هل تعلم والإنفوغرافيك > منوعـات

الباحثون السوريون؛ نحت على اليقطين

في شهر تشرين الأول/أكتوبر من كلّ عام؛ تظهرُ فاكهة اليقطين المنحوتة على الشُرفات والعتبات في أماكنَ مختلفةٍ من العالم.. فواكهُ برتقالية منقوشة بوجوه غوليّةِ الشكل ومضاءةٌ بالشموع ما هي إلّا علامةٌ مؤكَّدةٌ تشير إلى موسمِ الهالوين.

ويعود تقليدُ نحتِ الوجوه على الخضار إلى الكلت (Celts)؛ لكونه جزءًا من احتفالهم في فصل الخريف إذ أرادوا أن يضيؤوا الطريقَ إلى منازلهم لأجل الأرواح الجيدة، لذا فقد نحتوا الوجوه على الخضروات مثل اللفت والأسكواش، ثم وُضِعَ ضوءٌ داخل الخضار المجوفة.

أطلق الإيرلنديون على هذه الخضروات المنحوتة اسم (Jack O’Lanterns) عندما روى أحد الإيرلنديين قصةَ مزارع يُدعَى جاك كان قد عَقَدَ صفقةً مع الشيطان؛ ممَّا أدى إلى أن يتوه في الأرض طوال الوقت.

ولكن؛ ما قصة (Jack O’Lanterns) أو (Stingy Jack)؟

نشأت هذه الممارسة من أسطورة إيرلندية (على الرغم من أنَّها تعود إلى القرن السابع عشر فقط) عن رجلٍ يُلَقَّب بـ (Stingy Jack) أو جاك البخيل، ووفقًا للقصة؛ فقد دعا جاك الشيطانَ إلى تناول مشروبٍ معه.

وممّا يدل عليه اسمه فإنَّ جاك لا يريد أن يدفع ثمنَ شرابه؛ لذلك أقنعَ الشيطانَ بتحويل نفسه إلى عِملةٍ تمكّنُ جاكَ من استخدامِها لشراء مشروبه، وبمجرَّدِ أن فعل الشيطان ذلك؛ قرَّر جاك الاحتفاظ بالمال، ووضعه في جيبه بجوار صليبِ فِضّي، ممّا حال دون عودة الشيطان إلى شكله الأصلي.

حرر جاك الشيطان في النهاية؛ بشرط أنه لن يزعج جاك مدَّةَ عام واحد، وأنّه إذا مات جاك فإنّ الشيطان لن يكون قادرًا على الاستحواذ على روح جاك. وفي العام التالي؛ خَدعَ جاك الشيطان مرة أخرى في التسلق إلى شجرة فاكهة لقطف ثمرة. وعندما كان في أعلى الشجرة؛ نَحَت علامةَ الصليب في لحاء الشجرة فلم يتمكَّنِ الشيطانُ من النزول حتى وعدَه بعدم إزعاجه مدَّةَ عشر سنوات أخرى.

وبعد فترة وجيزة؛ تُوفي جاك مثلما تقول الأسطورة، ولكنَّ اللهَ لن يسمح لمثل هذه الشخصية البغيضة بالوجود في الجنة. أمَّا الشيطان -المنزعجُ من خُدَع جاك وغير القادر على الاستحواذ على روحه أيضًا- لن يسمحَ لجاك أن ينزلَ في الجحيم. (باختصار؛ لم يعد جاك قادرًا على دخول الجنة أو الجحيم!) فأرسله الشَّيطانُ في الليل المظلم، فوضعَ جاك الفحم في اللفت المنحوت؛ لحمايتها من الرياح، وكان تائهًا في الأرض منذ ذلك الحين.

بدأ الإيرلنديون بالإشارة إلى هذا الشبح أو الطيف باسم "Jack of the Lantern" ، ثم ببساطةٍ: "Jack O’Lantern".

في إيرلندا وأسكتلندا؛ بدأ الناس إنتاجَ نُسخ خاصة بهم من فوانيس جاك عن طريق نحت وجوهٍ مخيفة مستخدمين اللفت أو البطاطس، ووضعوها في النوافذ أو بالقرب من الأبواب؛ لتخويف جاك وغيره من الأرواح الشريرة المتجولة.

وفي إنجلترا؛ استُخِدم الشمندر الكبيرُ الحجم. ففي النهاية عندما وصلَ المهاجرون إلى أمريكا ووجدوا إمدادات وفيرة من اليقطين؛ سرعان ما تبنَّوا اليقطين بوصفه أفضلَ فاكهة (وهي فاكهة!) لنحتِ (Jack O’Lanterns).

وبالطبع تطوَّر هذا النحت مع مرور الوقت لِيُنتجَ فنانو النحت قطعًا جميلةً.

المصدر:

هنا