في الاحتقان مما يسبب انسداد الأنف، وخاصة في خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. أما ارتفاع هرمون البروجسترون فقد يسبب ضيقًا في التنفس (4).

تبلغ أعراض الربو ذروتها في أواخر الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وقد تشمل هذه الأعراض: وزيزًا في الصدر وضيقًا في التنفس والسعال. وتتميز هذه الأعراض بما يأتي:

تتغير مع الوقت وتتغير في الشدة، وغالبًا ما تكون أسوأ في الليل أو في الصباح الباكر، وتنجم عن الالتهابات الفيروسية (نزلات البرد) أو التمارين الرياضية أو التعرض لمثيرات الحساسية أو التغيرات في الطقس أو الضحك أو غيرها من المهيجات (1). 

كيف سيؤثر الربو غير المضبوط في الجنين؟

يخفض الربو غير المضبوط محتوى دم الأم من الأكسجين، وبما أن الجنين يحصل على أوكسجينه من دم الأم، فإنّ هذا يؤدي إلى نقص الأوكسجين في دم الجنين، ونتيجة لذلك قد يضعف نمو الجنين وقد يتأثر تطوره سلبًا، وقد تنخفض بقيا الأجنة على قيد الحياة. وهناك أدلة تشير إلى أنّ الضبط الكافي للربو في أثناء الحمل يقلل من فرص وفاة الجنين أو حديثي الولادة ويحسن نمو الجنين داخل الرحم، ولا توجد دلائل تشير إلى أن الربو لدى الأم يسهم في الإجهاض العفوي أو التشوه الخلقي للجنين (3).

تدبير الربو: 

يُطرح دائمًا السؤال الآتي: هل أدوية الربو آمنة للاستخدام في أثناء الحمل؟

ينبغي توجيه الاهتمام في أثناء الحمل نحو الضبط الجيد للربو؛ إذ إنّ آثار الربو غير المضبوط أخطر على الأم والجنين من الآثار المحتملَة لأدوية الربو، وتُعد بعض أدوية الربو أكثر أمانًا من غيرها في خلال الحمل، وتشمل هذه الأدوية:

١- الموسعات القصبية الإنشاقية قصيرة الأمد Short-acting inhaled bronchodilators.

٢- مضادات اللوكوترين مثل montelukast. 

٣- بعض الستيروئيدات القشرية الإنشاقية، مثل budesonide.

ولا تعد منبهات بيتا طويلة الأمد والثيوفيلينtheophylline خطًا أول في علاج الربو في أثناء الحمل، لكن قد يلجأ إليها الأطباء في حال لم يُسيطر على الربو كفايةً بواسطة الأدوية المذكورة أعلاه.

وتجدر الإشارة أنه من الآمن متابعة استخدام أي علاج للربو في أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.

ويضبط الربو أيضًا من خلال:

١- التوقف عن التدخين في أثناء الحمل.

٢- تجنب الأشياء التي تؤدي إلى الحساسية للأم، مثل فراء الحيوانات الأليفة.

٣- السيطرة على حمى القش بمضادات الهيستامين. للتعرف أكثر عن حمى القش هنا

٤- الاستمرار في ممارسة الرياضة وتناول نظام غذائي صحي (3).

ماذا عن المخاض والولادة؟

لا تعاني معظم النساء من أعراض الربو في أثناء المخاض والولادة، وإذا كانت المريضة تتناول دواءً للربو، فيُنصح بمتابعة ذلك لأنه عندما يكون الربو تحت السيطرة لا تحدث نوبات الربو تقريبًا في أثناء المخاض والولادة، ومعظم النساء اللواتي يكون الربو لديهنّ مُسيطرًا عليه جيدًا يكنّ قادرات على أداء تقنيات التنفس في أثناء المخاض دون صعوبة (2،5).

هل سيُصاب الطفل بالربو؟

يُعتقد أن هناك عددًا من العوامل التي تزيد من فرص إصابة الطفل بالربو، بما فيها: 

١- تدخين الأم في أثناء الحمل 

٢- إصابة أحد الوالدين (ويكون الخطر أعلى في حال كانت الأم هي المصابة) أو كليهما أو الأخوة بالربو.

٣- الولادة  المبكرة (الخداج).

(5).

هل يمكن فعل أي شيء لمنع حدوث الربو لدى الطفل؟

كما ذكرنا فإن تدخين الأمهات هو أحد عوامل الخطر الرئيسية السابقة للولادة لتطوير الربو، لذا فإنّ الإقلاع عن التدخين أمر مهم للغاية. أما العوامل الأخرى السابقة للولادة التي قد تؤثر في تطور الربو هي:

- الإجهاد عند الأم.

- الحمية.

- مستويات فيتامين د.

- استخدام المضادات الحيوية.

- طريقة الولادة.

لذا يجب التحدث إلى للأطباء من أجل تحديد عوامل الخطر لدى الأم وإجراء تغييرات آمنة من أجل التحضير للطفل الجديد (3).

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5-هنا