الطب > مقالات طبية

الأورام الدماغية الجزء الأول ( الأورام السحائية)

يمكن تقسيم الأورام الدماغية إلى فرعين رئيسيين:

الأورام التي تنتقل إلى الدماغ من سرطان بدأ في مكان آخر في الجسم، وهي التي تسمى (النقائل أو السرطانات الثانوية)، والأورام التي تنشأ من أنسجة الدماغ وهنا تسمى (الأورام البدئية).

فيما يخص السرطانات الثانوية؛ تكون خلايا السرطان مكونة من خلايا شاذَّة تابعة للنسيج الذي أتت منه، فمثلًا في حال وجود سرطان في الرئة وانتقل إلى الدماغ؛ يكون الورم الذي تشكَّل في الدماغ مكونًا من خلايا رئوية شاذَّة. ويعتمد علاج هذا النوع من الأورام على نوع السرطان البدئي الذي أتت منه النقائل وعلى مدى انتشاره في الجسم وأيضًا يعتمد على تأثره بالعلاجات السابقة.

أما الأورام التي تنشأ فعلًا من الخلايا الدماغية؛ فهي تُصنَّف اعتمادًا على نوع الخلايا التي نشأت منها. سنتحدث عن أحدها في هذا المقال؛ وهو الورم السحائي (Meningioma).

الورم السحائي:

ينشأ هذا الورم من طبقة نسيجية تُحيط بالدماغ والنخاع الشوكي تُدعى "السحايا"؛ فهو بذلك عندما ينمو يدفع الدماغَ؛ أي لا ينمو ضمنه. وقد تصل هذه الأورام إلى أحجام كبيرة. ويُشكَّل الورم السحائي قرابة 20% من الأورام البدئية في الدماغ، ولحسن الحظ يُعدُّ معظمها من الأورام الحميدة؛ وذلك لأن نموها بطيء وقابليتها للانتشار في الجسم ضعيفة. هناك منها ما هو سريعُ النمو يدعى "الورم السحائي اللانموذجي" لكنه نادر.

لم يُكتشف إلى الآن سببٌ واضحٌ يؤدي إلى تطور الورم السحائي، ولكنه يُعدُّ أكثر شيوعًا عند النساء؛ الأمر الذي دفع العلماء للتفكير أن للهرمونات الأنثوية دورًا في حدوثه، أو قد يكون جينيًّا، كذلك وُجِدَ ترابط بينه وبين الأورام العصبية الليفية المنتشرة (وهي عبارة عن خلل في الجهاز العصبي يُسبِّب أورامًا حميدةً في كل الجسم).

وتبيَّن أن تعرض الرأس للأشعة قد يكون له علاقة بالأورام السحائية، إلا أن ذلك نادر الحدوث.

في حين لا توجد أية علاقة بين هذا الورم والتدخين أو نوع الحمية أو العادات الحياتية الأخرى التي قد تكون مرتبطة بظهور الأورام الأخرى.

أعراضه:

عادة ما تبدأ الأعراض تدريجيًّا، حتى إنها قد تكون غير ملحوظة بدايةً، وتتنوع هذه الأعراض تبعًا لمكان وجود الورم. أحيانًا يحتاج الورم إلى أن يصل إلى أحجام كبيرة قبل أن يُسبِّب حدوث الأعراض؛ ومن هذه الأعراض الصداع الذي يسوء مع مرور الوقت، وفقدان السمع، واضطرابات في الرؤية، وفقدان الذاكرة، وفقد حاسة الشم، والنوبات الاختلاجية وكذلك ضعف الأيدي والأرجل.

كيف يُشخَّص؟

 يُكشف في أغلب الأحيان صدفة على صورة الرنين المغناطيسي عند مراجعة المريض لأسباب أخرى، ولأن هذا الورم ينشأ على نحو منفصل عن الدماغ؛ فيُلاحظ في الصورة حدود واضحة بينه وبين الدماغ. ثم إنه يمكن أن تُرى هذه الحدود على الساحة المجهرية التي تُستخدم لتحديد درجة هذا الورم -أي مدى خباثته-؛ فالدرجة 1 تعني أن الورم حميد وهذا هو الشكل الأشيع. 

علاجه:

عُرف مصطلح الأورام السحائية منذ عام 1922، ومنذ ذلك الوقت تطورت طرائق العلاج كثيرًا وتحسَّنت أنظمة التقييم النسيجي وتحديد درجة الورم؛ مما يؤدي دورًا مهمًّا في التنبؤ بإنذار الورم.

يعتمد علاج الورم على عوامل متعددة؛ منها حجمه، وموقعه، ومعدل نموه وعمر المريض، ولكن عمومًا؛ يوجد ثلاث طرائق رئيسة لعلاج الأورام السحائية:

أولها هي المراقبة بإجراء صورة رنين مغناطيسي مرة في السنة؛ وذلك في حال كان مستوفٍ لعدد من الشروط كأن يكون الورم صغيرًا ونموه بطيئًا والأعراض التي يُسبِّبها خفيفة وغير ذلك.

الطريقة الثانية هي الجراحة؛ فالاستئصال الجراحي التام يُعدُّ الطريقة الأساسية لعلاج هذا النوع من الأورام، ولكن هناك بعض المرضى لا يفضل إجراء الاستئصال الجراحي التام لهم؛ وذلك بسبب المخاطر المرافقة. وهنا قد نلجأ للجراحة الجزئية بإبقاء قسم من الورم.

ومن العلاجات الأخرى المستخدمة؛ العلاج الشعاعي الذي يستخدم علاجًا مساعدًا للجراحة أو بديلًا منها.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا