التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

الحياة الجنسية عند مرضى الصداف

تتطلب العلاقات الحميمة ثقةً واهتمامًا وقبولًا متبادلًا، فقد عرَّفت منظمة الصحة العالمية (WHO) الصحةَ الجنسية بأنَّها اجتماع الصحة الجسدية والعاطفية والنفسية والاجتماعية في النشاط الجنسي، وليست مجرد غياب المرض أو الاضطراب أو الداء.

يؤدي مرض الصداف (Psoriasis) -حتى وإن لم يصب الأعضاءَ التناسلية- إلى مشكلاتٍ تؤثر في الثقة بالنفس والصحة الجنسية؛ إذ كشفت دراسة أُجريَت عام ١٩٩٧ عن وجود الاضطراب الجنسي لدى ٤٠.٨٪‏ من مرضى الصداف، كذلك ترتبط زيادةُ نسبة وجود المشكلات الجنسية لدى المصابين بأدواء جلدية أخرى كالإكزيما الجلدية المزمنة، والبهاق، والحزاز البسيط المزمن، والشرى المزمن… 

وورد في أحد المقالات أنَّ ٦٠٪‏ من المصابين بالصداف اللويحي المزمن سيعانون إصابةَ الأعضاء التناسلية في مرحلة ما، ويؤدي ذلك إلى أعراض عديدة ومزعجة كالألم والشعور بالوخز والحرقة في أثناء ممارسة الجنس وبعده، إضافة إلى أنَّ ممارسة الجنس قد تؤدي إلى تفاقم الصداف بسبب ما يسمى ظاهرة كوبنر (Koebner phenomenon)؛ إذ تُثير أقلُّ الرضوض على الجلد -بما فيها تلك الناتجة عن الاحتكاك- ظهورَ اندفاعات صدافية جديدة عند المريض. كذلك الأمر عند المصابين بالتهاب المفاصل الصدافي؛ فيُعدُّ الألم المفصلي والتعب من الأمور الأساسية التي يعانيها المريض بحيث يؤثر الألم في قدرته على الحركة في أثناء ممارسة الجنس.

علاوةً على ذلك، فإنَّ الصداف قد يسبب مشكلاتٍ عاطفية تجعل من العلاقات الجنسية أمرًا مقلقًا وصعبًا لدى المصابين به. 

ووُجِد في تقرير أنَّ النساء المصابات بالصداف يعانين المشكلاتِ الجنسية أكثر من الرجال؛ كالتواتر المنخفض للممارسة الجنسية والحكة، في حين يُعدُّ الرجال أكثر نشاطًا وتختلف الشكوى الرئيسية لديهم لتكون الشعورَ بالوخز والحرقة، إلا أنَّ كليهما قد يعاني قلةَ الرغبة الجنسية والحاجة إلى تجنُّب الجنس.

فضلًا عن أنَّ علاج الصداف قد يشكل عاملًا مساعدًا على تحريض الاضطراب الجنسي لدى المصابين؛ إذ يمنع الإنجابَ عند النساء المصابات المعالجات بالأستريتين في أثناء تناوله ومدةَ سنة إلى سنتين من إيقافه، ويوقف الميتوتريكسات عند تناوله من قبل النساء أو الرجال المصابين في أثناء فترة تناول العلاج ومدةَ 6 أشهر بعدها. فضلًا عن الأدوية الأخرى التي يتناولها المرضى لعلاج الأعراض المرافقة.  

ومن المهم ألَّا يسمح المريضُ للصداف بأن يشكِّل عائقًا في حياته الجنسية، فيجب عليه أن يكون واضحًا وصريحًا مع شريكه عن وضعه ويفسِّر له بأنَّ المرض لن ينتقل بالتقبيل أو بممارسة الجنس، ولا سيما أنَّ الصداف الذي يصيب الأعضاءَ التناسلية قد يشابه بشكله الأمراضَ المنتقلة بالجنس؛ لذا من المهم طمأنة الشريك فيما يخصُّ ذلك. 

وقد يقلل استخدام المزلقات من الاحتكاك الذي يجعل الجنسَ مؤلمًا، فمن الممكن استخدام زيت جوز الهند مزلقًا؛ إذ يحافظ على رطوبة الجلد ويخفف من الحكة والحرقة، وكذلك شراء الواقيات الذكرية المضاف لها مزلقات قد يساعد المريض. ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض علاجات الصداف قد تسبب حدوثَ تسريب أو تمزُّق في الواقي الذكري المصنوع من مادة اللاتكس؛ لذا من المهم استخدام واقيات ذكرية مصنوعة من مواد أخرى.

ومن المهم أيضًا معرفة أنَّ ترطيب البشرة يُعدُّ الأساسَ للحفاظ على بشرة صحية، ولا بدَّ لمريض الصداف أن يستخدم المرطباتِ الخالية من الكحول أو الصباغات أو العطور للوقاية من التخريش، وأن يطبِّق هذه المرطباتِ بعد ممارسة الجنس؛ بحيث ينظِّف المنطقةَ التناسلية بلطف ثمَّ بقية المناطق المتعرقة، ثمَّ يطبق أدوية الصداف ويليها المرطبات. 

في الختام، لا بدَّ من لفت الانتباه لأهمية علاجات الصداف التي تساعد على تحسين الحالة وتعزيز ثقة المريض بجسده وشكله؛ لذا يجب على المريض أن يخبر الطبيبَ بأيِّ عرض يصيبه ولا سيما في منطقة الأعضاء التناسلية لأنَّ الطبيب قد يغفل سؤالَه عن ذلك. 

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا