علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

كيف تحصل على تركيز أفضل؟

يُعدُّ التركيز مهارةً يمكن تعلمها، وكما المهارات الأخرى؛ فإنَّ تقنيات زيادة التركيز تحتاج إلى التدرب. غالبًا ستبدأ بملاحظة الفرق في غضونِ أيام قليلة، ثمَّ سوف تلاحظ تحسُّنًا كبيرًا في خلال 4 إلى 6 أسابيع من التمرن، وهي مدة قليلة لإنجاز الفارق في التركيز مقارنةً بسنين طويلة من التشتت.

ما هو التركيز؟ 

يُعرَّف التركيز بأنَّه توجيه الشخص لتفكيره في الاتجاه الذي يريده.

ما هي أفضل طرائق زيادة التركيز؟

1- الموسيقا:

لربَّما تساءلت سابقًا: هل من المفيد الاستماع للموسيقا في أثناء الدراسة؟

يؤدي الاستماع للموسيقا إلى مزاج أفضل؛ ومن ثمَّ الدراسة على نحو أفضل، ولكن من ناحية أخرى سوف تسبِّب الموسيقا التشتيتَ ممَّا يجعل الدراسةَ أصعب. 

يكمن الحل هنا في اختيار نوع الموسيقا، إذ أجرى الباحث الأسترالي (Bill Thompson) عملًا لكشف التأثير الذي يربط هذين العامل: المزاج والتشتت، فطلب من المشاركين أن يصغوا في أثناء تأدية المهام لأنواع مختلفة من الموسيقا: سريعة أو بطيئة، صاخبة أوهادئة.. وقد أظهرت النتيجة أنَّ النقص في جودة الأداء كان يحدث في خلال الاستماع لنوع الموسيقا السريعة والصاخبة.

إذًا؛ ما هي الموسيقا التي يُفضَّل الاستماع لها عند الدراسة؟

نوع الموسيقا التي لا تكون سريعةً أو صاخبة، كذلك يُفضَّل ألَّا تكون موسيقا مترافقة مع الكلمات؛ إذ يمكن للكلمات أن تسبِّب تشتيتًا للذاكرة العاملة* "working memory" التي تُستخدم في أثناء الدراسة.

2- تقييم مستوى التركيز

إنَّ أول خطوة لتحسين تركيزك هي مراقبته وتقييمه؛ سجِّل متى تكون في أعلى مستوى، ومتى تكون في أخفض مستوى. استخدم المستوى الأعلى من التركيز لدراسة الأجزاء الصعبة، والمستوى الأدنى لدراسة الأسهل.

3- كن هنا الآن:

على الرغم من كونها إستراتيجة بسيطة؛ فإنَّها قد تكون الأكثر فعالية. عندما تلاحظ تشتُّتَ أفكارك فقط قل لنفسك بهدوء: "كن هنا الآن" لإبعاد التركيز عن الأفكار الأخرى والتركيز في الحاضر، ويُفضَّل أن يكون أسلوبك هنا بعيدًا عن القسوة، لأنَّ إجبار نفسك للعودة إلى تركيزك بقوة له مفعولٌ عكسي؛ إذ إنَّ محاولة إخراج فكرةٍ ما من رأسك -بشدة- سوف يجعلها أكثر إلحاحًا من قبل. 

قد تستمر بتكرار ذلك مئاتِ المرات في الأسبوع، لكنَّ زمن التشتت سيصبح أقلَّ مع مرور الوقت.

4- ابتعد عمَّا يشتِّتك:

قد تبدو نصيحةً بديهية، ولكن مع ذلك تُعدُّ ضروريةً للغاية.

مثل الهاتف والصور وأوراق مادة أخرى، فمن الأفضل أن توجِّه تركيزَك نحو شيء واحد فقط .

يمكن تشبيه التركيز ببقعة من الضوء؛ إن أضاءت في منطقة محددة فسوف تبدو الأشياء أكثر وضوحًا.

5- خصِّص وقتًا للقلق:

هناك دراسات تُظهر أنَّ الشخص الذي يخصِّص وقتًا للقلق يصبح أقلَّ قلقًا بنسبة 35% في خلال أربعة أسابيع، فالتفكير بالأشياء التي تشتِّتك وتقلقك مدةَ خمس دقائق يوميًّا سوف يبعدها عن تفكيرك باقي اليوم. إذًا، عندما تأتيك أيَّة فكرة مزعجة؛ ذكِّر نفسَك فقط أنك سوف تفكر بها مليًّا في خلال الوقت المخصص للقلق.

6- استرح وكافئ نفسَك:

إن كنت تتساءل عمَّا عليك فعله في خلال استراحتك؛ فإنَّ الجواب الأفضل هو تزويد عقلك بالأوكسجين. تجوَّل في الغرفة في أثناء استراحتك كي تغذِّي دماغَك بالأوكسجين، إضافة إلى تحريك الدورة الدموية، وهذا ما سوف يجعلك أكثرَ انتباهًا. من المفضل أخذ استراحة بعد 20-35 دقيقةً من التركيز، وأن تقدِّم لنفسك مكافأةً كلَّما أنهيتَ مهمة.

7- إستراتيجيات أخرى:

- تقسيم المهمة الكبيرة إلى عدة مهام صغيرة.

- التخطيط للعمل قبل الشروع فيه.

- تدوين كل ما يسبِّب الشرودَ على ورقة.

- عندما تشعر بالملل؛ حاول أن تغيِّر عملَك كي لا تفقد تركيزَك.

إنَّ العمل لبناء تركيز ذهني ليس أمرًا يحدثُ بين ليلة وضحاها، ولكن إن كنت تجد صعوبةً في تحقيق أهدافك وتجد نفسك مشتَّتًا بتفاصيل ليست مهمة؛ قد يكون الآن هو الوقت المناسب لتمنح وقتك قيمةً أعلى، فمن خلال بناء التركيز الذهني ستجد نفسَك قادرًا على الإنجاز أكثر، والتركيز على الأمور التي تعطي لحياتك النجاحَ والفرح والرضا.

----------------------------------------------------------------

*الذاكرة العاملة "working memory": نوع من أنواع الذاكرة قصيرة الأمد.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا