الطب > ‏معلومة سريعة‬

هرول لتتمتَّع بحياة أطول

يعدُّ "المشي" نشاطًا بدنيًّا يوميًّا يُؤديه جميع الأشخاص باختلاف أعمارهم، وتختلف طريقة المشي من شخصٍ إلى آخر؛ إذ يُفضِّل البعضُ الحركة السريعة، والبعض الآخر يسير بتمهُّل وبطء، ولكن يكمن السؤال في تأثير سرعة المشي في الصحة؛ فهل يمكن أن يرتبط المشي السريع بحياة أطول ؟

تقول الدراسات أن وتيرةَ المشي السريعة يمكن أن تُقلِّل من خطر الوفيَّات الناجمة عن الأمراض القلبية أو أي أسباب أخرى، فقد كان هناك انخفاضٌ بنسبة 31% في خطر الوفيَّات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية لدى الأشخاص الذين يسيرون بسرعة عالية مقارنة بالأشخاص الذين يسيرون ببطء، وكذلك أشارت تحاليل أُجريت على 250000 شخص بأنَّ المشي إلى العمل ساهم في تخفيض نسب الوفيات القلبية بنسبة 37% مقارنة بمن كانوا يرتادون العمل دون بذل نشاط جسدي، ولكن لا تزال العلاقة غير واضحة بين مقدار المشي ومعدل الوفيات الناجمة عن السرطانات.

وُضع العديد من التفسيرات المحتملة لكشف العلاقة بين سرعة المشي والوفيّات؛ إذ تقول إحدى الدراسات أن سرعة المشي المنتظمة التي تقلُّ عن 1m/s ترتبط بزيادة الوفيات لدى كبار السن. 

ربّما يعود ذلك إلى أن التعرض المزمن لعوامل الخطورة الوعائية مرتبط بانخفاض في سرعة المشي وزيادة الوفيات لأسباب قلبية وعائية. ثم إنَّ زيادة النشاط البدني تُقلِّل من خطورة التعرض لأمراض قلبية، وأيضًا ترتبط سرعة المشي العالية بارتفاعٍ في تركيز الكولسترول العالي الكثافة high density lipoprotein cholesterol.

أما من الناحية العصبيّة؛ فقد يُعتمد على سرعة المشي بوصفها إحدى الوسائل البسيطة والسريعة لتقييم القدرة الحركية لدى المرضى الكبار في السن. كذلك ظهر في الدراسات أن وتيرة السَّير البطيئة واحدة من علامات التقدم في السن.

تعتمد القدرة على المشي وسرعة المشي على عدة أصعدة من الجسم؛ فهي تحتاج سلامةَ وظائف الجهاز العضلي الحركي والجهاز العصبي المركزي والمحيطي وكذلك سلامة البصر، والكفاءة القلبية والتنفسية وإنتاج الطاقة.

ترتبط سرعة المشي أيضًا عند البالغين بصحة الدماغ على مدى الحياة؛ إذ يرتبط بطء سرعة المشي بضعف الأداء المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالعتاهة (الخرف).

وقد تعطينا سرعة المشي احتمالات للتعرف المبكر إلى وجود ضعف في القدرة الحركية، وأيضًا قد تعطينا هدفًا محتملًا للتدخل المبكر أو لاكتشاف مؤشر يدلُّ على خطر الإعاقة والوفاة لدى كبار السن. ولأن سرعة المشي تدلُّ على التغيرات المرتبطة بالعمر في فترة منتصف العمر؛ قد تثبت سرعة المشي وسيلةَ قياسٍ مُساعدة في التجارب التي تهدف إلى منع ظهور الأمراض المرتبطة بالعمر؛ مما يُشجِّع على النظر إلى طريقة المشي ليس فقط بوصفها مشكلة حركية وإنما مؤشرًا عامًّا لصحة الجسد.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا