الطب > مقالات طبية

الضعف العضلي عند مدمني الكحول يرتبط بمشاكل إصلاح المايتوكوندريا

إذا بتتابعوا مواضيع إدمان الكحول وإساءة استخدامه رح تكتشفوا إنو في عدد من المدمنين السابقين بذلوا جهود جبّارة وأمضوا وقت طويل بمراكز التأهيل لحتى قدروا يتخلصوا من إدمان الكحول. السبب ما بعود فقط للمشاكل الاجتماعية والقانونية الناتجة عن هالآفة، ولكن أيضاً بسبب العواقب الصحية المعروفة للإفراط بتناول الكحول، متل تشمّع الكبد والتأثيرات العصبية والضعف العضلي.

تأثير الكحول على أداء العضلات الهيكلية هو يمكن واحد من التأثيرات غير المعروفة لكتير من الناس، وآليته ما كانت معروفة حتى وقت قريب...

وجدت دراسة مموّلة من المعاهد الوطنية للصحة NIH في الولايات المتحدة أنّ الضعف العضلي المُشاهد عند الكحوليّين المزمنين قد يُعزى إلى عدم قدرة المتقدّرات (أو المايتوكوندريا، وهي عُضيّات تمثّل مصادر الطاقة في الخلية) على إصلاح نفسها.

في تجارب أجريت على الجرذان، وجد العلماء أنّ الاستعمال المفرط للكحول على المدى الطويل يؤثّر على مورّثة ذات صلة بإصلاح المتقدّرات وتجديد العضلات. ووفقاً لمدير المعهد الوطني لإساءة استعمال الكحول والكحولية، فإنّ هذا الاكتشاف يوضّح لماذا تُضعف معاقرة الكحول بإفراط ولمدة طويلة من الزمن من قوة العضلات، كما يساعد على تحديد أهداف جديدة لتطوير الأدوية المناسبة لعلاج الحالة.

المتقدّرات هي أجزاءٌ من الخلية مسؤولةٌ عن توليد معظم الطاقة التي تحتاجها الخلية. وتعتمد العضلات الهيكلية على المتقدّرات بشكل مستمر لإنتاج الطاقة التي تحتاجها للحركة. عندما تتعرض المتقدّرات للضرر تعمل على إصلاح نفسها بعملية تسمى "اندماج المتقدّرات mitochondrial fusion"، حيث تتّحد مع مثيلاتها وتتبادل معها ما تحتاجه من المواد، مثل ال DNA.

ورغم أن هذه العملية معروفة تماماً في أنواع أخرى من الأنسجة، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر وجود عملية اندماج المتقدرات (كآليّة ترميمية أو إصلاحية) في العضلات الهيكلية. حيث لم يكن يعتقد العلماء سابقاً أن المتقدّرات – المرتصّة في الخيوط العضلية – قادرةٌ على الاندماج أو التفاعل مع غيرها والدخول في عملية الإصلاح الذاتي، بسبب المساحة الضيقة في هذه الرزم من الألياف العضلية.

بتمييز المتقدّرات الموجودة في العضلات الهيكلية للجرذان بصبغات مميزة تمّت مشاهدة العملية تحدث ومراقبة خطواتها بشكل حي. كما أمكَنَ تحديد بروتين مهم في هذه العملية، ويدعى Mfn1 (mitofusin 1) وهو بروتين اندماجي – وتبيّن للعلماء أنّ الإفراط في تناول الكحول يتداخل ويضعف من هذه العملية. ففي مجموعة الجرذان التي أُضيف الكحول إلى نظامها الغذائي تناقصت مستويات البروتين Mfn1 بنسبة 50% في حين لم تتأثر بروتينات أخرى. تصاحَبَ هذا النقص في مستوى البروتين الإندماجي مع تناقص واضح جداً في عمليات اندماج المتقدرات. وعند عودة مستويات البروتين للطبيعية عادت المتقدرات لإصلاح نفسها كما يجب.

يَخلُص الباحثون في الدراسة إلى ما يلي:

إنّ تأثير مستويات الكحول على هذه المورّثة (الجين) المسؤولة عن إصلاح المتقدرات يقترح وجود عوامل بيئية أخرى تؤثر في اندماج وإصلاح المتقدرات لذاتها. كما أنّ تحديد البروتينات المسؤولة عن عمليات الإصلاح هذه من شأنه المساعدة في تطوير أدوية لمعالجة ضعف العضلات المصاحب للكحوليّة.

المصدر: هنا

مصدر الصورة: هنا