التعليم واللغات > سؤال وجواب

هل يستطيع الصم التواصل بلغة الإشارة على اختلاف جنسياتهم؟

كثيرًا ما يسأل الناس عما إذا كانت لغة الإشارة عالمية، والجواب هو أن كل بلد تقريبًا موطنٌ للُغةِ إشارة وطنية واحدة على الأقل لا تتبع بنيةَ اللغة المنطوقة المستخدمة في ذلك البلد، ففي الحقيقة تبدو لغة الإشارة البريطانية ولغة الإشارة الأمريكية مختلفتين عن بعضهما تمامًا، ومن ناحية أخرى تحوي كلُّ من لغة الإشارة الصينية ولغة الإشارة في هولندا مفردات متميزة، وأنظمة حركة أصابع مختلفة، وقواعد نحوية خاصة، ولكن عندما يلتقي شخصٌ أصمُّ صيني وآخر هولندي أول مرة، فإنهما يتواصلان بسهولة على الرغم من عدم وجود لغة مشتركة بينهما.

يُعرَف هذا النوع من التواصل الارتجالي بالتواصل عبر لغات إشارة مختلفة (cross-signing)، وبالتعاون مع المعهد الدولي للُغات الإشارة ودراسات الصم iSLanDS أُجريت دراسة عن كيفية ظهور هذا النوع من التواصل بين مستخدمي لغة الإشارة من دول مختلفة أول مرة، وتشمل التسجيلات مستخدمين للُغة الإشارة من دول مثل كوريا الجنوبية وأوزبكستان وإندونيسيا، وأفضت النتائج الأولية إلى أن نجاح التواصل في هذه الحوارات مرتبط بقدرة المحاورين على استيعاب شريكهم في التواصل عن طريق استخدام إشارات مبتدَعة غير موجودة في لغات الإشارة الخاصة بهم.

وغالبًا ما يَنتج هذا الإبداع اللغوي من الخصائص التصويرية الخاصة بالعلامات المرئية (مثل الدائرة في الهواء للتحدث عن جسم دائري أو تمثيل رجل بالإشارة إلى شارب)، ويَنتج أيضًا من الاعتماد على مبادئ التفاعل العامة (مثل تكرار إشارة ما لطلب المزيد من المعلومات).

ويختلف التواصل عبر لغات إشارة مختلفة عن لغة الإشارة الدولية التي تُستخدم في اجتماعات الصم الدولية، مثل مؤتمر الاتحاد العالمي للصم WFD أو أولمبياد الصم Deaflympics، وتتأثر لغة الإشارة الدولية بشدةٍ بإشارات لغة الإشارة الأمريكية، وعادة ما تُستخدم للتقديم أمام الجماهير الصماء الدولية التي تكون على دراية بمفرداتها المعجمية.

المصادر:

هنا

Supalla, T., & Webb, R. (1995). The grammar of International Sign: A new look at pidgin languages. In K. Emory and J. Reilly (Eds.), Sign, Gesture and Space. (pp.333-352) Mahwah, NJ: Lawrence Erlbaum