الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

المريمية.. العشبة المَنسية

المريمية (الميرمية) Sage؛ عشبة ذات رائحة قوية ونكهة ترابية غريبة، الأمر الذي جعل استخدامها محدودًا نسبيًا، وتشترك مع إكليل الجبل والزعتر والريحان بالانتماء إلى عائلة النعناع. وتتميز هذه العشبة باحتوائها على العديد من المغذيات، فضلًا عن كونها مبيدًا حشريًا فعالًا ومنظفًا طبيعيًا أيضًا.

توجد المريمية بشكلٍ طازج ومجفف، كذلك يمكن أن تستخدم لاستخراج الزيت، وهي غنية بالفوائد الصحية العديدة التي نتعرفها معكم في هذا المقال..

1- غنية بالمغذيات: تحتوي ملعقة طعام واحدة من المريمية وزنها 0.7 غ على 0.1 غ من البروتين و0.4 غ من الكربوهيدرات و0.1 غ من الدهون، وتؤمن 1.1% من الاحتياج اليومي من الفيتامين B6 والحديد، و1% من الاحتياج اليومي من الكالسيوم والمنغنيز، و10% من الاحتياج اليومي من الفيتامين K، وتحوي كمياتٍ قليلةً من المغنيزيوم والزنك والنحاس والفيتامين A وC وE. 

2- غنية بمضادات الأكسدة: تحتوي المريمية على أكثر من 160 نوعًا من البوليفينولات؛ وهي مركبات كيميائية ذات فعاليةٍ مضاداتٍ للأكسدة، وأهمها حمض الكافييك Caffeic acid وحمض الكلوروجينيك Chlorogenic acid وحمض الروزمارينيك Rosmarinic acid وحمض الإيلاجيك Ellagic acid، وجميعها تتمتع بفوائد صحية مثل خفض خطر الإصابة بالسرطان وتحسين وظائف الدماغ وتقوية الذاكرة.

3- تخفيف أعراض سن اليأس: يعاني جسم المرأة من انخفاضٍ في هرمون الإستروجين في أثناء سن اليأس، مما يؤدي إلى الإصابة ببعض الأعراض المزعجة مثل التعرُّق المفرط والهبات الساخنة وجفاف المهبل، وتستخدم المريمية للحدِّ من هذه الأعراض، إذ يُعتقد بأنَّها ذات تأثيراتٍ مشابهةٍ لهرمون الإستروجين من حيث القدرة على الارتباط ببعض المستقبلات الموجودة في الدماغ، فتساعد على تحسين الذاكرة ومعالجة التعرق المفرط والهبات الساخنة.

4- خفض نسبة سكر الدم: على الرغم من الحاجة إلى مزيدٍ من الأبحاث لاعتماد المريمية علاجًا لمرض السكري، لكنَّ الأبحاث الموجودة حاليًا قد أثبتت فعاليتها في خفض سكر الدم وزيادة الحساسية تجاه الأنسولين. لكن يُنصح بالانتباه إلى مستويات سكر الدم عند استهلاك المريمية من قبل الأشخاص الذين يتناولون أدويةً لضبط السكري، كذلك يُنصح بالانقطاع عن استهلاكها قبل أسبوعين من الخضوع للعمليات الجراحية سواء كان الشخص مريضًا بالسكري أم لا.

5- تحسين الصحة العقلية: إذ تبيَّن أنَّ المريمية تمنع انخفاض مستويات الناقل الكيميائي الأستيل كولين (Acetylcholine (ACH الذي يؤدي دوراً مهماً في ذاكرة الإنسان، ويعدُّ عنصرًا أساسيًا لدى المصابين بمرض آلزهايمر، إذ تنخفض مستوياته لديهم على نحو كبير. كذلك يمكن لتناولها بكمياتٍ صغيرةٍ أن يحسن الذاكرة لدى الكبار والصغار على حدٍّ سواء.

6- خفض الكوليسترول الضار: يمكن أن تساعد المريمية على زيادة الكوليسترول المفيد HDL وخفض مستوى الكوليسترول الضار LDL المسؤول عن انسداد الشرايين والتأثير في صحة القلب.

حسنًا، بعد التحدث عن كل تلك الفوائد، لا بد أن نتساءل عن الآثار الجانبية التي قد يسببها استهلاك هذه النبتة.

في الواقع، لا يسبب استهلاك المريمية تأثيراتٍ سلبيةً في الإنسان عندما يكون ضمن الحدود المعتدلة، لكنَّ استهلاكها وزيتها بكمياتٍ كبيرة جدًا يمكن أن يحدث بعض الآثار الجانبية نتيجة احتواء بعض أنواع الجنس Salvia (وأهمها Salvia officinalis) على مركب يسمى Thujone؛ وهو من المركبات التي تؤثر في الكبد والجهاز العصبي في حال تناوله بكميات كبيرة جدًا، علمًا أن كميته تختلف حسب النوع ووقت الحصاد وظروف الزراعة وغيرها من العوامل. ولهذا السبب تنصح النساء الحوامل والمرضعات بتجنب استهلاكها.

من جهةٍ أخرى، يُعرف عن المريمية تأثيرها في مرضى ضغط الدم المرتفع والمنخفض على حد سواء، فترفع الضغط لدى المجموعة الأولى وتخفضه لدى المجموعة الثانية، لذا يُنصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض الضغط ويتناولون الأدوية لضبطه بالحذر من استهلاك المريمية.

وإذا كنت، عزيزي القارئ، تتساءل عن كيفية استخدام هذه العشبة، فيمكنك إضافة أوراقها الطازجة إلى الشوربة أو السلطة، أو استخدامها مجففةً في تتبيل اللحوم، أو أن تشرب منقوع المريمية بكمياتٍ معتدلة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا