الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

لعلاج الصدفية؛ هل نسأل مجرِّباً أم حكيماً؟

يُصنَّف داء الصّدفيّة (Psoriasis) مرضاً مناعيّاً يصيب بعض الأشخاص المؤهَّبين وراثيّاً؛ ويظهر على شكل بقعٍ جلديّةٍ حرشفيّةٍ متقشرّة حمراء اللون ومؤلمة ونازِفة أحياناً، تترافق مع سماكة أظافر الأطراف، ووذمات وتصلُّب في المفاصل. وتختلف شدّة ومدّة ظهور الأعراض من شخصٍ لآخَر، وتتبدّل عند الشخص نفسه، فقد تتحسّن أو تختفي نهائياً لفتراتٍ معينةٍ، وتتهيّج في فتراتٍ أخرى. ولم يتوصَّل إلى علاجٍ نهائيٍّ للمرض، إنّما تستهدف الأدوية المتوفّرة -مثل الكريمات الستيروئيديّة- تخفيف حدّة الأعراض (وللمزيد حول هذا المرض وأعراضه هنا ).

 ويفضِّل الكثيرون استخدام وصفاتٍ طبيعيّةٍ إضافة إلى الأدوية التقليدية تعتمد على بعض أنواع المواد الغذائية؛ فقد لاحظ بعض المرضى وجود تحسُّن في الحكّة والتهيُّج الجلديّ في فروة الرأس عند دهنها بخلّ التفاح عدّة مرّات في الأسبوع، بفضل ما يتمتّع به من خصائص مطهّرة، لكن لم تُجرَى أيّة دراساتٍ تدعم استخدام خل التفاح لعلاج الصدفيّة، لكن يُنصَح المرضى إذا كان لابدّ من استخدامه، بتمديده بكميّات مساوية من الماء، وغسل الشعر بالماء مباشرةً بعد جفافه، ويجب الاعتدال في الكميّة بسبب الشّعور الحارق الذي قد يسبّبه، والامتناع عنه نهائيّاً عند وجود تشقّقات أو نزوف أو جروحٍ مفتوحةٍ، لتجنُّب زيادة الألم والتهيُّج.

ولا يقتصر الأمر على خلّ التفاح، إذ يُستخدم عادة بعض المواد الطبيعية التي دُعِمَت بعضها بالأبحاث العلمية ونذكر منها:

الألوفيرا Aloe vera: 

يُستخلَص عصير الألوفيرا من نبات الألوفيرا وهو أحد النباتات الصّباريّة؛ وعصير الألوفيرا عبارة عن مادةٍ هلاميّةٍ ترطِّب الجلد وتساعد في علاج الحروق والجروح، وتخفِّف التهيُّجات المرافِقة للصدفيّة. ويمكن عصرُها مباشرةً من أوراق النبات. أُجريَت دراسة عن فعاليتها للصدفية ولكنها غير كافية لحسم الأمر. وللمزيد عن الألوفيراهنا

هنا

الكابسيسين Capsaicin:

تُدعى المادة الكيميائيّة التي تعطي الفلفل طعمه الحادّ بالكابسيسين، وأثبتت الأبحاث أنّ إضافتها إلى الكريمات الموضعيّة المُستَخدمة في علاج الصدفيّة، يساعد على تقليل الالتهاب والتهيُّج الجلديّ.

أملاح البحر الميت أو الأملاح المُرّة (Epsom) :

إنّ إضافة هذه الأملاح إلى مغطَس ماءٍ دافئٍ، قد يساعد على تخفيف الحكّة والانزعاج، عن طريق دفع السوائل الموجودة داخل الأنسجة المتوذِّمة إلى خارجها. ومن الضّروري دهن الجلد بمرطِّب بعد الانتهاء من استعمال الملح. أُجريَت دراسة صغيرة عن فعاليتها ولكنها تحتاج المزيد من البحث.

الشّوفان:

يُعدّ الشّوفان مهدّئ جلديّ طبيعيّ، يُستَخدم غالباً مع الأمراض الجلديّة المترافقة مع الحكّة، مثل جدريّ الماء وداء الصدفيّة. ويمكن إضافة الشّوفان مباشرةً إلى ماء الاستحمام أو وضعه داخل قطعة قماش ثمّ غمرها بالماء، أو تدليك الجلد بها بكلّ لُطف، أو حتى تحضير عجينة الشوفان، واستخدامها على البُقَع أو المناطق المسبّبة للحكّة.

الزعفران Turmeric والكركم Curcumin: 

أظهرت بعض الدّراسات، أنّ محتوى الزعفران والكركم من مضادّات الأكسدة، ومضادّات الالتهاب عال. ويمكن إضافة الكركم إلى خلطات التوابل، أو تناوله مكمِّلاً غذائيّاً.

في الختام يجب التأكيد أن استخدام بعض هذه المواد مثل خل التفاح يفتقر إلى الأبحاث التي تُثبِت فعاليّتها في علاج الصدفيّة، وينطبق ذلك على معظم أنواع العلاج المنزليّة، التي يمكن أن تسبّب نتائج عكسيّة، مثل التّداخل مع أدوية أخرى يتناولها المريض، أو ردّات فعلٍ تحسّسيّة، لذا من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام المكمّلات أو الأعشاب، خاصةً للفئات الحسّاسة مثل الحوامل والمرضعات، والأشخاص ذوي السّوابق المرضيّة. والتوقُّف فوراً عن الاستخدام عند ملاحظة أيّ آثارٍ جانبيّة. 

وتذكّر دائماً.. نصيحة المُجرِّب قد تنطبق عليه فقط! في حين ترتكز نصيحة الطبيب على دراسة الأنسب لحالتك.

المصادر:

هنا

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا