الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

سلسلة البهارات والتوابل- القرنفل

نعنع، أوريغانو، زعتر، قرفة، وغيرها من التوابل والأعشاب.... استُخدِمَت عبر العصور طبيًّا، وصناعيًّا، وضمن الغذاء منكهًا أو مادة حافظة، وذلك نظرًا إلى ما تتمتع به من خصائص مضادة للأكسدة ومحارِبة للميكروبات، ولعل أبرزها هو القرنفل Clove، فقد لفتت قوة نشاط مضادات الأكسدة فيه الانتباه من بين التوابل الأخرى. (4)

القرنفل Syzygium aromaticum، شجرة دائمة الخضرةِ، متوسطة الحجم (8-12متر) تنبتُ في أجزاءٍ من آسيا وأمريكا الجنوبية (1،4)، وتُعدُّ أندونيسا والهند وماليزيا وسريلانكا ومدغشقر وتنزانيا من أكبرِ الدولِ المنتجةِ للقرنفل (4)، وهي مختلفة عن زهرة القرنفل Dianthus caryophyllus المعروفة أزهارًا للزينة التي تعرف باسم clove pink وcarnation.

يُصنعُ من أوراق وأجزاء شجرة القرنفل الدواءَ، ويَستخدمُ الناس الزيوت وبراعم الأزهار المجففة في المجالات الطبيّة والغذائيّة والصناعيّة (1). مما جعلَّه ذاتَ أهميةٍ اقتصاديةٍ عاليةٍ في بلدان إنتاجه لعدة قرون(4). 

أما توابل القرنفل فهي عبارة عن براعم الأزهار المجففة سواءً بشكلها الكامل أم المطحون (3،4)، وتظهر هذه البراعم بعد أربع سنوات من زراعة الشجرة؛ إذ تُجمَع البراعم في مرحلة النضج قبل الإزهار، سواءً بطريقةٍ يدوية أم كيمائية بتحرير هرمون الإيثلين النباتي في الأنسجة النباتيّة لتحريض النضوج المبكر(4).

غذائيًّا يمتلك القرنفل العديد من الفوائد الغذائية:

1- فهو غنيّ بالعناصر الغذائية؛ إذ يحتوي كل 2 غرام (ملعقة صغيرة) على:

- 21 سعرة حرارية

- 1غرام كربوهيدرات

- 1 غرام ألياف المهمة لمنع الإمساك

- 30% من الاحتياجات اليومية RDI منغنيز الضروري لوظائف المخ وبناء العظام

- 4% من الاحتياجات اليومية RDI من فيتامين K الضروري لتخثر الدم

- 3% من الاحتياجات اليومية RDI من فيتامين C الأساسي لجهاز المناعة

- بالإضافة لوجود كميات صغيرة من الكالسيوم، المغنزيوم، وفيتامين E.

2- غنيّ بمضادات الأكسدة: مما يحارب الإجهاد التأكسدي، وذلك لما تحويه من معادن وفيتامينات ومركبات فعّالة كالأوجينول eugenol الذي تعادل فعاليّته خمس أضعاف فعاليّة فيتامين E، وفقًا لدراسةٍ أُجريت ضمن أنابيب الاختبار.

3- يحمي من السرطان: فقد أظهرت التجارب عبر أنابيب الاختبار تعزيز القرنفل للحد من نمو الأورام وموت الخلايا السرطانيّة في عنق الرحم، و80% من الخلايا السرطانية في المريء، علمًا أنه استُخدمَت كميات مركزّة جدًّا من خلاصة القرنفل ومركب الأوجينول eugenol(3) وقد أشارت إحدى الدراسات لقدرة الأوجينول على كبح الورم الميلاني الخبيث WM1205Lu ومنع غزو سرطان الجلد، ووفقًا لأبحاثٍ أخرى فقد يعود ذلك لتأثيراته السامة في المواد المحرّضة للتكاثر الخلوي والمثبطة للموت الخلوي عن طريق الحمض النووي ضمن نماذج مختلفة من الخلايا البشرية: خلايا الكبد HepG2 الخبيثة، خلايا القولون الخبيثة Caco-2، والخلايا الليفية البشرية غير الخبيثة VH10(4).

4- الخصائص المضادة للبكتريا: إذ يساعد في وقف نموها أو القضاء عليها وخاصة بكتريا الإشريكية القولونية E. coli، ويساهم في تعزيز صحة الفم، فحسب الدراسات يُساهم تضمين القرنفل في غسول الفم العشبي (زيت شجرة الشاي وريحان وقرنفل) لمدة 21 يوم في تحسين صحة اللثة وانخفاض نسبة البكتريا والجير في الفم(3). وأشارت دراسات أخرى لأنشطة مضادات الميكروبات في القرنفل ضد العديد من البكتيريا والسلالات الفطرية؛ إذ يمكن أن يكون الأوجينول وcarvacrol عاملًا مضادًا للفطريات واعدًا للعلاج والوقاية من داء المبيضات المهبلي إضافة إلى الطيف الواسع من نشاطات الأوجينول ضد البكتيريا، ومن أبرزها إيقاف نمو 31 سلالة من جرثومة المعدة هيليكوباكتر بيلوري Helicobacter pylori  

(4)

5- لصحة الكبد: فالقرنفل معروف بقوة مضادات الأكسدة فيه وخاصة الأوجينول eugenol، مما يحمي الكبد من الإجهاد التأكسدي ويقيه من عدة أمراض، وجد تحسنًا بوظيفة الكبد وتقليل الالتهابات عند تضمين القرنفل في علاج الفئران المصابة بالكبد الدهني، وعَكَسَ الأوجينول علامات تليف لكبد في إحدى الدراسات على الحيوانات، وقد وجد أيضًا انخفاضًا في مستويات أنزيم GST عند البشر الذي يدلّ وجوده على مرض في الكبد. لكنَّ الجرعات العالية من زيت القرنفل 5-10 مل قد أدّت إلى تلف الكبد عند طفل بعمر العامين وفق أحد الدراسات، وما زالت الدراسات بخصوص تأثير القرنفل في كبد الإنسان محدودة.

6- تنظيم نسبة السكر في الدم: فقد أظهرت الدراسات زيادة مستخلصات القرنفل والنيجيرسين nigericin (أحد المركبات الموجودة في القرنفل) لإفراز الأنسولين وامتصاص السكر من الدم إلى خلايا العضلات عند الإنسان والفئران، إضافة إلى تحسين وظيفة الخلايا التي تنتج الأنسولين. مما يجعل القرنفل مهمًا ضمن نظامٍ غذائيٍّ متوازن لمرضى السكري.

7- تعزيز صحة العظام: إذ وجد أنَّ الأوجينول يزيد من قوة العظام وكثافتها، إضافة إلى احتواء القرنفل على معدن المنغنيز الفعّال لصحة العظام وبنائها.

8- تخفيف قرحة المعدة: على الرغم من قلّة الدراسات على البشر، لكنَّ التجارب وجدت قدرة زيت القرنفل على زيادة إنتاج المخاط المعدي والحماية من قرحة المعدة (3).

9- تعزيز الذاكرة: إذ تتميز مضادات الأكسدة بقدرتها على علاج عجز الذاكرة الناجم عن الإجهاد التأكسدي، ويبرز القرنفل هنا بقوة نشاط مضادات الأكسدة فيه؛ إذ وجدت دراسةٌ على الفئران أنَّ زيت القرنفل يخفض من الإجهاد التأكسدي ويقلل من مستويات الجلوتاثيون في دماغ الفئران، إضافة لقدرته على عكس عجز الذاكرة والتعلم الناجم عن السكوبولامين scopolamine على المدى القصير والبعيد نتيجة لانخفاض الضغط التأكسدي(4). 

محاذير الاستخدام: 

بخصوص سلامة استخدامه فهو آمن فمويًا لغالبية الأشخاص ضمن الكميات العادية، ومجهول الآثار ضمن الكميات الطبيّة، لذا يُفضَّل البقاء ضمن الحدود الآمنة وخاصة للحوامل والمرضعات نظرًا إلى عدم كفاية الأدلة العلميّة، أما عند الأطفال فقد أدى زيت القرنفل فمويًّا لحدوث نوبات، تلف بالكبد واختلال بالسوائل (1)، فالأوجينول بكميات كبيرة سام ويؤدي إلى تلف الكبد(3).

كما يُحذر من استخدامه لدى المصابين بأمراض نزفية أو المقبلين على عمل جراحي، فقد يؤدي الأوجينول الموجود ضمن القرنفل لإبطاء تخثّر الدم، مما يزيد خطر النزوف.

وبالنسبة إلى استخدامه موضعيًّا فإن زيت القرنفل آمن الاستخدام على الجلد، لكنّه غير مضمون النتائج في الفم واللّثة، فقد يسبب القرنفل المجفف حساسية وتهيّج الفم وتلف الأنسجة السنيَّة، وقد يؤدي زيت القرنفل لتلف اللّثة، ولب الأسنان، والأغشية المخاطية (1).

وعن تداخلاته مع الأدوية فهو يتداخل مع مضادات التخثر كالأسبرين aspirin والإيبوبروفين ibuprofen(1)، وكذلك مع عدّة أعشاب كالثوم والزنجبيل والكركم والبرسيم الأحمر وغيرها، كونها تساهم بإبطاء تخثّر الدم(2). 

الكمية المسموحة:

تعتمد الجرعة المناسبة من القرنفل على عدة عوامل كالعمر والحالة الصحيّة، وغير ذلك (1) ويُعد زيت القرنفل آمنًا بجرعات تقل عن 1500 ملغم/كغ من وزن الجسم، وأشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنَّ كميَّة القرنفل المسموحة يوميًّا تبلغ 2.5 ملغم/كغ من وزن الجسم(4).

فضمن الحدود الطبيعية وكما هو الحال مع العديد من الأطعمة الصحيّة، فالقرنفل أكثر فاعليّة عندما يُضَمَّن جزءًا من نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ ومتوازن. سواءٌ ضمن الأطباق والحلويات المنّوعة أم تناولها شايًا دافئًا ومهدئًا.

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا

4-هنا