الطب > ‏معلومة سريعة‬

بدانة الأطباء بين الإحصائيات والتساؤلات

أصبح معروفاً أنّ البدانة تُشكِّل مشكلةً طبيةً حقيقيةً؛ فهي حتماً ليست مسألة جمالية فحسب، إنّما مرض معقد يزيد من خطورة الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى؛ مثل أمراض القلب، والسكري، وارتفاع الضغط الشرياني، وبعض السرطانات. 

وقد بلغت نسبة البدانة قرابة 35% من سكان الولايات المتحدة وفقاً لآخر التقارير الصادرة عن مراكز الولايات المتحدة لضبط الأمراض والوقاية منها US Centers for Disease Control and Prevention (CDC) وذلك بوصف البدانة على أنها تجاوز مؤشر كتلة الجسم القيمة 30 (BMI≥30)*.

 ولكن ما يثير الدهشة أن -وعلى الرغم من قلة عدد الأطباء الذين شملتهم  الدراسة- نسبة انتشار البدانة بينهم قد بلغت 8%، في حين يعاني 34% منهم الوزنَ الزائد (BMI≥25).

وتصدّر أطباء الجراحة العامة القائمة؛ إذ إنّ 49% منهم يعانون الوزن الزائد، وكان أطباء الأسرة في المرتبة الثانية بنسبة انتشار 48%، وأقل نسبة انتشار للوزن الزائد كانت بين أطباء الجلدية 23%، يليها أطباء العيون 29%. ولم يختلف معدل انتشار كل من زيادة الوزن والبدانة بين الأطباء والطبيبات.

وأظهرت دراسة أخرى استندت إلى بيانات الصحة الوطنية بين عامَي 2003-2006 أنّ اعتماد مؤشر كتلة الجسم وحده بوصفه معياراً للبدانة قد يُغفل خطورة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية عند العديد من الأشخاص؛ فوفقاً لهذه الدراسة فإن قرابة نصف النساء وثلث الرجال الذين صنّفوا على أنهم غير بدينين كانت لديهم نسبة مرتفعة من دهون الجسم. ويقترح بعض الخبراء أن اختيار (BMI>28-29) مؤشراً للبدانة  يتناسب مع نسبة الدهون في الجسم بدقة أكبر.

وتكمن أهمية الأمر في أنّه قد لُوحظ أنّ الأطباء البدينين وذوي الوزن الزائد تنقص ثقتهم عند إعطاء المرضى نصائح عن الحمية الغذائية والتمارين الرياضية مقارنةً بالأطباء ذوي الوزن الطبيعي، إضافة إلى أنهم يشعرون بالقلق من أنّ المرضى لا يثقون بنصائح فقدان الوزن الصادرة عنهم، في حين أنّ النصيحة من الأطباء ذوي الوزن الطبيعي أكثر تأثيراً بوصف الطبيب أنموذجاً للنصائح الصحية التي يمليها. 

*  مشعر كتلة الجسم (Body Mass Index (BMI: تُحسب قيمته بتقسيم الوزن (بالكيلوغرام) على مربع الطول (متر²)؛ إذ تعد القيمة العالية دليلاً على ارتفاع نسبة دهون الجسم، ويمكن استخدامه للتعرف إلى فئات الوزن التي تؤدي إلى مشكلات صحية دون أن يكون بحد ذاته اختباراً تشخيصياً لصحة الفرد.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

مصدر الحاشية:

هنا