التعليم واللغات > اللغويات

تأثير الولادة المُبكرة في تحصيل الأطفال اللغوي

يولد في الولايات المتحدة طفلٌ من بين كل عشرة أطفال قبل موعده المُحدد، ويتعرض هؤلاء الأطفال لخطر متزايد من النتائج السلبية عبر نطاق واسع في المجالات المتعلقة بالنمو العصبي، بما فيها المهارات اللغوية، وهم أيضًا عُرضة لخطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) وكذلك مشكلات سلوكية أخرى.

يُظهر الأطفال الخُدَّج عجزًا في المهارات اللغوية ويبدو من غير المرجح أن يواكبوا أقرانهم ممن وُلدوا طبيعيًّا، ولذلك كان من الضروري تقييم مهاراتهم اللغوية بدقة تامة لتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى تدخل مُبكر؛ إذ تُشكِّل مرحلة ما قبل الدراسة فترة حاسمة في تطوير اللغة. ومن أشيع الطرائق التي تُساهم في تقييم المهارات اللغوية إجراءُ تقييمات أو اختبارات قياسية، وهناك طريقة أخرى تتمثل في تحليل عينات اللغة التي تُوفر بدورها قدرًا كبيرًا من المعلومات عن مقدرات الطفل اللغوية ومهاراته الحوارية العامة. وعلى الرغم من إمكانية هذا الاختبار التشخيصية، قليلةٌ جدًّا هي الدراسات التي حللت عينات اللغة بالتزامن مع نتائج التقييمات القياسية عند الأطفال الخُدَّج.

ولسدِّ هذه الفجوة درست باحثةٌ في كلية التربية بجامعة فلوريدا أتلانتيك (FAU) وزملاؤها تأثيرَ الولادة المُبْتَسَرة -الولادة المبكرة- في التحصيل اللغوي لدى الأطفال الخُدَّج والأطفال الطبيعيين في مرحلة ما قبل الدراسة، وذلك باستخدام التقييمات القياسية وتحليل عينات اللغة. ودَرَس الباحثون المهارات النمائية غير اللغوية الخاصة بالذكاء غير اللفظي والانتباه وفرط الحركة، وذلك بالإضافة إلى مقاييس اللغة التي تضمنت مهارات علم المعاني [أي علم دلالات الألفاظ] والقدرة النحوية.

وتُظهر نتائج هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة Journal of Speech, Language and Hearing Research بأن أداء الأطفال الخُدَّج عمومًا كان مُتدنيًا عندما قِيست المهارات اللغوية عن طريق تحليل عينات اللغة أكثر منه عند استخدام التقييمات القياسية، وقد كانت هناك فروق هائلة ذات دلالة إحصائية لجميع مقاييس المهارات اللغوية المُتحصل عليها من تحليلات عينات اللغة. وعلى النقيض من ذلك، لم يجد الباحثون بين مجموعتي الأطفال سوى اختلافات في مقياس واحد من المهارات اللغوية المُتحصل عليها من التقييمات القياسية، وكذلك لم يجد الباحثون أية اختلافات بين مجموعتي الأطفال بسبب العوامل غير اللفظية مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) وكذلك الذكاء غير اللفظي في أيٍّ من التقييمات القياسية أو تحليلات عينات اللغة. ففي الواقع، لم تُسبِّب أيةٌ من المهارات غير اللغوية قدرًا كبيرًا من الاختلافات في المجموعة المرصودة بشأن متغيرات عينات اللغة.

وقد وجد الباحثون اختلافات جوهرية بين المجموعتين في المقاييس النحوية لتحليلات عينات اللغة؛ إذ أظهر الأطفال الخُدَّج صعوبات نحوية بالغة تتمثل في عجزٍ لغويٍّ في المهارات النحوية والمهارات الخاصة بمعاني الألفاظ على مستوى الحوار، ولم تكن هذه الصعوبات واضحًة من التقييمات القياسية، وهو ما لم يتوقع الباحثون أن يتوصلوا إليه. وقالت (كاتلين إم. إمغروند) قائدة الفريق البحثي والأستاذة المساعدة في قسم علوم الاتصالات والاضطرابات فلوريدا أتلانتيك: "قد لا تزال الصعوبات اللغوية على مستوى الحوار موجودة لدى الأطفال الخُدَّج حتى حينما يُبدون تطورًا طبيعيًّا عند تقييمهم باستخدام التقييمات القياسية في القدرة اللغوية العالمية والإدراك والانتباه". وتُضيف: "ولا يمكننا أيضًا أن نعزو الاختلافات بين المجموعتين إلى عوامل غير لغوية مثل عدم الانتباه أو فرط الحركة أو الذكاء غير اللفظي".

وتترتب على نتائج هذه الدراسة آثار طبية مهمة للجهات التي تعمل مع الأطفال الخُدَّج؛ إذ قد يكون من الصعب تقييم العجز في مهارات المحادثة عن طريق الاستخدام التقليدي للتقييمات القياسية، ممَّا يؤكد أهمية استخدام كُلٍّ من تحليل عينات اللغة والتقييمات القياسية لقياس مهارات الأطفال اللغوية التعبيرية.

المصادر:

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا