الكيمياء والصيدلة > الآثار الجانبية

هل لداء الزهايمر علاقةٌ بداء السكري وضغط الدم؟

أظهرت نتائج دراسة جديدة نُشِرت شهر تشرين الثاني من عام 2018 أنَّ مرضى الزهايمر الذين يتناولون أدوية لتدبير داء السكري هم أقلُّ عرضةً لإظهار أعراض الخرف مقارنةً بأمثالهم الذين لا يأخذون هذه الأدوية.

وعند إجراء دراسة تشريحية لأدمغة هؤلاء المرضى تبيَّن أنَّ متناولي أدوية السكري لديهم شذوذات أقل في الأوعية الدموية الدقيقة في أدمغتهم، ونشاط جيني غير طبيعي أقل أيضًا.

وفي دراسات تشريح دماغي سابقة، كُشِف أنَّ أدمغة الأشخاص الذين يعانون من داء الزهايمر مترافقًا مع داء السكري، لديهم آفات دماغية أقل من أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر دون مرض السكري.

وتسلِّط هذه الدراسة -التي نُفِّذت عُقب إجراء مقاطع تشريحية للدماغ- الضوءَ على العلاقة بين القلب والأوعية الدموية من جهة وصحة الدماغ من جهة أخرى؛ إذ عاودت التأكيد على أهمية إبقاء السيطرة على عوامل الخطورة القلبية الوعائية مع التقدم في العمر.

وفي هذه الدراسة عُزِلت أوعية دماغية دقيقة شعريَّة عن الأنسجة الدماغية المجاورة لها لثلاثة أصناف من المرضى، فالصنف الأول مَن يعانون من الزهايمر والسكري معًا، والثاني يشمل مرضى الزهايمر فحسب، والثالث لأشخاص لا يعانون أيًّا من المرضَين.

ودُرِست التغييرات في بعض "الواسمات" الجينية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإشارات الدماغية السوية؛ إذ لاحظ الباحثون أنَّ نصف مستويات هذه العلامات كانت أقل في الأوعية الدموية وأنسجة المخ للمرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر والسكري معًا، وكانت التغيُّرات الجينية غير الصحية التي تظهر في مرض الزهايمر -عادةً- مفقودةً في معظمها عند المرضى الذين تناولوا أدوية السكري، وهذا كله يشير إلى أنَّ أدوية السكري لها تأثير وقائي في أدمغة مرضى الزهايمر، وهذا هو الأمر الذي يعزِّز البحث عن علاجات فعَّالة حديثة لداء الزهايمر بناءً على أنَّ العلاجات الحالية تستهدف ترسُّبات الأميلوئيد دون النجاح في علاج المرض نجاحًا فعَّالًا.

وهذه النتائج "ليست مفاجئة"؛ إذ لاحظ الخبراء منذ فترة طويلة وجود صلات بين تأثير مرض السكري في صحة الأوعية الدموية وصحة الدماغ، ولكنَّها -في الوقت نفسه- لا تُثبت أنَّ داء السكري هو أحد مسبِّبات داء الزهايمر أو إن كانت أدوية السكري (أنسولين وميتفورمين وغيرهما) قادرة على كبح أو إيقاف داء الزهايمر بعد بدئه.

ومع ذلك، فإنَّ علاج ارتفاع سكر الدم المزمن سيؤدي إلى الحدِّ من تدهور القدرات الدماغية عند مرضى السكري؛ ممَّا قد يؤدي إلى تحسين الأداء الإدراكي ونوعية الحياة لدى أولئك المرضى.

وفي سياق متصل بداء الزهايمر والذي يبدو مرتبطًا بشدة بما يحدث للقلب والأوعية الدموية أيضًا، ركَّزت دراسات حديثة عديدة على هذا الارتباط، وأظهرت أنَّ ضغط الدم المرتفع وغير المنضبط يسبِّب أضرارًا لأجهزة الجسم كلها تقريبًا، ومما لا شكَّ فيه أن يكون الدماغ -بناءً على أنَّه من أكثر أعضاء الجسم ترويةً دموية واستهلاكًا للطاقة- هو الأكثر تضررًا من التقلُّبات التي تحدث في ضغط الدم.

وعند دراسة تأثير ضبط ضغط الدم المرتفع إلى المستويات المُوصى بها، تبيَّن أنَّ ذلك قلَّل من خطر الإصابة بضعف الإدراك الذي يُعدُّ أحد أكثر علامات الخرف شيوعًا؛ إذ وجدت دراسة حديثة أُجريت آب الماضي في السياق نفسه أنَّ كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالأذيَّات الدماغية -كالتموُّت النسيجي- بسبب انخفاض التروية الدموية، وشُخِّص لديهم مقدار أعلى من المعقدات البروتينية المتشابكة، والتي تعدُّ علامات مميِّزة لداء الزهايمر.

المصادر:

هنا

هنا