علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

بعدسة علم النفس - الخرافة

هل تنتقد أولئك الذين يؤمنون بالخرافات؟

حسناً، ربما تكون واحداً منهم دون أن تعلم؛ لو سألناك عن آخر مرةٍ تجنبت فيها قطةً سوداء، أو عوّلت يومَك على قراءة برجك اليومي!

 كلّ هذه أمثلة لخرافاتٍ تؤثر فيك. فماذا يقول علم النفس في التفكير الخرافي؟

بدايةً، يميّز علماء النفس بين تداخل اضطراباتٍ معيّنة لدى الأشخاص مع التفكير الخرافي مثل الوسواس القهري، الذي يَتعمّد صاحبه مرغماً تكرارَ عملٍ ما أو فكرةٍ ما مراراً -فنجد مثلاً بعضَ الأشخاص المصابين به يتناولون الطعام يومياً في المطعم ذاته وعلى الطاولة ذاتها- مع فشل الشخص في تغيير هذا الروتين (في هذه الحالة حاكت أعراض الوسواس القهريّ التفكيرَ الخرافي) مع أن الأدلة تشيرُ إلى عدم وجود علاقةٍ بين هذين الاثنين.

يقول خبير القلق (فوكسمان): "لا يمكننا مثلاً عدُّ اضطرابات القلق مثل الوسواس القهري تفكيراً خرافياً، لأن أفكار المصابين بها تتصف باللاعقلانية وليس بالخرافية، فالتفكير الخرافي هو عندما يعتقد الشخص بأنه في حال عدم شعوره بالقلق تجاه شيءٍ ما والتفكير فيه؛ فإن احتمالية حدوثه سترتفع".

ويضيف بأنَّ هناك تأثيراً إيجابياً يمنحه التفكير الخرافيّ للشخص، خاصةً إن كان أداؤه ناجحاً في عملٍ يربطه بمعتقدٍ أو شخصٍ أو موقف، وهذا سيولد شعوراً بالأمان والثقة التي تعد أهَّم فوائد التفكير الخرافي. (1)

قد يكون هناك تأثيراً نفسياً حقيقيّاً للأفكار الخرافية، كأن تشعر بأنَّ ارتداءك لقميصٍ ما يخفف من القلق ويجلب الحظ. ويمكن أن تجلب الأفكار الخرافية أيضاً فوائدَ أخرى للأشخاص، مثل تأثير الدواء الوهميّ في صحة الشخص. (1)

إنَّ الخرافات بقدر ما يكون تأثيرها إيجابياً في الشخص -حتى ولو آنياً- بقدر ما تكون باعثةً على القلق في بعض الأحيان. فمثلاً نجد توتراً كبيراً لدى بعض الأشخاص الذين يؤمنون بنحس اليوم المصادف تاريخه 13، ويوم الجمعة.. فنجد بعضاً منهم يُلغي موعدَ سفرٍ أو عملٍ ويلتزم بيته، بسبب التفكير الخرافيّ بهذا الخصوص.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فإنَّ النساء والأشخاص الأصغر سناً هم الأكثر عرضةً للاعتقاد بالخرافات، كذلك بيّنت الدراسات أنَّ الذكاء لا يرتبط بالخرافة، فهناك كثيرٌ من الأذكياء المعتقدين بها. (3)

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا