الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

البشر؛ أسوأ الأنواع

لو أُعيدت صياغة التاريخ بقلمٍ أخر غير قلم الإنسان؛ لكان الإنسان أسوأ كائن عرفه التاريخ، لم تطأ قدمُه أية بقعة من هذه الأرض إلا وأثار فيها الدمار والخراب، ولم يسلم أيَّ كائن من أثر تخريبه وإجرامه، ولا يقتصر تأثيره المُدمِّر على الطبيعة فقط في قتل الأنواع الأخرى وتهديدها بالانقراض؛ ولكن أيضاً يُهدِّد وجود الجنس البشري نفسه.

يكشف تقريرٌ جديدٌ صادرٌ عن الأمم المتحدة، عن تأثيرنا المدمر بوصفنا بشراً في الطبيعة؛ إذ إننا نتبع طرائق كثيرة في تدمير النظم الإيكولوجية للكوكب بسرعة مذهلة، ليس فقط بقتل الأنواع الأخرى بمعدلات تُنذر بالخطر؛ وأيضاً على نحو يُهدِّد وجودَنا ذاته.

إن الطبيعة تنخفض على الصعيد العالمي بمعدلات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ومعدل انقراض الأنواع آخذٌ في التسارع، مع احتمال حدوث آثار خطيرة في الناس في جميع أنحاء العالم؛ فإن صحة النظم الإيكولوجية -التي نعتمد عليها نحن وجميع الأنواع الأخرى- تتدهور بسرعة أكبر من أيِّ وقت مضى، فنحن نقضي على أُسُس اقتصادنا وسُبُل عيشنا والأمن الغذائي والصحة ونوعية الحياة في جميع أنحاء العالم.

يواجه نحو مليون نوع من الحيوانات والنباتات خطرَ الانقراض أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية؛ إذ حدث دمار كبير في موارد الغذاء والطاقة بسبب التأثيرات السلبية الناتجة عن نشاطات جنسنا البشري؛ فقد تغيرت ثلاثة أرباع البيئة البرية وقرابة 66% من البيئة البحرية بشدة بسبب الأعمال البشرية.

وهناك أكثر من ثلث مساحة الأرض في العالم وقرابة 75% من موارد المياه العذبة مخصصة الآن لإنتاج المحاصيل أو الثروة الحيوانية.

ويتعرض نحو 100 إلى 300 مليون شخص لخطر الفيضانات والأعاصير بسبب فقدان الموائل الساحلية والحماية.

وقد ازداد التلوث البلاستيكي عشرة أضعاف منذ عام 1980؛ إذ يُلقى ما يتراوح بين 300-400 مليون طن من المعادن الثقيلة والمذيبات والمواد السامة والنفايات الأخرى من المنشآت الصناعية سنوياً في مياه الكوكب.

وسببت الأعمال البشرية -منذ القرن السادس عشر- انقراضَ ما لا يقل عن 680 نوع من الفقاريات.

إذا استمر جنسنا البشري على هذه الوتيرة في القتل والتخريب؛ فسوف تتسبب أعمالُنا بإبادة كوكب الأرض في العقود القليلة القادمة، ولكن لم يفت الأوان بعد، ولا يزال بإمكاننا الحفاظ على الطبيعة واستعادتها واستخدامها على نحو مستدام؛ فإذا بدأنا الآن على كل المستويات بَدءاً بالمستوى المحلي وصولاً إلى المستوى العالمي في إجراءات الحفاظ على الطبيعة؛ فسوف نتمكن من إحداث التغيير، وهو أيضاً أمر أساسي لتحقيق معظم الأهداف العالمية الأخرى. 

المصادر:

هنا

هنا