الفلسفة وعلم الاجتماع > ألـبـــومـات

النسويّة في عالم الفلسفة

يُنظر للحركة النسوية على أنّها التزام فكري وحركة سياسية تسعى إلى تحقيق العدالة للمرأة وإنهاء جميع أشكال التحيز ضدها. يعرض البحث النسائي مجموعة واسعة من وجهات النظر على الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وذلك بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية. لكنَّ هنالك اختلافات عديدة بين النسويات فيما يتعلق بالتوجه الفلسفي على الرغم من الالتزام المشترك بين هذه الحركات، فمتى نشأت الفلسفة النسوية ولِمَ؟ وهل تسعى النسوية فعلاً لعدالة اجتماعية، أم هي نوع آخر من التحيّز؟

تزامن ظهور مصطلح النسوية الفلسفية مع ظهور الحركة النسوية في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين؛ إذ بدأت النساء في عدة مجالات ومن ضمنها الفلسفة بطرح التساؤل عن ندرة مشاركة المرأة مهنيًّا في مختلف الميادين.

ويُعزى ذلك إلى النظرة الساخرة المنتشرة عن النساء على أنهن عاطفيات وغير عقلانيات وأقل ذكاءً.

سعتِ النسوية في هذا المجال للقضاء على الصور النمطية المنحازة جنسيًّا؛ وهي النظر إلى الرجل الفيلسوف على أنه عقلاني جدًّا ومستقل، في حين لا تؤخذ المرأة الفيلسوفة بعين التقدير إلا إذا فكرت كرجل.

قوبل النشاط الفلسفي النسوي في معالجة قضايا المرأة حتى نهاية القرن العشرين بالتجاهل؛ مع وجود محاولات قليلة متناولة قضية المرأة من بينها آراء كلٍّ من "جون ستيورات مِل" في عمله (استعباد النساء) و"سيمون دو بوفوار" في كتابها (الجنس الثاني).

ومن بين المدارس النسوية العديدة؛ ظهرت المدرسة الراديكالية التي وجَّهت نظر المرأة إلى النشاط الجنسي وتباين السيطرة التي تعم العلاقات في الثقافات الأبوية، إضافةً إلى نزوع الرجل لتشييء جسد المرأة، وعدّها مصدرًا للإثارة الجنسية لا أكثر.

صبّت الحركات النسوية تركيزها في البداية على تغيير النظرة السائدة للمرأة في النظم الاجتماعية القريبة كالأهل والأصدقاء، وذلك لترسيخ أهمية كل فرد بوصفه كياناً فريداً بذاته، وليس بالنظر إليه إنسانًا أنموذجيًّا.

كانت كل التيارات الفلسفية والاجتماعية النسوية متفقة على أن تبعية النساء تبلورت عبر التاريخ كونهنَّ نشأنَ في بيئات تُحجمهنَّ وتملي عليهن واجباتهن، فالأطفال يقبلون الأعراف الاجتماعية مهما كانت؛ نظرًا لعدم قدرتهم على تحديد صحتها من عدمها.

تُستَغَل المعايير الجنسية المزدوجة من قِبل الرجال لتكريس مرؤوسيتهم على المرأة، فالمرأة تجد نفسها منذ الصغر ملزمة من قِبل المجتمع بالاعتناء بجمالها، وحينما تنضج؛ يبدأ الرجل باستخدام هذه الاهتمامات للسخرية من النساء وعدِّهنَّ كائنات سطحية.

أصرت النسويات الاشتراكيات على ضرورة التدبير المنزلي المجاني الذي يُتَوقع أن تؤديه النساء وأنّه لا يقل أهمية عن بقية الأعمال الأخرى؛ لكنهُنَّ يُصنِفنَّ التقسيم الجنسي الذي يحصر العمل المنزلي بالمرأة بأنه استغلالي.

أجمعت التيارات الفلسفية النسوية بأطيافها كافة على أن القضاء على الصور النمطية عن ضعف المرأة وتبعيتها لا يتحقق إلا بالاتحاد والاستخدام الفعلي لقوتهم الكامنة بالقدرة على العمل والاختيار.

المصادر:

1- هنا

2- هنا