البحث العلمي والمنهجية العلمية > البحث العلمي

تمويل البحث

تُعرَّف المنحة البحثيّة بأنّها آليّةٌ لتمويل الأبحاث وتطوُّرها في مجالٍ معيّن، تُقدّمها مؤسّساتٌ وهيئات متنوِّعة، وفقًا لمواصفاتٍ يجب أن تُحقّقها الأبحاث المُقترَحة، وتتباينُ مصادر التمويل الداعمة للنشاط البحثيّ بين تجارية (الشركات) أو غير تجاريّة (المنظّمات الحكوميّة وغير الحكوميّة).

تُعدُّ كتابة مُقترح التمويل مشروعًا رئيسًا يخوضُ الباحث به منافسةً شرسةً مع كثير من طلباتِ التمويل المُقتَرَحة والمُقدَّمة من أقرانه للحصول عليه، ويجب أن يُوفِّر هذا المُقترَحُ معلوماتٍ عن مؤسّسة الباحث وخطتِه البحثيّة، إضافةً إلى تفاصيل ميزانيّته. لذلك كان من الضروريّ تقديم اقتراح قويّ منذ المرّة الأولى في ظلّ رفضِ العديد من المموِّلين إعادة تقديم المُقترَحات مُجدّدًا. 

ويُمكنُ اختزالُ أبرز النقاط التي تستحقُّ الاهتمام في أثناء كتابة الباحث لطلبات التمويل:

- تعبيرُ الباحث عن فكرة البحث الرئيسة وأهدافه وتأثيراتها الأوسع بأسلوبٍ واضح، وإبراز أهميّتِها وأصالتِها بوصفها فكرةً تستحقُّ إنفاقَ المال لاختبارها، مع توضيح الباحث  للتحدّيات التي يمكنُ أن تواجههُ، واقتراحِه الفرضيّات البديلة لاستكمال تنفيذ البحث ممَّا يدلّ على فهمه الجيّد للبحث ومنهجيّته.

- كتابة مُقترَح البحث بلُغة بسيطة موجزة سلِسة مفهومة من قِبَل غير المتخصّصين في لجنة القبول، والابتعاد عن استخدام المصطلحات المعقّدة غير الواضحة، إضافةً إلى تجنُّب الإسهاب في تفاصيل البحث ليبدو سهل القراءة قدر الإمكان، دون إغفال حقيقة تلقّي أعضاء لجنة القبول -غالبًا- لمجموعة كبيرة من الطلبات.

- كتابة المُقترَح مع تحديدِ مُشكلة مُحدَّدة بدقّة، وملموسةٍ من قِبَل مجموعة واسعة من الناس باستعمال عناوين عريضة وجُمَلٍ قصيرة (20 كلمة أو أقلّ) واضحة وسهلة القراءة وجذّابة بصريًّا، وتدفُّق منطقيٍّ من فقرة إلى أخرى، مع توضيح قدرة البحث على المساعدة في حلّ هذه المشكلة، والمراجع المُعتمَدة، والوقت المُتوقَّع لإنجازه، والكلفة التقديريّة المُتوقّعة له، وإظهار خبرة الفريق البحثيّ لتنفيذ هذا المشروع الذي سيُقدّم نتائجَ تستحقُّ المعرفة. 

- تَوافُقُ مقترَح البحث مع أولويّات الجهة المموِّلة، إذ يجب أن يُوضّح الباحث مدى تلاؤم بحثه مع مجال الجهة المموّلة أو الجهات المشاركة معها. 

- الاستمرار والمثابرة في تقديم المُقترَحات، والتعامُل مع حالات الرفض بوصفها فُرصةً لمراجعةِ الاقتراح وإعادةِ تقديمِه ثانيةً إلى الجهة المموِّلة نفسها أو إلى مموِّلٍ آخر بعد تعديلِه، ومُحاولة سؤال أحد مسؤولي لجنة القبول -إن أمكن-  لمعرفة أسباب رفضهم وأخذ انتقاداتهم على محمل الجدّ وتصويبها.

وتجدُر الإشارة إلى ضرورة كتابة مُقترح البحث قبل انتهاء المدّة المحدّدة لتقديمِه إلى الجهة المموِّلة، بهدفِ تجنُّب العقبات الناتجة عن بطء عمل المواقع الإلكترونية المستقبلةِ لهذه المُقترحات في الساعات الأخيرة من التقديم، إضافةً إلى ضرورة أن يعيد الباحث قراءة المُقترَح عدّة مرّات أو يستعين بمُشرفين علميّين خُبراء لتنقيح طلبِه.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا