الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

قد يكون تناول الحشرات أكثر فائدة مما تتخيل!

إذا أردت الحفاظ على أمعاءً سليمة وصحيّة، قد تكون الحشرات أفضل ما تضعه في قائمة طعامك، فقد أظهرت دراسة جديدة أنَّ مضغ الحشرات الغنيّة بالبروتينات قد يزيد من الجراثيم المفيدة في أمعائك، وقد يخفف من الإصابة بالالتهابات. 

يشعر معظم الناس بالقرف لمجرّد فكرة تناول الحشرات، لكن  تتزايد الدراسات التي تقول أنَّ هذا التوجه يمثّل المستقبل في الغذاء.

تعد زيادة أعداد المواشي بنحو متناسب مع تضخم أعداد السكان أمرًا في منتهى الصعوبة، ويشكّل تحديًّا بيئيًّا؛ لأن ذلك سيحتاج مساحاتٍ واسعة من الأراضي وكميّة كبيرةً من المياه، إضافة لما سينتج عن ذلك من تحرير كميّات هائلةٍ من غاز الميتان في الجو. 

وتعدّ الحشرات مصدرًا متاحًا للغذاء لدى الإنسان لأنها تشكّل -بحسب تقديراتٍ- على الأقل جزءًا من النظام الغذائي لقرابة ملياري إنسانٍ حول العالم. وبحسب العلماء فإنَّ أجسامنا قادرة على هضم هذه الحشرات جيدًا، إضافة إلى أنّ الحشرات غنية بالمغذيات مثل البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية والدهون المفيدة.

وحسب (Valerie Stull) اختصاصي التغذية في مركز الدراسات البيئية في جامعة (Wisconsin-  Madison Nelson) هناك اهتمام كبير حاليًّا بالحشرات القابلة للأكل، إذ يحظى الأمر بالاهتمام في أوروبا والولايات المتحدة مصدرَ بروتينات دائم وصديقًا للبيئة بالمقارنة مع المواشي التقليدية.

تحتوي بعض الحشرات أيضًا على الألياف كألياف الكيتين (chitinous fibre) في قشرتها الخارجية، وتختلف هذه الألياف عن الألياف الموجودة في الفواكه والخضار والحبوب. وبما أن الألياف الغذائية تشجع على نمو الجراثيم المفيدة في الأمعاء (الفلورا المعوية) والبروبيوتيك، فكيف سيكون تأثير ألياف الحشرات في الفلورا المعوية؟

وظف الباحثون 20 شخصًا بالغًا سليمًا بعمر 18- 48 عام لمدة أسبوعين؛ إذ جعلوا نصف هؤلاء المشاركين يأكلون كعكًا أو مخفوقًا يحوي 25 غرام من بودرة الجداجد (صراصير الليل Crickets) على وجبة الفطور، في حين تناول النصف الآخر الكعك أو المخفوق دون بودرة صراصير الليل، ثم تلا ذلك مدة أسبوعين من الغذاء العادي الخالي من الصراصير لإعادة ضبط الجسم، ومن ثم تبادلت المجموعتان الأدوار. ولم يكن المشاركون أو الباحثون يعلمون أيَّ مجموعة كانت تتناول الصراصير. وفي فترة التجربة، كانت تؤخذ عينات دم وبراز من المشاركين، وملؤوا استبيانًا قبل التجربة وآخر بعدها واستبيانًا في نهاية فترة تناول الصراصير؛ إذ روقبت وظائف الكبد والأنزيمات الالتهابية في عينات الدم، وفُحِص البراز من أجل أي تغييرات في الفلورا المعوية والمواد الالتهابية في السبيل الهضمي.

لم يصرّح أي من المشاركين في استبياناتهم عن إحساسه بأي تغيير، ولم يجد الباحثون تغييرات إجماليّة أو آثارٍ جانبية في تحاليل الدم والبراز. بل وجدوا زيادة في الأنزيمات الاستقلابية المسؤولة عن صحة الأمعاء، وانخفاضًا في أحد البروتينات الالتهابية في المصوّرة يدعى البروتين عامل النخر الورمي-ألفا (TNF-alpha) وهو بروتين مرتبط بعدة أمراض كالسرطان والاكتئاب وداء ألزهايمر وأمراض الأمعاء الالتهابية. ووجدوا ارتفاعًا ملحوظًا في جرثومة تدعى (Bifidobacterium animalis) بمقدار 5.7 أضعاف، وتعد هذه الجرثومة مفيدة وتؤدي دورًا في الاستجابة المناعية وصحة الجهاز الهضمي عمومًا.

وبالتأكيد تعد هذه الدراسة التي نشرت في مجلة  (Scientific Reports) صغيرة ومحدودة، ويحتاج التأكد من هذه النتائج لدراسات أكبر وأعمق. ويبشر الأمر بالخير ويبدو أن هناك المزيد من الفوائد لتناول الحشرات.

ريثما يأتي ذلك الوقت، إذا أردت تناول بعض الجراد، فلا تتردد.

المصادر:

هنا

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا