التوعية الجنسية > أيام عالمية

يوم الإنترنت العالمي 29/10/2019 المراسلات الجنسية عبر الإنترنت

تثير المراسلات الجنسية عبر الإنترنت جدلًا كبيرًا حول شرعيتها وسلامتها ومقدار تأثيرها في الحياة الجنسية والصحة النفسية للأفراد، ما دفع قلةٌ من الباحثين إلى دراسة تأثيرَ المراسلات الجنسية في البالغين وارتباطها بصحتهم الجنسية والعقلية.

ففي دراسة نشرت عام 2012م استخدم الباحثون نسخةَ ويب مُعدلة يمكنهم بواسطتها مراقبةَ سلوك عيِّنةٍ من البالغين التي تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٤ عامًا؛ وتبعًا لهذه السلوكيات قسَّموا العينةَ إلى:

1- مُراسلين لاجنسيين.

2- مستقبلين للمحتوى الجنسي.

3- مرسلين للمحتوى الجنسي.

4- مرسلين ومستقبلين للمحتوى الجنسي.

ربط الباحثون هذه الفئات الأربع بالخصائص الاجتماعية والديمغرافية والجنسية والنفسية للأفراد؛ أظهرت النتائج أنَّ ٥٧٪ ؜من الأفراد لا يستخدمون الإنترنت لإجراء مراسلات جنسية، في حين أنَّ ٢٨.٢٪؜ يعتمدون إرسالَ المحتويات الإباحية واستقبالها، و٢٪؜ فقط يرسلون المحتوياتِ الجنسية عن طريق الرسائل الإلكترونية.

ولم تخلُص الدراسة إلى وجود علاقة بين -السلوكيات الجنسية الخطرة أو صحة الفرد النفسية- والمراسلة الجنسية. 

وفي دراسة أخرى عام 2015م درسَ الباحثون العلاقةَ بين إرغام الأشخاص على المراسلات الجنسية عبر الإنترنت والإرغام على ممارسة الجنس والعنف الجنسي للشريك والصحة النفسية لدى عينة ضمت ٤٨٠ مشاركٍ من الذكور والإناث البالغين، وطُلِب من المشاركين وصفُ سلوكهم الجنسي عبر الإنترنت؛ فعبَّر خُمسُ المشاركين عن اشتراكهم في المراسلات الجنسية دون رغبةٍ حقيقةٍ منهم، وأنَّ الأشخاص الذين أجروا هذه المراسلات فعلوها (طوعًا) مراتٍ قليلة فقط، وقد أُجبروا على تكرار الأمر بسبب الضغوط التي تعرضوا لها (من الإلحاح المستمر.. إلى التهديدات الحقيقية).

وبينت الدراسة أنَّ الصدمة الناتجة عن الإجبار المتواصل على إجراء المراسلات الجنسية تفوق صدمةَ التحرش الجسدي، وعبَّرت عديدٌ من النساء عن شعورهن بالقلق والاكتئاب والخوف العام إثر إجبارهن على الأحاديث الجنسية المتتالية. وبينت الدراسة -أخيرًا- وجودَ علاقة ارتباط بين إرغام الأفراد على إجراء مراسلات جنسية عبر الإنترنت وبين العنف الجنسي للشريك والإرغام الجسدي على ممارسة الجنس؛ إذ وفرت المراسلاتُ الجنسية في هذه الحالة طريقةً جديدةً للإيذاء الجسدي والجنسي والنفسي.

نشر تحليلٌ تلويٌ عام 2017م -لمجموعةٍ من الدراسات التي أجريت بين الأعوام 2011-2015م- عن المراسلة الجنسية والسلوك الجنسي وخرج بعدة نتائج؛ أولها وجود علاقة بين المراسلة الجنسية والنشاط الجنسي عمومًا؛ ما يقلل من أهمية الكبت بوصفه دافعًا.

قد تؤكد هذه النتيجة مخاوفَ الآباء حيال المراسلة الجنسية، إلا أنَّه من الواجب تفسير النتائج بحذر، إذ كانت كلُّ الدراسات المستخدمة ذات مقطع عرضاني ولا تثبت أيَّةَ علاقة سببية.

أمَّا ثاني تلك النتائج، فهي ارتباط المراسلة الجنسية مع الممارسات الجنسية الخطرة كتعدُّد الشركاء الجنسيين والجنس غير الآمن. وتدل الدراسات التي دخلت في هذا التحليل على وجود علاقة ارتباط -ولكنَّها ضعيفة- بين المراسلة الجنسية والممارسات الجنسية الخطرة؛ إذ عُدَّت المراسلة الجنسية مؤشرًا ضعيفًا لتلك الممارسات.

وعلى الرغم من الحاجة إلى دراسات طولانية مستقبلية لكشف وجود علاقة ارتباط مهمة بين المتغيِّرَين السابقين؛ فإنَّ الباحثين الذين أجروا هذا التحليل التلوي يوصون بتوجيه جهودنا نحو دراسات تدرس العواملَ السلوكية التي قد تساهم في حدوث المراسلة الجنسية مثل العنف من قبل الشريك أو التعنيف في المدرسة لدى المراهقين؛ إذ إنَّ إنتاج الأدب الطبي في هذا المجال أقلُّ بكثير من مثيله في دراسة المراسلة الجنسية والسلوك الجنسي.

المصادر: 

1- هنا

2- هنا

3- هنا