الطبيعة والعلوم البيئية > علم الأرض

كيف يتشكل الألماس؟

يعتبر الألماس أحد أهم الأحجار ذات القيمة التجارية العالية، وكلمة الألماس مشتقة من كلمة يونانية قديمة هي Adamas التي تعني الصلابة. يوجد نوعان من الألماس؛ النوع الطبيعي وهو موضوع بحثنا والألماس الصناعي الذي يتم تحضيره عن طريق عمليات معقدة وطويلة تحت حرارة وضغط عاليين وذلك بتحويل الكربون الى الألماس بشكله الكريستالي.

نظريات تشكل الألماس :

خلافاً لما يعتقده الكثير من الناس فإن الألماس لا يتشكل دائماً من الفحم، إذ أن معظم الألماس الذي تم تأريخه "أي تحديد عمره" كان عمره أكثر بكثير من عمر نباتات الأرض والتي هي مصدر مواد الفحم. كما أن الفحم صخر رسوبي يتشكل ضمن صخور أفقية أما الألماس يكون مترافقاً مع الصخور النارية على شكل أنابيب شاقولية.

ولتشكل الالماس نظريات أربع:

1- تشكل الألماس في معطف الأرض:

يعتقد الجيولوجيون أن توضعات الألماس قد تشكلت في معطف الأرض ومن ثم انتقلت الى السطح بواسطة الانبثاقات البركانية العميقة. تتكون هذه الانبثاقات من الكمبرليت واللامبرويت ويكون الألماس متراقفاً معها وعندما يصل الألماس إلى سطح الأرض يتعرض لعمليات الحت والتجوية (أي أن الألماس ينفصل عن الكتل البركانية تحت تأثير التغيرات الجوية والحرارية بالإضافة لتأثير غاز ثاني أوكسيد الكربون).

من المهم الإشارة إلى أن الألماس يكون قبل خروجه إلى سطح الأرض مع الانبثاقات البركانية معرّضاً لضغط وحرارة عاليين جداً وهي شروط أساسية لتشكله في باطن الأرض ضمن المعطف على عمق 150 كم. وبالنسبة للفحم الذي كان من المعتقد أنه أصل الألماس فهو صخر رسوبي كما أشرنا يتشكل من تفحّم التوضّّعات النباتية على الأرض ومن النادر تواجده تحت سطح الأرض على عمق أكثر من 2 ميل (حوالي 3.2 كم)، فهل من المعقول أن الفحم انتقل من قشرة الأرض إلى الأعماق حيث تشكل الألماس؟

2- تشكل الألماس في مناطق الاندساس:

وُجدت حبيبات من الألماس في الصخور التي اندسّت عميقاً ضمن المعطف بواسطة العمليات التكتونية ومن ثم عادت الى السطح كما أشرنا سابقاً. يحدث تشكل الألماس في صفائح الاندساس على عمق 80 كيلومتراً تحت السطح وبدرجة حرارة أقل من 200 مئوية كما وجدت إحدى الدراسات للألماس المكتشف في البرازيل قطعاً صغيرة جداً منه ضمن صخور تعود إلى قشرة محيطية، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفحم من الممكن أن يكون هو المصدر الكربوني المحتمل لهذا الألماس.

3- تشكل الألماس في المواقع المتأثرة بهبوط النيازك والشهب:

عند اصطدام النيازك والشهب أو الكتل الضخمة من الكويكبات الأخرى فإنه تتولد درجات حرارة عالية جداً بالإضافة لضغط هائل في المناطق المتأثرة، مثلاً: عند اصطدام كتل ضخمة بالأرض فإنها تستطيع رفع كتل بسرعة 15 إلى 20 كم بالثانية، أضف إلى ذلك أن المناطق المتأثرة تصدر طاقة محترقة تعادل مليون قنبلة نووية وحرارة تعادل الحرارة الموجودة على سطح الشمس. الحرارة والضغط الهائلين كافيان لتشكيل الألماس. دُعمت هذه النظرية بقوة خصوصاً عند اكتشاف حبيبات الألماس في المناطق المتأثرة بهبوط الشهب كما في ولاية أريزونا.

4- تشكل الألماس في الفضاء:

حيث وجد باحثو وكالة ناسا الفضائية عدداً ضخماً من كتل الألماس الصغيرة في الشهب (حوالي 3% من الكربون الموجود في هذه الشهب يحتوي على قطع صغيرة جداً من الألماس).

أخيراً نلاحظ بعد استعراض سريع لهذه النظريات أن الفحم لا يلعب دوراً مهماً جداً في تشكل الألماس وذلك لاعتبار مهم هو أن معظم الألماس المتشكل في أعماق الأرض يعود الى عصر البريكامبري (قبل4600 مليون سنة) وكامبريان ( قبل 542 مليون سنة). أما أقدم النباتات التي ظهرت على الأرض فتعود إلى عمر 450 مليون سنة وهي –أي النباتات- المصدر الرئيس للفحم.

المصدر:

هنا