علم النفس > القاعدة المعرفية

اضطراب نهم الطعام Binge Eating Disorder

نتناول جميعنا كثيرًا من الطعام من وقت لآخر، لكن عندما يتناول أحدهم الطعامَ ويشعر بفقدان القوة والسيطرة على التوقف؛ فربما يعاني "اضطرابَ نهم الطعام"! 

ما هو اضطراب نهم الطعام؟

اضطرابٌ يكون فيه تناول الطعام بكميات كبيرة مع فقدان القدرة على التوقف والشعور بالتوتر وعدم الراحة في أثناء تناول الطعام أو بعده، يرافقه الشعورُ بالذنب والقلق، وقد يأكل من يعاني هذا الاضطراب حتى إن كان غيرَ جائع، كذلك قد يستمر بتناول الطعام فتراتٍ طويلة بعد شعوره بالامتلاء. والمصاب هنا لا يحاول التخلصَ مما تناوله بالتقيؤ عن قصد أو الصوم أو حتى بممارسة الرياضة. (وهو ما يميزه عن غيره من اضطرابات الأكل الأخرى مثل النهام bulimia ).

ويُعدُّ اضطراب نهم الطعام أكثرَ شيوعًا عند النساء (3.5٪) من الرجال (2.0٪) وعند الأفراد الذين يعانون السمنةَ المفرطة (من 5٪ إلى 30٪) وخاصة أولئك الذين يعانون السمنةَ المفرطة ويبحثون عن علاجٍ لها. يظهر عادةً في مرحلة البلوغ المبكرة، ولكنه قد يظهر في سن المراهقة ويستمر إلى ما بعد منتصف العمر.

الأعراض والعلامات، وتشمل:

1_ أعراض سلوكية:

2_ أعراض عاطفية:

أسباب الاضطراب:

1_ أسباب اجتماعية: كالمعايير الخاصة بالشكل والوزن وما ينجم عنه من ضغط اجتماعي، وقد يؤدي بعض الآباء دورًا تمهيديًّا في حدوث هذا الاضطراب باستخدامهم الطعام مصدرًا للراحة أو المكافأة لأطفالهم، إضافة إلى الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي في الطفولة.

2_ أسباب نفسية: ترتبط الإصابة باضطراب نهم الطعام مع الاكتئاب ارتباطًا شديدًا. فضلًا عن أنَّ الثقة القليلة بالنفس والوحدة ومشكلات التحكم في المشاعر والتعبير عنها قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب نهم الطعام.

3_ أسباب بيولوجية: كوجود تشوهات بيولوجية تؤدي إلى هذا الاضطراب؛ على سبيل المثال، قد لا يرسل الهايبوتلاموس (المنطقة من الدماغ المسؤولة عن التحكم في الشهية) رسائلَ صحيحة عن الجوع والامتلاء، وقد وجد الباحثون طفرةً جينية اتضح أنها تؤدي إلى الإدمان على الطعام أيضًا. 

كيف يجب التعامل مع اضطراب نهم الطعام؟

أولًا: تطوير علاقة صحية مع الغذاء:

  1.  الشعور بالحرمان.
  2.  الحاجة الملحة إلى الأكل.
  3.  الشراهة.
  4.  فقدان السيطرة والشعور بالخجل والذنب.
  5.  نظام غذائي للسيطرة. وهنا تعود إلى الشعور بالحرمان لتتكرر الدائرة.

ثانيًا: جد طرائق أخرى للتنفيس عن مشاعرك:

بعد يوم سيئ، قد يبدو الطعام هو الصديق الوحيد والطريقة الوحيدة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل التوتر والقلق والاكتئاب والتخلص منها؛ ولكن هذا العلاج يُعدُّ مؤقتًا وقصيرًا للغاية.

ثالثًا: حاول السيطرةَ على الرغبة الشديدة:

عادةً قد تأتي الرغبة الملحة في تناول الطعام من دون سابق إنذار وعلى نحو عاجل؛ لذلك يجب الانتباه لهذه المشاعر الملحة ومحاولة السيطرة عليها، مثل التحدث إلى صديق أو ممارسة نشاط يؤدي إلى صرف انتباهك عن الطعام.

رابعًا: ادعم نفسَك بعادات صحية أخرى:

مثل ممارسة الرياضة والتمارين بانتظام، والتوسع في العلاقات الاجتماعية، والحصول على قسط من النوم على نحو صحي وكافي.. فيجب أن تسيطر على توترك عن طريق إيجاد طرائق أخرى للتنفيس عنه غير الطعام. 

علاج اضطراب نهم الطعام:

هدف العلاج هو التخلص من الأكل بنهم إلى جانب خلق عادات صحية منتظمة، لا سيما أنَّ اضطراب نهم الطعام يرتبط بالشعور بالذنب والعار وضعف الصورة الذاتية وغيرها من المشاعر السلبية..

1_ العلاج النفسي: يساعد العلاج النفسي (على شكل جلسات فردية أو جماعية) على تبديل العادات غير الصحية بأخرى صحية، وكذلك العلاج السلوكي المعرفي (التعامل على نحو أفضل مع المشكلات التي يمكن أن تؤدي إلى النهم، وقد يمنحك أيضًا إحساسًا أفضل بالتحكم في سلوكك ويساعدك على تنظيم أنماط الأكل)، أو العلاج النفسي الشخصي (الهدف منه تحسينُ مهاراتك في التعامل مع الآخرين وكيفية تواصلك معهم، بما في ذلك العائلة والأصدقاء وزملاء العمل)، أو العلاج السلوكي الجدلي (تعلُّم المهارات السلوكية لمساعدتك على تحمل التوتر وتنظيم عواطفك وتحسين علاقاتك مع الآخرين). 

2_ العلاج الدوائي: مثل مثبطات الشهية أو مضادات الاكتئاب التي يصفها الطبيب.

3_ المشورة الغذائية: يمكن لاختصاصي التغذية أن يساعدك على تناول الطعام بطريقة صحية.

وتجدر الإشارة إلى أنَّه في الولايات المتحدة تميل إرشادات الممارسة السريرية إلى تفضيل العلاج المعرفي السلوكي بقيادة الطبيب الذي يعالج بالأدوية (عادةً ما تكون مضادات الاكتئاب) على أنه الأنسب.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا