الفيزياء والفلك > سلسلة أضخم التلسكوبات على الأرض

التلسكوب الأوروبي بالغ الكبر E-ELT

التلسكوبات بالغة الكبر تعتبر عالميا من أهم الأولويات ضمن مجال الفلكيات الأرضية ، فهي سوف تحسن على نحو كبير المعرفة الفلكية ، مما يسمح بدراسات تفصيلية عن مواضيع تتضمن الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى ، و الأجسام الأولى في الكون والثقوب السوداء فائقة الضخامة وطبيعة وتوزع كلا من المادة المظلمة والطاقة المظلمة اللتان تهيمنان على الكون .

أكثر من 100 فلكي من كل الدول الأوروبية شاركوا خلال عام 2006 في مساعدة المرصد الأوروبي الجنوبي ESO على إنتاج تلسكوب عملاق ، وقيموا بكل دقة كلا من الأداء والتكلفة والجدول الزمني والمخاطر .

بدأ المهندسون ببناء التلسكوب الأوروبي بالغ الكبر The European Extremely Large Telescopeفي وقت مبكر من عام 2014 على قمة جبل سيرو أرمزونس في صحراء أتاكاما شمال التشيلي على ارتفاع 3060 متر .

التلسكوب بالغ الكبر E-ELT هو مفهوم ثوري جديد في مجال التلسكوبات الأرضية ، حيث أنه بمرآته الرئيسية والتي يبلغ قطرها 42 متر سيكون ذلك التلسكوب من اكبر التلسكوبات في العالم التي تعمل ضمن مجال الضوء المرئي ومجال الأشعة تحت الحمراء القريبة ( optical / near-infrared ) ما يجعله بالفعل ( العين الأعظم للعالم نحو السماء ).

ومع بدء عملية التشغيل المخطط لها أن تكون في وقت باكر من العقد القادم ، فان تلسكوب E-ELT سيعالج اكبر التحديات العلمية في عصرنا الحالي ، ويواجه عدد من المهمات البارزة ، تتضمن تعقب الكواكب الشبيهة بالأرض والتي تدور حول نجوم أخرى ضمن ما يعرف فلكيا بالمناطق الصالحة للحياة ( habitable zones ) "وهي منطقة حول نجم ما حيث يوجد كوكب له حجم كوكب الأرض وذو تركيب مشابه له ويحتوي ماء على سطحه " وذلك ما يعتبر بمثابة واحد من الكؤوس المقدسة بالنسبة لعلم الرصد الفلكي الحديث .

كما انه سيؤدي دوره فيما يعرف بعلم الآثار النجمي (stellar archaeology ) " وهو علم دراسة التاريخ المبكر للكون " وذلك ضمن المجرات القريبة ، بالإضافة لمساهمته الأساسية في علم الكونيات عن طريق قياسه لخصائص النجوم الأولى وسبره لطبيعة المادة المظلمة والطاقة المظلمة ، وبالتالي ستظهر أسئلة جديدة غير متوقعة بل لا يمكن التنبؤ بها وذلك نتيجة للاكتشافات الجديدة التي سيظهرها التلسكوب بالغ الكبر E-ELT.

ومن ضمن الأهداف العلمية العامة لهذا التلسكوب ذو الفتحة الكبيرة دراسته للمجرات ذات الانزياح الأحمر العالي(أي المجرات البعيدة) ، وكذلك دراسته لتشكل النجوم وأنظمة الكواكب الخارجية والكواكب الأولية .

وللدلالة على أهمية ذلك التلسكوب فلا بد أن تعلم بان التلسكوب بالغ الكبر E-ELT سيحشد ضوء أكثر بمئة مليون مرة من ما تحشده عين الإنسان ، وأكثر بثمانية مليون مرة من تلسكوب غاليلو ، وفي الواقع فان تلسكوب E-ELT سيحشد ضوء أكثر من كل التلسكوبات ذات النوع ( 8-10) متر المتواجدة على الكوكب مجتمعة .

المصادر:

هنا