العمارة والتشييد > التصميم المعماري

تراسات مدينة بيروت

تقع مدينة بيروت في قلب منطقة الشرق الأوسط النامية، وهي نقطةٌ محوريةٌ في المنطقة وحلقة وصلٍ ثقافية وجغرافية بين أوروبا والشرق الأوسط.

لا يمكن أن يكون تاريخ بيروت أكثر تنوُّعًا؛ إذ تحوي بقايا الحقبات الفينيقية والرومانية والمملوكية والعثمانية والاستعمارية الحديثة التي شكَّلت المدينة ومبانيها.

تأثَّر تصميم برج ترَّاسات بيروت Beirut Terraces بطبقات تاريخ المدينة الغني والصاخب.

صمَّم البرج المعماريان السويسريان هِرتسوغ ودي ميورون Herzog & de Meuron، ويقع برج الترَّاسات في إحدى  أكثر المناطق السكنية رقيًّا في لبنان، ويُعدُّ رائدًا في مفهوم القرية الشاقولية على مستوى العالم.

يسهم هذا المفهوم في إعطاء مستقبلِ المدينة شكله ويستعرض ماضيها في الوقت ذاته، عن طريق دمج فراغات المعيشة الداخلية مع الهواء الطلق عبر الترَّاسات الممتدة.

يعبِّر المبنى عن الثقة والتفاؤل في بيروت المعاصرة، وقد حُدِّد المشروع بخمسة عناصر؛ الطبقات والمدَّرجات، والداخل والخارج، والغطاء النباتي، والإطلالات والخصوصية، والضوء والتهوية، لينتج بناء ذو طبقاتٍ مرتَّبةٍ شاقوليًّا تتفاوت أحجامها لتتلاعب بين الانفتاح والخصوصية وتعزز العلاقة المرنة بين الداخل والخارج.

اتَّسم البناء بالكفاءة والفخامة نتيجة الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وتنسيق  مواد البناء المستخدمة عالية الجودة،

وتعزَّزت الاستدامة ونوعية الحياة داخل المبنى بالاستعانة بالهندسة البيئية والاستخدام المحدَّد للنباتات.

يتيح المشروع تجربة العيش في الأماكن المغلقة وفي الهواء الطلق في الوقت نفسه، عن طريق إدخال الحدائق المعلَّقة والبلاطات المثقَّبة الممتدة التي تشكِّل شرفاتٍ واسعةً وتزيد من مساحة المعيشة.

ومع وجود مساحاتٍ واسعةٍ وجيدة التهوية، تتوازن الحياة اليومية عبر التدفُّق الحر بين المساحات الداخلية والخارجية.

تبرز بلاطات كلِّ طابقٍ حولَ محيطها بمقدار 60 سم على الأقل، ممَّا يسهِّل بناء وصيانة الواجهات المزدوجة الواسعة. وللبلاطات سماكةٌ كافيةٌ لموازنة تغيُّرات درجة الحرارة اليومية عن طريق كتلتها الحرارية، إذ تخزِّن البرودة ليلًا لتطلقها نهارًا، وتجعل هذه الإستراتيجيات المنفعلة passive  المبنى مكانًا مستدامًا للعيش.

تختلط الشقق بأحجامها وأنواعها المختلفة لتلبية حاجات كلِّ قاطن، ممَّا يعطى كلَّ طابقٍ هويَّته الخاصة.

وتتكوَّن الشقق من ثلاثة أجزاء؛ منطقة الاستقبال وفراغ المعيشة الخاص والجزء الخدمي.

تشمل غرفة المعيشة والبهو الكبير في منطقة الاستقبال مناطق للجلوس وتناول الطعام مرتبطة بترَّاسٍ واسعٍ ذي إطلالة، ويضمُّ الفراغ الخاص غرفةَ معيشةٍ عائليةٍ وغرف نومٍ مع حمَّاماتٍ داخليةٍ وخزائن ملابس وتتَّصل هذه الغرفة بالتراس.

تضمُّ منطقة الخدمة مطبخًا مُزوَّدًا بأماكن تخزين وغرفة غسيل وغرفة نومٍ للخادمة مع حمَّام، ويبلغ ارتفاع جميع الغرف الرئيسية 3.31 م.

هل أعجبك هذا المبنى؟ وهل ترى أنَّه مناسبٌ لموقعه في مدينة بيروت؟ وهل تشجِّع قيام المزيد من الأبراج في بيروت أو غيرها من المدن العربية؟

المصادر: 

هنا

هنا