الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

مُدرِّات بول طبيعيَّة للتخلص من احتباس السَّوائل

تتنوع العوامل المُؤدية لاحتباس السَّوائل في جسم الإنسان؛ من أمراض القلب والكلى إلى تناول بعض الأدوية أو بعض التَّغيرات الهرمونيَّة  الطفيفة مثل الدورة الطمثية، وغيرها من العوامل الأخرى. 

ويميل الجسم للتخلص من هذه السَّوائل الفائضة عن حاجته عن طريق زيادة الشعور بالعطش وتحفيز الكلى على إنتاج البول، ويختلف العلاج المناسب حسب كلّ حالة، فقد يحتاج الشخص للأدوية الطبيَّة أو قد يكتفي بتناول بعض المواد المُدرّة للبول المتوافرة في المنزل، مثل:

1- القهوة: يبدو أنَّ تناول القهوة لا يقتصر على نكهتها اللذيذة؛ فهي ترتبط بعديدٍ من الفوائد الصِّحيَّة، ومنها احتوائها على الكافئين الذي يمتلك خصائص مُدرّة للبول، وذلك عند تناوله بجرعةٍ تتراوح ما بين (250 و300) مغ، أي ما يعادل كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة.

ما يعني أنَّ تناول أقل من هذه الكميَّة لا يُحدِث فرقًا، كما قد يقاوم بعض الأشخاص الخصائص المُدرّة للكافيين بسبب اعتيادهم على تناوله بانتظام.

2- الهندباء: تُستخدَم عشبة الهندباء مُدرًّا للبول؛ بفضل محتواها المرتفع من البوتاسيوم الذي يعدُّ بمثابة منبه للكليتين لطرح المزيد من الصوديوم والماء، وهو ما نحتاجه مع انتشار الوجبات السريعة والحميات العصرية الغنية بالصوديوم، التي تسبب أضرارًا عديدة منها احتباس السوائل.

وقد أظهرت دراسة على مجموعةٍ صغيرةٍ من البشر أنَّ تناول مكملات الهندباء يزيد من كمية البول المُنتَج في الساعات الخمس التالية لتناولها، لكننا بالطبع نحتاج لعددٍ أكبر من الدِّراسات لإثبات ذلك التأثير.

3- عشبة ذيل الفَرَس: استُخدمَت عشبة ذيل الفرس Equisetum arvense علاجًا تقليديًّا لاحتباس السوائل، وأُجريَت عليها بحوث قليلة، منها دراسة شملت (36) رجلًا، أظهرت أنَّ تناول هذه العشبة يعطي فعالية أحد الأدوية المُدرّة للبول المعروف باسم Hydrochlorothiazide نفسها، ما يرشحه ليكون بديلًا مُحتمَلًا للأدوية المُدرّة خصوصًا تلك المترافقة مع تأثيرات جانبية. 

وتتوافر عشبة ذيل الفرس على شكل أوراق شاي أو كبسولات، وتُعدُّ آمنةً للاستخدامات قصيرة الأمد عمومًا باستثناء بعض الحالات المرضيَّة مثل السكري وأمراض الكلى.

4- البقدونس: شاع استخدام البقدونس منذ القدم، وليس السبب رائحته الزكية وشكله اللطيف فحسب؛ بل لأنّه علاجٌ لاحتباس السوائل في الجسم، عن طريق غليه وتناول منقوعه عدة مرات يوميًّا، ثمَّ تطورت الدِّراسات المخبرية، وأظهرت إحدى البحوث المُجراة على الفئران في العام (2002) قدرة البقدونس على الإدرار المعتدل عبر زيادة حجم البول وتدفقه، ولم يُدرَس التأثير المدرّ للبقدونس على البشر؛ لذلك لا يمكن الجزم بوجود التأثير نفسه أو مقدار الجرعات المناسبة في حال ثبتت فعاليته.

5- الكركديه: يُصنَّف الكركديه من أنواع الشاي؛ فهو ينتمي إلى عائلةٍ من النباتات المعروفة بإنتاج أزهارٍ جميلة الشكل، وزاهية اللون. 

تُستخدَم كؤوسها لتصنيع شاي Roselle حامض الطعم، ويحتوي ذلك الشاي عدة فوائد صحية، منها خفض ضغط الدم عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاعه، وعلاج احتباس السوائل المعتدل؛ إذ أظهرت دراسة في عام 2012 قدرة الكركديه على المساعدة على زيادة تصفية الكلى، عند فئران التجارب.

وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع على فائدته كمُدرّ للبول عند البشر إلا أنَّ ميزاته الأخرى تجعل منه مشروبًا لا يُفوَّت.

6- الكراوية: هو نبات ذو أوراق ريشية الشكل؛ يُعرَف أيضًا بالكمون الفارسي أو meridian fennel، ويُضاف للكيك وبعض وصفات الحلويات، كما استُخدِم في الطب الهندي قديمًا لعلاج الاضطرابات الهضمية، وألم الرأس، والغثيان الصباحي عند النساء الحوامل، ووَصَفه الأطباء المغاربة مُدرًا للبول. 

أمَّا في الطب الحديث فقد أظهرت دراسة أنَّ تناول الفئران مشروب الكراوية زاد من إنتاج البول على مدار 24 ساعة بصورةٍ ملحوظة. وتُعدُّ تلك الدِّراسة الوحيدة من نوعها؛ لذلك نحتاج لمزيدٍ من البحوث قبل إثبات الأثر المُدر للكراوية خصوصًا عند الإنسان.

7- الشاي بنوعَيْه الأسود والأخضر: يحتوي الشاي بأنواعه المختلفة على الكافيين؛ ولذلك يُمكن تصنيفه بين المشروبات المدرة للبول، لكن قد لا يتأثر فيه الأشخاص جميعهم بالدرجة نفسها، فكما هو الحال مع القهوة، قد يقل التأثير المُدرّ عند الأفراد الذين يشربون الشاي بانتظام. 

8- حبة البركة: اشتهرت بخصائصها المُدرّة للبول، وقد أظهرت الدِّراسات على الحيوانات أنَّ مُستخلَص حبة البركة قد يزيد إنتاج البول، ويخفّض ضغط الدم عند الفئران الذين يعانون من ارتفاعه، الأمر الذي يُعزَى جزئيّا لتأثيره المدرّ. ومن الجدير بذكره أنَّ الجرعات المُستخدمَة في الدِّراسات كانت أعلى بكثيرٍ من الكميات المضافة عادةً في الحمية الغذائية، كما لم تُجرَى أية دراسات على البشر أو الفئران غير المصابة بارتفاع ضغط الدم؛ ما يعني حاجتنا إلى بحثٍ أوسع بما يتعلق بقدرة حبة البركة على إدرار البول. 

9- نبات العرعر: يعدُّ أحد النباتات دائمة الخضرة، وقد استُخدِم لإدرار البول منذ القرون الوسطى، لكنَّ الدِّراسات الحديثة التي أثبتت فوائده قليلة نسبيًا؛ إذ أشارت إلى تأثيره الفعال في زيادة حجم البول عند حيوانات التجارب.

ويتميز العرعر -مثل العديد من المدرات الطَّبيعيَّة- بالاقتصار على التخلص من الماء والصوديوم دون تقليل مستويات البوتاسيوم، وهو ما تفتقر إليه الأدوية الموصوفة طبيًّا. 

يُمكن الاستمتاع بتناول حبات العرعر أو شربه شايًا عشبيًّا أو إضافته مُنكّهًا لأطباق اللحوم.

يُرجى ملاحظة أنَّ نسبة المادة الفعالة قد تختلف من عشبةٍ إلى أخرى؛ لذلك من الضروري اقتنائها من مصادر موثوقة، واستشارة الطبيب المشرِف على حالتك قبل البدء بتناول أيّ مكملٍ عشبيّ.

ويُمكن اتباع بعض الممارسات البسيطة التي تساعد على التقليل من احتباس السوائل: 

1- ممارسة التمارين الرياضيَّة: قد يساعد النشاط الفيزيائي في التخلص من السوائل الفائضة عن حاجة الجسم عبر زيادة تدفق الدم إلى الأنسجة، وتحفيز التَّعرق. 

2- زيادة الكميَّة المُتناولة من بعض الشوارد: تساعد شوارد المغنيزيوم في تنظيم توازن سوائل الجسم، وقد أظهرت الدِّراسات قدرة مكملات المغنيزيوم الدوائيَّة على المساعدة على تقليل احتباس السوائل عند النساء اللواتي يعانين من متلازمة ما قبل الطمث.

من جهةٍ أخرى ينصح خبراء التغذية بتناول أغذية غنية بالبوتاسيوم؛ بسبب قدرته على زيادة كمية البول وتقليل مستويات الصوديوم مما يقلل من احتباس السوائل. 

3- الحفاظ على رطوبة الجسم: يجب الحرص على تناول كميات كافية من الماء؛ لتجنُّب التجفاف الذي قد يزيد خطر احتباس السوائل.

4- تقليل استهلاك الملح: قد تزيد الحمية الغنية بالملح من احتباس السوائل داخل الجسم؛ بسبب محتواها المرتفع من الصوديوم، ومن الضروري الانتباه إلى أنَّ الملح موجود بكثرةٍ في الأغذية المعلبة والوجبات الجاهزة، ولا يقتصر على الملح المُضاف إلى الطعام. 

5- الإكثار من الخضار والفواكه: تساعد بعض أنواع الخضار والفاكهة على إدرار البول، فضلًا عن غناها بالمغذيات الصغرى والسوائل والعديد من المركبات المفيدة الأخرى، ونذكر منها: البطيخ، والعنب، والتوت، والكرفس، والهليون، والبصل، والثوم، والفليفلة.  

حاولنا أن نستعرض أهم النصائح والأغذية المُساعدة في تخليص الجسم من السوائل الفائضة عن حاجته، وما يرافقها من أضرارٍ صحيَّة، وشعورٍ مزعجٍ بالوذمة، لكن تذكر عزيزي القارئ أنَّ النتائج ليست قطعية؛ إذ إنَّ الدِّراسات على البشر ما تزال قليلة، لذا يمكنك الاستفادة من محتويات المقال لتكون عوامل مساعِدة وليست بديلة عن الأدوية، خصوصًا في حال وجود دواعٍ طبيَّة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا