التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

الأدوار الجندرية والعنف الجنسي من قبل الشريك

تُعرُّف الأدوار الجندرية التقليدية بأنَّها الفروق الاجتماعية بين الرجال والإناث في كيفية التفكير والسلوك في المجتمع، وتتعلق بالتفاعل الاجتماعي -للذكور والإناث- الذي يساهم في تحديد فرصهم وامتيازاتهم ومُحدداتهم، وتتحكم في سياق العلاقات بين الجنسين. 

سعت هذه الدراسة إلى إيجاد العلاقة بين الدور التقليدي المُتعارف عليه للرجل والسلوك الجنسي الخطير والجنس العنيف مع الشريك (IPV) في العلاقات الجنسية للذكور الشباب مغايري الميول الجنسية، وذلك لدى عينة مكونة من مجموعة من الرجال الناشطين جنسيًّا -تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عامًا- الذين صرحوا بممارسة الجنس مع شريكة أنثى رئيسية في خلال الأشهر الثلاثة الماضية والمراجعين لأحد المراكز الصحية المجتمعية في بوسطن/ ماساشوستس، في الولايات المتحدة الأمريكية.

ملأ المشاركون (قرابة 283 مشترك) استبيانًا ذاتيًّا عن عوامل الخطر الجنسي (كالجنس غير المحمي، والجنس القسري غير المحمي، وتعدُّد الشركاء الجنسيين) والجنس العنيف مع الشريكة (الإصابات الجسدية والجنسية والإصابات التي تحتاج إلى أو تنتج عن الخدمات الطبية بسبب الجنس العنيف مع الشريكة) والتركيبة السكانية.

وأبلغ الرجال ذوي الدور الجندري التقليدي -بحسب الاستبيان- عن ممارسة الجنس المهبلي غير المحمي في الأشهر الثلاثة الماضية، وارتكاب العنف الجنسي ضد الشريك في أثناء العام الماضي؛ الأمر الذي يشير إلى ارتباط الأيديولوجيات الذكورية المنتشرة بالجنس المهبلي غير المحمي وارتكاب العنف الجنسي ضد الشريك، ومن ثمَّ قد تكون نقطةً مفيدة للتوعية بمخاطر هذه الممارسات ضمن هذه الفئة. 

وتُظهر أدلة مستفيضة من مجموعات متنوعة من النساء أنَّ العنف الجنسي المُمارس من قبل الشريك إنَّما هو مشكلة صحية تؤثر في امرأة من بين كلِّ أربع نساء في الولايات المتحدة، وهي مرتبطة على نحو كبير بانخفاض استخدام وسائل منع الحمل والواقي الذكري، إضافة إلى نتائج ضارة بالصحة الجنسية والإنجابية (مثل آلام الحوض، واضطرابات الحيض، والأمراض المنقولة جنسيًّا "فيروس نقص المناعة المكتسبة"، والحمل غير المرغوب فيه والإجهاض المتعدد).

حتى الآن، تقتصر الدراسات على ضحايا العنف الجنسي من الإناث، فقد أبلغت النساء اللاتي يتعرضن للضرب عن حمل قسري ومنعِهنَّ من استخدام وسائل منع الحمل من قبل شركائهم العنيفين. 

وعمدت أبحاث أقل إلى تقييم هذه المشكلة مع الضحايا الرجال، ومع ذلك، فإنَّ الأبحاث التي أجريت تُظهر ارتفاعَ خطر الخيانة الجنسية، وتعدُّد الشركاء الجنسيين، والجنس غير المحمي، والجنس القسري غير المحمي بين الرجال الذين أبلغوا عن تعرضهن للعنف الجنسي من قبل الشريك مؤخرًا.

ارتباط الـ (HIV) بالعنف الجنسي والذكورة السائدة (المسيطرة): 

يُعدُّ مرض فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) أحدَ الأسباب الرئيسية لوفاة الشباب في الولايات المتحدة، إذ يتعرض الشباب المقيمون في المدن الحضرية لخطر الإصابة أكثر من غيرهم. 

وعلى الرغم من أنَّ إصابة الرجال -في الغالب- تكون عن طريق ممارسة الجنس غير المحمي مع شريك ذكر أو تعاطي المخدرات بالحقن، إلا أن إصابة الرجال مغايري الميول الجنسية تشكل السببَ الأساسي للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية عند النساء. 

وتشير الدراسة الوبائية مع النساء إلى أنَّ خطورة الإصابة بالـ (HIV) تكون أكثر احتمالًا عند تعرضهن للتعنيف الجنسي، وذلك لسببين؛ عدم ضبط وسائل الحماية الجنسية لدى النساء المعرضات للعنف، وازدياد احتمال كون الرجال المعنفون مصابين أصلًا بفيروس عوز المناعة المكتسب نظرًا لترافق السلوك العنفي مع سلوكيات جنسية خطيرة (كالجنس غير المحمي وتعدد الشركاء الجنسيين).

وإنَّ هذه الأيديولوجيات ليست مخصصةً لمجموعات فرعية عرقية أو جماعية محددة، فقد اختير الرجالُ في هذه الدراسة من أماكن وطبقات مختلفة؛ ما يشير إلى ضرورة التوعية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي (خصوصًا الجنسي) في جميع أنحاء العالم، والسعي إلى تغيير بعض المعتقدات السائدة عن الذكورة المسيطرة.

مصدر المقال:

هنا