الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

مرونة الطلب نسبةً إلى الدخل

كثيرًا ما نسمع بما يسمى مرونة العرض والطلب على السلع. في هذا المقال سنتعرف -على نحوٍ بسيط- إلى مرونة الطلب لسلعةٍ ما بالنسبة إلى سعرها، ومرونة طلب سلعةٍ ما بالنسبة إلى الدخل.

شرحٌ بسيطٌ لمفهوم المرونة والمرونة السعريّة للطلب:

المرونة هي مصطلحٌ يُستخدم كثيرًا في علم الاقتصاد للتعبير عن الطريقة التي يتغيّر وفقها شيءٌ ما (متغيّر) في بيئةٍ معينة نتيجة التغيّر في قيمة متغيرٍ آخر، مثل تغيّر الكمية المباعة شهريًّا من منتَج ما نتيجة تغييرِ المُنْتِجِ سعرَ هذا المنتَج.

نستطيع القول بطريقة أخرى للدلالة على ما سبق أنَّ المرونة تَقيس مدى استجابة أو مدى حساسية أحد المتغيرات في بيئةٍ معينةٍ للتغيُّرِ الحاصل بمتغيّرٍ آخر.

لمحة موجزة عن مرونة الطلب بالنسبة للسعر:

ما هي صيغة أو معادلة مرونة الطلب السعرية (PEoD)!؟

(PEoD)= التغيّر النسبي في الكمية المطلوبة من سلعة ما/ التغيّر النسبي في سعر هذه السلعة

تقيس هذه المعادلة النسبة المئوية التي تتغير بها الكمية المطلوبة من السلعة مقسومةً على النسبة المئوية للتغير بسعر السلعة. لنفترض أن هذه السلعة هي دواء "الأسبرين"؛ وهو متوفرٌ بكثرة ومن قبلِ عدد كبير من المنتجين.

إذا غيَّرَ أحد المنتجيين سعر "الأسبرين" الذي ينتجه تغييراً طفيفاً -وليكن ارتفاعًا بمقدار 5%-؛ فإنَّ هذا الإرتفاع في السعر سيؤدي غالبًا إلى تغيُّرٍ أكبرَ بالطلب على هذا المنتج، ولنفترض أن الطلب قد انخفض بمقدار 20% نتيجةً لهذا الارتفاع في السعر. بتقسيم الـ -20% (انخفاض الطلب) على الـ 5% (ارتفاع السعر) تكون النتيجة -4؛  أي إنَّ مرونة الطلب السعريّة على "الأسبرين" كبيرة (-4) لأنَّ ارتفاعًا بسيطًا في سعر "الأسبرين" سيؤدي إلى انخفاضٍ كبير نسبيًا للطلب عليه.

تعبِّرُ الصيغة (المعادلة) السابقة عمومًا عن العلاقة بين متغيرين هما الطلب والسعر.

وهناك معادلة أخرى تعبِّرُ عن العلاقة بين الطلب على سلعة ما ومستوى دخل المستهلك، وتدعى صيغة مرونة الطلب بالنسبة للدخل أو مرونة الطلب الدخليّة، وتحسب على الشكل الآتي:

مرونة الطلب الدخلية = التغيُّرَ النسبي للكمية المطلوبة من سلعة ما / التغيّر النسبي في الدخل

في فترة الركود الاقتصادي -على سبيل المثال-؛ قد ينخفض مستوى دخل الأسرة بمقدار 7%، ونتيجةً لذلك قد ينخفض الإنفاق (الطلب) على تناول الطعام خارج المنزل بمقدار 12%. في هذه الحالة تُحسَب مرونة الطلب بالنسبة للدخل كالآتي: 7/12 = 1.7 أي إنَّ انخفاضًا معتدلًا في الدخل قد نتج عنه انخفاضٌ أكبر في الطلب.

من ناحيةٍ أخرى، وفي حالة الركود المذكورة نفسها؛ يمكن أن نلاحظ أنَّ الانخفاض نفسه في مستوى الدخل بمقدار 7% ينتج عنه انخفاض بمقدار 3% فقط بالطلب على حليب الأطفال، وبحساب مرونة الطلب بالنسبة إلى الدخل للحليب (3 ÷ 7) نجد أنها تساوي 0.43.

نستنتج من ذلك أنَّ تناول الطعام خارج المنزل ليس نشاطًا أساسيًا للأسرة لأنَّ مرونة الطلب الدخلية له 1.7؛ وهي أكبر من 1، في حين نجدُ أنَّ مرونة الطلب لحليب الأطفال هي 0.43 أي أصغر من 1، وأنَّ الطلب أقلُّ مرونةً لها مقارنةً بنشاط تناول الطعام في الخارج، وأنَّ الطلب على حليب الأطفال سيستمر حتى مع انخفاض الدخل.

تعبِّرُ مرونة الطلب الدخلية عمومًا عن مدى حساسية الطلب على سلعة ما للتغيرِ بمستوى الدخل. فكلما ازدادت المرونة ازدادت معها حساسية (استجابة) الطلب لتغيرات الدخل.

تُشير مرونة الدخل المرتفعة إلى أنَّهُ -مع ارتفاع مستوى دخل المستهلك- سيشتري المستهلكون كمياتٍ إضافيةً كبيرة من المنتجات والعكس صحيح، فعندما ينخفض مستوى دخل المستهلك سيشتري المستهلكون كمياتٍ أقلَّ من المنتجات وفق انخفاضٍ أكبر من درجة الانخفاض في الدخل.

تُستَخدَمُ مرونة الطلب بالنسبة للدخل من أجب قياس مدى حساسية الطلب على سلعةٍ معينةٍ للتغيُّرِ في الدخل، فكلما ارتفعت المرونة ترتفع حساسية الطلب على سلعة معينة للتغيَّرِ في الدخل.

تشير المرونة الدخليّة المرتفعة جدًا إلى أنَّ المستهلك سيشتري كميةً أكبرَ بكثيرٍ من سلعةٍ ما عندما يرتفع دخله، والعكس بالعكس عند انخفاض دخل المستهلك؛ فهو سيخفض شرائه هذه السلعة وفق درجةٍ أكبرَ من الانخفاض في دخله.

في حين تُشيرُ المرونة الدخليّة المنخفضة إلى أنَّ التغيرات في دخل المستهلك سيكون لها تأثيرٌ ضئيلٌ جدًا في طلب المستهلك من سلعةٍ معينة.

المصدر: 

1- هنا

2- هنا