البحث العلمي والمنهجية العلمية > البحث العلمي

الذكرى 150 لتأسيس مجلة Nature

احتفلَت مجلَّة Nature هنا العلمية في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي بمرور قرنٍ ونصف على تأسيسها، وهي دورية علمية مُحكّمة تتبع نظامَ مراجعة الأقران peer review، وتُعدُّ من أبرز الدوريّات العالميّة في مجالَي الفيزياء وعلم الأحياء على نحو رئيس؛ إذ شقَّ عددها الأول طريقَه إلى القُرَّاء عام 1869 مُقدِّمًا أخبارًا عن أحدثِ الاكتشافات العلمية، وينضوي تحت لواء دار نشرها عديدٌ من المجلات المختلفة التخصّصات والمتباينة في معامل تأثيرها هنا .

قدّم العدد 7781 من المجلد 575 بمناسبة هذه الذكرى تذكيرًا واستعراضًا لسلسلةٍ من  المقالات والأخبار عن أهمِّ الأحداث العلمية التي نُشرَت عبر هذه المجلَّة اعتمادًا على الأدلَّة العلميّة، ولعلَّ أبرزها:

- اكتشاف Raymond Dart لأصل الإنسان لقردةٍ من النوع Australopithecus africanus كونه أول حلقة أحفورية بين الإنسان والقِردة قدّمت دليلًا على تطوُّر البشر من سَلَفٍ مُشتَرك في أفريقيا موافقةً اقتراحَ Charles ،Darwin وليس في بريطانيا أو إندونيسيا كما كان يُعتَقد سابقًا.

- اكتشاف بقايا نوع فلوريس القزم من أشباه البشر Homo floresiensis عام 2004الذي بات معروفًا باسم hobbit، مُظهرًا تنوُّع الجنس البشري، إضافةً إلى الكشف عن إنسان ما قبل التاريخ، والتطوُّر السريع اللاحق الذي بلغ ذروته في اكتشافِ الجينوم (المجموع الوراثي) البدائي كاشفًا وجود البشر منذ ما يتراوح بين 30000 إلى 60،000 سنة مضَت، وتناسُلهم مع غيرهم من البشر الآخرين (إنسان Neanderthals وDenisovans).

- اقتراح James Chadwick عام 1932 بوجود جُسَيم جديد يُسمّى النيوترون، لإضافته إلى الإلكترون والبروتون، مُحدِثًا تطوُّرًا ملحوظًا في الفيزياء في أوائل القرن العشرين.

- التقرير الأول عام 1995 لكوكبٍ يدور خارج المجموعة الشمسيّة حول نجمٍ يُشبه الشمس في مجرّةٍ أخرى، وهو الذي فاز بواسطته كلٌّ من Michel Mayor وDidier Queloz بنصيبٍ من جائزة نوبل في الفيزياء عام 2019.

- شكّلت التقارير الصادرة في نيسان (أبريل) 1953 من قِبَل Maurice Wilkins ،Rosalind Franklin ،Francis Crick وJames Watson عن بِنية الحمض النووي الريبي المنقوص الأكسجين DNA؛ أهمّ منشورات Nature، كُشِفت من خلالها البِنية الحلزونيّة للـ DNA التي غيَّرت العلوم الحيويّة جذريًّا، إضافةً إلى نشر المسودة الأولى لتسلسل الجينوم البشري الذي نفَّذه الاتحاد الدولي لتسلسل الجينوم البشري (nternational Human Genome Sequencing Consortium).

وكان لافتًا في صورة غلاف هذا العدد هنا تصويره الاستشهادات الإلكترونيّة عن المجلّة على هيئة شبكةٍ مُعقّدة، مُثِّلَت فيها كل ورقةٍ بحثيّة من الأوراق المنشورة -التي يفوقُ عددها 88,000 ورقة- بنقطةٍ ملوّنة، ورُبطت الأوراق بالأوراق البحثية المستشهِدة عنها، أيضًا تناسبَ حجم النقطة الواحدة مع عدد روابط الاستشهاد بهذه الورقة، لتعكس الشبكة الناتجة؛ العلاقة بين أوراقٍ بحثيةٍ في التخصُّصات المتعدّدة للمجلة. (يمكن مشاهدة الفيديو هنا ).

والجدير بالذِّكر وجود موقعٍ إلكترونيٍّ باللغة العربية منذ بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 2012  هنا;. وتسعى المجلّة في خطواتها الآتية إلى تبنّي العلوم الاجتماعية والأبحاث الانتقالية والسريريّة إضافةً إلى العلوم التطبيقيّة والهندسيّة، والمساهمة في زيادة الشفافية والانفتاح في الأوساط الأكاديمية، والسعي للتعاون لإجراء الأبحاث ومزيدٍ من التغييرات في طريقة النشر المُتّبَعة إضافةً إلى تمييز الأدلة العلميّة وتنظيمها في السعي لنشر العلم.

ختامًا؛ لا بدّ من الإشارة إلى دَور النشر العلميّ في توجيه الانتباه إلى نقاطٍ مهمة عبر سلسلةٍ متكاملةٍ من منشوراتٍ قد تكون حجرَ أساسٍ لحلّ مشكلةٍ ما تُهدّد الإنسان لاحقًا، فهنيئًا لمن يُسهم في تحقيقِ جوهر العلم وغايته على الدوام، باحثًا أو مؤلِّفًا أو مجلّة علميّة أو دار نشرٍ. 

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا

6- هنا