الطب > السرطان

لَقاح الفيروس العَجَلي؛ أملٌ جديدٌ في العلاج المناعيّ لمرض السرطان

لطالما كان السرطان الشغل الشاغل للباحثين والأطباء سعياً لاكتشاف أفضل علاج ممكن. وعلى الرغم من أنَّ العلاج المناعي المستهدف لنقاط التفتيش (وهي جزءٌ طبيعيٌّ من الجهاز المناعي تمنع حدوث استجابةٍ مناعيةٍ قويةٍ تدمِّر الخلايا الطبيعية في الجسم) تُشكِّل ثورةً حاليةً في علاج مرضى السرطان؛ إلا أنّ أقلية من المرضى فقط يُبدون استجابةً دائمةً للعلاج المضاد لنقاط التفتيش (immune checkpoints) المعروفة حالياً مثل: (PD-1, PD-L1, CTLA-4)، ومن هنا تزايدت الحاجة إلى تداخلات علاجية جديدة للتغلّب على مقاومة هذه العلاجات المناعيّة وزيادة استمناع الأورام.

ووفقاً لبحثٍ ظهر حديثاً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019؛ وجد الباحثون أنّ لقاح الفيروس العَجَلي له خصائص التحفيز المناعي وحلّ الورم؛ وهو فيروسٌ شديد العدوى يُسبِّب إسهالاتٍ شديدةٍ قد تصل إلى مرحلة التّجفاف لدى الأطفال؛ إذ استطاع الباحثون قتل الخلايا السرطانية في المختبر بميزات موت الخلايا المُستمنَع. وفي الجسم الحيّ يمتلك العلاج بالفيروس العَجَلي داخل الورم خواصَّ مضادةً للأورام بالتآزر مع الجهاز المناعي حيث يتغلّب على المقاومة ويتضافر مع العلاج المناعي الذي يستهدف نقاط التفتيش؛ وذلك بعد تعطيله بالحرارة والأشعة فوق البنفسجية، ثم التآزر مع الأضداد المستهدِفة لنقاط التفتيش المناعية، ومن ثمّ تكوين حصانة دائمة ضد الورم.

وقد أثبتت المعالجاتُ بحصار نقاط التفتيش المناعية (Immune checkpoint blockade) المضادة لبروتين الموت الخلوي المبرمج (PD-1) وربيطة الموت المبرمج (PD-L1) والبروتين المرتبط بالخلايا التائية السامَّة (CTLA-4) فعاليتها السريرية، وقد أُجريت الموافقة عليها لعلاج العديد من أنواع السرطانات؛ مثل: (سرطان الخلايا الميلانينية، وسرطان الخلايا الحرشفية في الرئة والرأس والعنق والجلد، ولِمفُومة هودجكن 1 و2، وسرطان خلايا ميركل، وسرطانات الكبد والمعدة).

وأشار التأثير المناعي للفيروس المضعّف أو المعطل إلى أنَّ الأنماط الجزيئيّة المتعلقة بالعامل المُمرض يمكن الاعتماد عليها في تحفيز البلاعم بدلاً من الفيروس نفسه.

فقد أثبت لَقاحُ الفيروس العَجَلي قدرته على تحفيز السيتوكين (NF-KB) على نحو مستقل عن المستقبلات الشبيهة بالتول والعوامل المنظمة للإنترفيرون، وأيضاً يُشكِّل بديلاً محتملاً في العلاج المناعي لسرطانات الأطفال التي تُبدي مقاومةً للأضداد الوحيدة النسيلة.

ولهذا الفيروس أيضاً خواص تسبب موت الخليّة السرطانيّة انتقائياً وإطلاق (ATP)، في حين لا تتأثر الخلايا السليمة والخلايا اللمفاوية؛ إذ إنها تحتاج إلى جرعات سمِّيَّة أعلى بكثير.

ختاماً، وكما يُقال: "وداوِها بالتي كانت هي الداء"؛ لذلك يمكن استخلاص علاجاتٍ لأمراض أنهكت البشرية عن طريق إضعاف العوامل الممرضة وجعلها تؤدي دوراً نبيلاً في معالجة الأمراض عوضاً عن التسبب بها.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا