التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

هل هناك علاقة بين النشاط الجنسي وسرطان البروستات؟

سرطان البروستات واحدٌ من أكثر الأورام الخبيثة انتشارًا بين الرجال في أنحاء العالم، يصيب غدةَ البروستات؛ وهي غدة تناسلية تساهم في تركيب السائل المنوي، وتؤهِّب عوامل مختلفة لحدوثه، فما علاقةُ النشاط الجنسي به؟ 

تؤثر بعض مُحدِّدات النشاط الجنسي في احتمال الإصابة بسرطان البروستات، قد يُعزى ذلك إلى ارتفاع مستوى الأندروجين أو إلى العدوى بالأمراض المنتقلة بالجنس، وغيرها من الأسباب المُحتملة. تُثير العلاقة بين النشاط الجنسي وغدة البروستات بعضَ الخلاف، فما رأي الدراسات؟

وجد تحليل تلوي نشر عام 2018 -شمل الرجالَ مغايري الميول الجنسية- ارتباطًا بين عدد الشريكات والعمر عند الجماع الأول ومرات القذف من جهة، واحتمالِ الإصابة بسرطان البروستات من جهةٍ أخرى.

ووفقًا للبحث الذي بلغ عدد المشاركين فيه 55490 رجلٍ؛ فإنَّ هناك ارتباطًا خطّيًّا بين عدد الشريكات خلال الحياة واحتمال الإصابة بسرطان البروستات، وظهرَ أنَّ الزيادة في عدد الشريكات بمقدار عشر نساء رفعت احتمالَ الإصابة بسرطان البروستات على نحو لافت، بنحو (1.1) ضعفًا.

إضافة إلى ذلك، يُغيّر عمرُ الفرد عند الجماع الأول احتمالَ نشوء سرطان البروستات، إذ تَبيَّن في الدراسة انخفاضُ احتمال الإصابة بسرطان البروستات بمعدل 4% مقابل التأخر في سن المجامعة الأولى بمقدار خمس سنوات، وكانت العلاقة خطية هنا أيضًا.

ويؤثر عدد مرات حدوث القذف في فرصة الإصابة، فقد وُجد انخفاضٌ لافت في احتمال الإصابة عند من اختبروا القذفَ مرتين إلى أربع مرات أسبوعيًّا، دون أن تكون العلاقة خطية.

في حين وجدت مراجعة أخرى نشرت عام 2015 شملت الرجالَ مغايري ومثليي الميول الجنسية أنَّ للقذف المتكرر دورًا وقائيًّا في تطور السرطان. وبينت هذه الدراسة أنَّ زيادة عدد الشركاء الجنسيين شكَّلت عاملًا وقائيًّا من السرطان عند استبعاد وجود الأمراض المنقولة بالجنس.

وأظهر البحث أنَّ سرطان البروستات يُشخَّص بنسبة أكبر عند الرجال المثليين مقارنةً بمغايري الجنس.

وعلى الرغم من وجود هذه الآراء المتناقضة بين الدراستين؛ فإنَّ القوة العلمية الأكبر للتحليل التلوي المنشور عام 2018 توحي بوجود علاقة خطية بين سرطان البروستات وتعدُّد الشركاء الجنسيين؛ الأمر الذي يجب تفسيره على نحو حذر ودقيق لأنَّ معظم الدراسات التي دخلت في التحليل كانت من نمط الحالات-الشواهد.

مصادر المقال:

 هنا

هنا