علم النفس > القاعدة المعرفية

متلازمة أليس في بلاد العجائب

قصص كثيرة رافقت غفوتَنا في الطفولة، منها ما كان مجرد كلام يمهد لساعات نوم طويلة، ومنها ما حملت في طياتها قيمًا وأفكارًا علمتنا كثيرًا، ومنها قصص أبَتْ أن تفارقنا حتى بعد نهاية سردها وراحت ترافقنا في نومنا لتكمل أحداثَها تحت الجفون، لعل أشهر هذه القصص قصة أليس في بلاد العجائب.

في مقالنا هذا لن نسرد القصة؛ وإنما سنتناولها من زاوية دقيقة جدًّا.

قُدِّم مصطلح أليس في بلاد العجائب في عام ١٩٥٥ من قبل الطبيب النفسي البريطاني (جون تود) كاتب القصة؛ إذ كشف عن طريقها أعراضَ هذه المتلازمة التي جسَّدها ببطلة قصته فبدت وكأنها طفلة تشعر بتغير حجم جسدها وينتابها الشعور بالارتفاع والخروج من الزمن فمثّلها كاتبها وكأنها غير آبهةٍ بمرور الوقت. وهكذا وبعد أن مرَّ على القصة ستون عامًا من الغموض باتت تحظى بالاهتمام العالمي؛ إذ أصبحت هذه الأعراض التي سُرِدت في القصة لامعةً في مجال علم النفس بعد أن كُشِفت سريريًّا عند بعض الأشخاص، فهي تختلف عن أعراض الفُصام أو متلازمات الهلوسة.

بعدها أُجريت دراسات كثيرة صرّحت عن طريق نتائجها عن وجود هذه المتلازمة أو هذا المرض -إن صحّ التعبير- بين الأمراض النفسية؛ فهو اضطراب يتميز بتشوهات في الإدراك البصري وحركة الجسد واستيعاب الزمن لكون هذا الاضطراب الإدراكي يؤثر في الآليات الحسية الترابطية في الدماغ ويؤدي إلى شرخ بين العالم الداخلي للشخص وبين عالمه الخارجي (المحيط).

إضافة إلى بعض الأعراض المرافقة التي شرحتها دراسة أُدّيت على طفلة بعمر الثماني سنوات؛ إذ عانت:

وذُكر أنها ممن كان يعاني صداعًا يوميًّا وضغطًا مستمرًّا في رأسها، وقد دعمت هذه الفكرة أبحاثًا طبية وطدت العلاقةَ بين متلازمة أليس والصداع النصفي وخاصة عند الأطفال.

وأمّا في الختام؛ فلا بدّ لنا من الإشارة إلى ما أعلنت عنه بعض الأبحاث: "كاتب القصة كان يعاني الصداعَ النصفي ومن الممكن جدًّا أن يكون ممن أصيب بأعراض المتلازمة".

وهنا يطرح السؤال نفسه: هل كانت قصة أليس مرآةً عاكسة لحياة كاتبها؟

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا