الطب > ألـــبــــومــــات

الأمراض الجلدية الخاصة بالحمل (الجزء الأول)

تحدث الكثير من التغيرات لجسم المرأة في أثناء الحمل، ولعلّ التغيرات الجلدية المصاحبة لفترة الحمل باتت مألوفةً لعامّة الناس، ولكن؛ متى نعدّ التغيرات الجلدية مرضيةً وتتطلب زيارة عاجلة للطبيب بحثًا عن التشخيص والعلاج؟ وهل تشكّل هذه الأمراض الجلدية خطورةً  على الأم أو الجنين؟ 

تعرفوا معنا في هذا الألبوم إلى الحالات المرضية الجلدية التي تحدث في فترة الحمل -على وجه الخصوص- وآثارها الجانبية في الجنين.

إن التمييز بين التغيُّرات الفيزيولوجية التي تحدث لجلد المرأة في أثناء فترة الحمل والأمراض الجلدية أمرٌ مهم، وذلك لما لهذه الأمراض من تبعاتٍ خطرة على المريضة وجنينها إن لم تُشخَّص وتُعالَج على النحو الصحيح.

شبيه الفقاع الحملي (pemphigoid gestationis)

اضطرابٌ مناعي ذاتي، وهو مرضٌ نادر الحدوث وشديدُ الحكة. عادةً ما يصيب الحامل في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، لكنّه قد يحدث في أول الحمل أو بعد الولادة، وقد يتفاقم في أثناء الدورة الشهرية أو أثناء تناول موانع الحمل الفموية. 

يظهر شبيه الفقاع الحملي بشكل حطاطاتٍ شرويّة شديدة الحكة يليها تكوُّن حويصلات يزداد حجمها لتكوّنَ فقاعات كبيرة تنتشر على خلفية حمراء ملتهبة ومتأججة من الجلد، ومن أكثر الأماكن شيوعًا لانفجار هذه الحويصلات هي المنطقة حول السرّة عادةً، ثم ينتشر ليغطي البطن، وقد يظهر على الأخمصين وراحة الكفين والفخذين أيضًا.

العلاج: 

عادةً ما يختفي الطفح في أسابيع أو أشهر بعد الولادة دون علاج؛ فهو من الأمراض المحددة لذاتها، ولكنّه قد يعاود الظهور في الأحمال التالية.

وقد يحتاج العلاجَ أحيانًا، وذلك اعتمادًا على مدى انتشار المرض وشدّته؛ إذ تُعدّ مثبطات المناعة -من ستيروئيدات وغيرها- ركائزَ أساسية للعلاج.

يؤثر مرض شبيه الفقاع الحملي في سلامة الجنين؛ فقد يظهر طفحٌ جلديٌّ على جسم الرضيع عند الولادة، ولكنه يكون أقلَّ حدّة من طفح والدته، إضافة إلى خطر الولادة المبكرة وصغر حجم الجنين وولادته مشوّهًا. 

 الطفح الحملي المتعدد الأشكال (polymorphic eruption of pregnancy) 

يظهر الطفح الحملي على البطن متمركزًا حول التشققات البطنية الحملية مع تجنبه لمنطقة السرة، ثم ينتشر لاحقًا ليشمل الأفخاذ والظهر والأرداف، ويتّسم بحكته الشديدة وتغيّر أشكاله مع تطور المرض من حويصلاتٍ واحمرارِ الجلد (حمامى) وطفحٍ شروي.

لا يؤثر الطفح الحملي المتعدد الأشكال في سلامة الجنين، ولا يحتاج إلى العلاج؛ فهو من الأمراض المحددة لذاتها أيضًا، ولكن قد تُوصَف مضادات الهستامين والستيروئيدات الموضعية لتخفيف الحكة والسيطرة على الأعراض.

الركودة الصفراوية داخل الكبدية الحملية:

اضطرابٌ كبدي يتسبب بحكة شديدة وآفات جلدية ثانوية ويظهر في الثلث الأخير من الحمل، ويُعتقَد أنّ المسبب الأساسي لحدوثه هو التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل، إضافة إلى الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية.

لا يصاحب هذا النوع من الأمراض طفحٌ جلديٌّ في بدايته، بل تكون الحكة الشديدة هي العرض البدئي، ثم تظهر خدوشٌ وحبوبٌ صغيرة -خصوصًا في الذراعين والساقين- جرّاءَ الحكة الشديدة، وتبدأ الحكة في الراحتين والأخمصين، ثم تنتشر لتشمل الجسم كاملًا، وقد يصاحبه اصفرارٌ في الجلد واختلالٌ في وظائف الكبد.

العلاج:

يُستخدَم حمض "اليورو دوكسي كوليك" لخفض مستويات الحموض الصفراوية في الدم والتخفيف من الحكة، ويمكن استعمال المرطبات الموضعية لتخفيف الحكة، ولكن؛ لا يوجد دليل علمي يدعم فائدتها، وقد تُستخدَم الأشعة فوق البنفسجية في الحالات المستعصية.

لعلّ من أكثر الآثار السلبية شيوعًا للركودة الصفراوية هي الولادة المبكرة، أو ولادة جنين ميت. كذلك قد تؤدي الركودة الصفراوية فترةً طويلة إلى نقص فيتامين K، ومن ثم حدوث مشكلات في تخثّر الدم لدى الأم والجنين معًا؛ مما يجعل المراقبة الدورية عند الطبيب أمرًا ضروريًّا بعد الولادة. 

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا