الطب > مقالات طبية

بقع فوردايس

وصف مختص الجلدية الأمريكي (John Addison Fordyce) بقعَ فوردايس أول مرة عام 1896 وسُمّيت باسمه، وهي نتوءات صغيرة شاحبة بيضاء أو صفراء، توجد عادةً على الشفاه واللثة والمخاطية المبطِّنة للوجنتين والأعضاء الجنسية. 

إنّ هذه البقع غدد دهنية، وهي طبيعية وغير مؤذية أو مؤلمة؛ لكنها قد تترافق مع حكة. 

تكون وظيفة الغدد الدهنية (وتسمى الغدد الزهمية أيضًا) إفرازَ مادة زيتية من أجل ترطيب الجلد والأشعار، وتوجد عادة مترافقة مع الجريبات الشعرية، ولكن تظهر بقع فوردايس في الأماكن حيث لا يوجد أشعار، ولذلك؛ هي غدد دهنية مُنتبذة (موجودة في موقع مختلف عن موقعها الطبيعي) وتتطور عادة على شكل نتوءات وحيدة أو منتشرة، وتتجمع أحيانًا بعضها مع بعض. 

كيف يمكن تمييز هذه البقع؟

عادة ما تكون متناظرة ويكون قطرها من 1 إلى 5 مم، وهي سليمة وغير مرتبطة بأي مرض أو داء؛ إذ يُعدّ ظهورها على الجسد شيئًا طبيعيًّا جدًّا ويملك 70 - 80% من البالغين هذه البقع، فهي تتوضح على نحو خاص في الفترة حول البلوغ، كذلك تظهر هذه الآفات جيدًا عند شد الجلد وعند انتصاب القضيب المصاب بها.

إن الأشخاص الذين تظهر لديهم هذه البقع غالبًا ما يراجعون طبيب الجلدية بسبب قلقهم من احتمال إصابتهم بمرض منتقل عبر الجنس -ولا سيما الثآليل التناسلية- أو شكل من أشكال السرطان، ولذلك؛ لا بُدّ من طمأنتهم بأنها لا تخفي أي خطر.

ما الذي يسببها؟

تكون بقع فوردايس موجودة عند الولادة، لكنّها لا تتضخم وتتظاهر حتى سن البلوغ نتيجة النشاط الهرموني. 

على أية حال؛ إن السبب غير واضح تمامًا، وتؤكد بعض الدراسات على التأثير الغدي الصماوي، في حين يفترض بعضها الآخر أنها أخطاء تحدث في أثناء التخلق الجنيني.    

عوامل الخطورة:

بقع فوردايس شائعة لدى الرجال أكثر من النساء بنسبة 1:2، وتميل هذه البقع لتظهر في الأشخاص ذوي البشرة الأكثر دهنية من غيرهم، كذلك تظهر أكثر لدى الأشخاص المصابين بما يأتي:

- ارتفاع شحوم الدم.

- الأمراض الرثوية.

- السرطان الكولوني المستقيمي اللاسليلي الوراثي HNPCC (متلازمة لينش).

و لكن؛ يحتاج ذلك كله مزيدًا من البحث والدراسة حتى يُؤكَّد.

الاختلاطات:

لا تحمل هذه البقع أي اختلاط مهم سريريًّا، لكنها تشكل مصدرًا للقلق لدى الأشخاص الذين يملكون أشكالًا شديدة منها بسبب منظرها، كذلك قد تسبب الإصابة بمنطقة القضيب إزعاجًا في أثناء الممارسة الجنسية. 

العلاج:

لا تحتاج هذه الحالة إلى علاج، ولكن في حال الرغبة في إزالتها لأسباب تجميلية فهناك خيارات علاجية متاحة؛ كالجراحة أو العلاج بليزر الـCO2 أو الكي أو غيره. 

هل يجب أن أذهب إلى الطبيب؟

بداية اطمئن، إنّ بقع فوردايس تظاهرٌ جلدي حميد وليست نتيجة لأي مرض، لكنها يمكن أن تختلط بمرض آخر. 

إذا لاحظت بقعًا في منطقتك التناسلية فراجع طبيبك؛ إذ يمكن أن تكون عرضًا لمرض منتقل جنسيًّا (STD) وليست بقع فوردايس. وعلى أية حال، يكشف الطبيب السببَ وراء النتوءات ويعالجها في حال حاجتها إلى المعالجة. 

إذا ظهرت بقع فوردايس على شفاهك وكنت منزعجًا من منظرها فاستشر طبيبك أيضًا؛ فقد يستطيع أن يعالجك بإزالتها. 

وعادةً ما يحدث التشخيص سريريًّا بناءً على الاستجواب والفحص، ولكن؛ في بعض الحالات قد تُطلَب خزعة؛ إذ يُؤخَذ فيها عينة من المنطقة المتأثرة من أجل فحصها تحت المجهر.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا