التوعية الجنسية > أيام عالمية

29/10/2019 يوم الإنترنت العالمي هل يساعد الإنترنت على فهم جنسانيتنا على نحو أفضل؟

يُعدُّ الإنترنت اليوم مختبرًا مثاليًّا لاستكشاف الجنس والهوية الجنسية خاصة عند المراهقين، فيختبرون من خلاله رغباتٍ مختلفة وتجاربَ جنسية متنوعة ويتعرفون إلى اختلافاتهم، ولهذا أهميةٌ خاصة عند الأفراد الذين ينتمون إلى الأقليات الجنسية؛ فقد وَجدت هذه الأقليات في الإنترنت -منذ نشأته- منفذًا للتعبير عن الذات وتكوين الهوية الجنسية المستقرة ومقابلة الأفراد الآخرين الذين يشاركونهم التوجه، والتفاعل معهم لتعرُّف الصورة الحقيقية لأفراد مجتمع الميم التي تختلف عن الصور النمطية السائدة في المجتمع ووسائل الإعلام. إضافة إلى ذلك، يشكِّل الإنترنت -حاليًّا- المكانَ الأول الذي يعثر فيه أفرادُ الأقليات على شركائهم العاطفيين.

وبيَّنت إحدى الدراسات أنَّ استخدام الإنترنت عند أفراد مجتمع الميم للوصول إلى معلومات تتعلق بجنسانيتهم وميولهم الجنسية قد انخفض بعد أن أخبروا محيطَهم بجنسانيتهم بالمقارنة مع قبل ذلك. علمًا أنَّ الأمر لا يتوقف عند هؤلاء؛ فقد وُجد أنَّ نسبةً كبيرة من البالغين يستخدمون الإنترنت لإيجاد شريك عاطفي أو جنسي.

تركز كثيرٌ من الدراسات على الآثار السلبية للأنشطة الجنسية عبر الإنترنت، وتدرس في الكم الأكبر الحالاتِ القهرية التي يكون استخدام الإنترنت فيها خارجًا عن سيطرة الفرد والتي ترتبط بالقلق والاكتئاب وتدنِّي تقدير الذات والشعور بالوحدة ومواجهة الصعوبات في العلاقات العاطفية. علمًا أنَّ هذه العلاقة بين الأنشطة الجنسية وتدنِّي الحالة النفسية ليست حكرًا على الأنشطة القهرية فقط. 

بالمقابل، وُجد أنَّ معظم الشباب الذين ينخرطون في أنشطة جنسية عبر الإنترنت يستخدمون هذه الأنشطة بطريقة صحية غير قهرية، تساعدهم على تحقيق مزيدٍ من العافية النفسية.

أمَّا عن تأثير هذه الأنشطة في الحياة الجنسية الواقعية؛ فالأمر هنا متعلِّق بعوامل عدة؛ فالرجال الذين يستخدمونها أداةً متمِّمة لنشاطهم الجنسي الواقعي مع شريك جنسي يحصدون مستوياتٍ أعلى من الرضا الجنسي والصحة النفسية، في حين يترافق استخدامها أحيانًا بفقدان الاهتمام بالجنس الواقعي وانخفاض تقدير الذات وغيرها..

يستخدم كثيرٌ من الناس الإنترنت بوصفه وسيلةً للحصول على المعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية، وبالنظر إلى الفئات ذات الإمكانيات الاقتصادية المحدودة وبعض الأفراد الذين ينتمون لإثنيات معينة والذين لا يمكنهم الحصول على المعلومات من مكان آخر؛ فإنَّ الإنترنت يقدِّم المصدرَ الأهم للحصول على التثقيف الجنسي. لكن وعلى الرغم من أنَّه يقدِّم كثيرًا من المعلومات الصحيحة والمفيدة؛ فهو يحتوي على المعلومات الخاطئة أيضًا.

وعند المراهقين، يكون الفضول والاهتمام بالجنس دافعَين مهمَّين لاستفتاء الإنترنت في المسائل الجنسية المختلفة؛ لذا يجب على المُربِّين أن يدرِّبوهم على استخدام التفكير النقدي عند تلقِّي المعلومات والتأكد دومًا من موثوقية المصدر الذي يقدِّم المعلومة، حينها يمكن لنا أن نشجع المراهقَ على البحث والاستكشاف عن الموضوعات الجنسية التي تهمُّه عبر الإنترنت.

وساعد الإنترنت في الأعوام الأخيرة على الوصول إلى مزيدٍ من الأفراد وإجراء المقابلات معهم لأهداف بحثية، إذ لم يكن هذا متاحًا من قبل. يمكن للأفراد في المناطق الجغرافية القاصية أو المنعزلين أن يساهموا اليوم في إثراء الأبحاث المتعلقة بالجنس عن طريق مشاركتهم في اللقاءات والمحادثات والاستبيانات عن بعد.

وركزت كثيرٌ من الدراسات سابقًا على الجوانب السلبية لاستخدام الأنشطة الجنسية عبر الإنترنت، لكنَّنا اليوم بحاجة إلى التركيز على النواحي الإيجابية أيضًا، والتي يمكن أن تساعدنا على تحسين برامج الصحة الجنسية الموجهة لليافعين.

المصادر:

هنا

هنا;

هنا

هنا

هنا